أثير – ريـمـا الشـيخ
ظهرت موهبتهما وهما في بداية طريقهما، فالأول استهوته جغرافية الأرض والثاني شغفه حب الاختراعات وابتكارها.
إنهُما ناصر وعبدالرحمن بن خميس العوفي من ولاية الخابورة، أخوان يمتلك كلٌ منهما هواية وموهبة يتميزان بها، الأول يبلغ من العمر 13 عامًا، أما الثاني فهو في الحادي عشر من عمره.
“أثير” حاورت والدة الطفلين المبدعين؛ لمعرفة المزيد حولهما، فقالت في بداية حديثها: ابني ناصر دائم الاطلاع، فهو يهوى الجغرافيا واستكشاف الأماكن، وزيارة الأودية لجمع بعض العينات من الصخور الغريبة والقطع المميزة، وهو يحتفظ بقطع جميلة ومميزة لفخار أثري وصخور تعود لعصور مختلفة، ويعشق التنوع في التضاريس.
“أثير”
وأضافت: ما دفع ابني ناصر لهذه الهواية هو اصطحاب والده له لبعص الحفريات الأثرية في الإجازة الصيفية، نظرًا لعمل والده في مجال الآثار، كما أن العائلة مهتمة جدا بالمواقع الأثرية ذات الكتابات والنقوش الحجرية.

وذكرت والدة الطفلين، بأن ابنها ناصر لديه طموح بأن يجعل عمان وجهة سياحية جذابة وفريدة من نوعها عندما يكبر، وذلك بتأسيس شركة سياحية متخصصة لتطوير بعض المواقع التي لا تحظى بالاهتمام رغم جمالها وتمتعها بآثار تشهد على حضارة ضاربة في القدم، كما أن ناصر يولي اهتمامًا وشغفًا كبيرين بتصاميم السيارات، وتاريخ تطويرها ومميزات أجيالها المختلفة، ويقوم برسم تصاميم للسيارات بشكل تفصيلي مميز وجميل.
وتطرقت “أم ناصر” إلى الحديث عن طفلها الثاني عبدالرحمن، فذكرت: بدأت موهبة الابتكار مع عبد الرحمن منذ عمر صغير جدا، فهو من عمر السنتين يهوى ألعاب الفك والتركيب ويقضي وقتا طويلا مستمتعا بها، ويركب أجزاء ألعاب مختلفة مع بعضها؛ لعمل لعبة جديدة، ويتابع برامج أطفال تخدم مجال العلوم والاختراعات منذ صغره، مثل رسوم زيد والعلوم ورسوم فريق الصيانة The Fixies.
وأضافت: عندما دخل المدرسة أصبح يقضي أوقات فراغه في متابعة برامج علمية واختراعات، إلى أن أصبح الآن يتابع برامج تشرح بشكل أدق وبالتفصيل لمحركات السيارات باللغتين العربية والإنجليزية، ولديه معلومات لا بأس بها فيما يتعلق بمحركات السيارات وأجزائها وطريقة عملها، كما أنه مبادر جيد لتقديم المعونة والمشورة التقنية والكهربائية في العائلة ويأتي بأفكار بديلة.
وذكرت أيضا بأنه قد قام بعمل بعض الأجهزة البسيطة منها:
1.خفاقة القهوة أو الحليب التي تعمل بالبطارية، حيث صنعها باستخدام سلك معدني ملتف، وبطارية، وأسلاك توصيل، ومحرك قام بأخذه من سيارة صغيرة، وأنبوب معدني، وزر كهربائي.



2. مكيف كهربائي على مرحلتين، حيث كان النموذج الأول من كرتون ومروحة كهربائية صغيرة، وأسلاك توصيل، ومخفض للطاقة الكهربائية، ونفذه عن طريق عمل فتحة في الكرتون وثبت فيه المروحة وقام بتوصيلها بالأسلاك الكهربائية والمخفض الكهربائي، وقد أضاف قالب من الثلج في الوسط ليحصل على المزيد من البرودة للهواء المتدفق.
3.المصعد الكهربائي، وهو عبارة عن جهاز يستطيع عن طريقه إنزال الأشياء من الأعلى إلى الأسفل والعكس، وقام بتنفيذه عن طريق علبة بلاستيكية فارغة، وحبل، محرك نافذة سيارة قديم، ومحول كهربائي بقوة 12فولت.
وأكملت والدة الطفلين حديثها ، فقالت: من أجمل الأعمال المشتركة بين ناصر وعبد الرحمن هو بناء بيت الشجرة بمساعدة والدهما دون الاستعانة بأي شخص آخر، حيث استمر العمل على بنائه ما يقارب الشهرين، لكنهما فخوران جدًا بهذا العمل المميز، الذي يقضيان فيه وقت فراغهما في قراءة القصص، وعمل الاختراعات، فهو عبارة عن معمل مصغر صديق للبيئة لهما.


كما أكدت بأن الأسرة تلعب الدور الأول والأساسي في تنمية مواهب الأبناء وتطويرها، فالأطفال يولدون بمواهب مختلفة، لكن يكمن الفارق في تسخير الوالدين لكل الطاقات الممكنة لتنمية هذه المواهب، وتوفير كل ما من شأنه الأخذ بمسببات تطوير هذه الموهبة، وتشجيع الطفل بشكل دائم وإعطائه الفرص للاستكشاف وحل المشكلات، وترك مساحة من الحرية الآمنة للطفل يجرب فيها ويبتكر ويواجه مشاكله ويسعى إلى إيجاد حلول لها بمساعدة غير مباشرة من والديه.
وأضافت: إذا لاقى الطفل السخرية وعدم الاهتمام بموهبته، من أسرته التي تعد لبنته الأولى، سيفقده هذا الشغف نحوها، ويفقده كذلك ثقته بنفسه، ويشعره بعدم الأهمية فيبدأ بالتخلي تدريجيا عن موهبته، وقد تضيع مع الأيام، إلا إذا وجد من يشجعه ويهتم به ويعيد قدح شعلة الموهبة لديه.
وفي ختام حديثها مع “أثير” ذكرت والدة الطفلين ناصر وعبدالرحمن بأن العائلة تسعى جاهدة إلى تطوير مواهب طفليها وتنميتها، وذلك بتوفير معدات وأجهزة على نفقتهم الخاصة، ويتمنون بأن تكون هناك جهة متخصصة لدعم مواهب الأطفال.



“أثير”

