أثير – ريـمـا الشـيخ
هناك من يتفقد الآخرين ويجد لهم طريقًا للحصول على مهنة تسد احتياجات الأسرة والتي تبدأ بخطوة من التدريب لتنتهي بمنتج يجذب المتسوقين.
هذا ما عملت به العمانية جميلة بنت حمود بن عبدالله الراشدية ، مدربة الخياطة والتفصيل، حيث توجهت بجمع النساء الراغبات بالخياطة تحت مظلة مبادرة مشغل “تفتأ”.

تقول جميلة في بداية حديثها مع “أثير”، بأن مبادرة مشغل “تفتأ” للتدريب على الخياطة، جاءت لتدريب العمانيات في كافة المحافظات على مهارات الخياطة، “فمن خلال هذه المبادرة نحن نسعى إلى تمكين المرأة العمانية من خلال الاعتماد على الذات في مجال خياطة الملابس”.
وأكملت حديثها قائلة: المبادرة تهدف إلى إيجاد مصدر دخل لبعض الأسر العمانية والإحلال التدريجي للوافدين العاملين في مجال الخياطة، كذلك ترسيخ قيم المجتمع وعاداته من خلال تأنيث مهنة خياطة الملابس النسائية، وأيضًا اكتشاف المواهب والقدرات الخاصة بمجال الخياطة لدى العمانيات وتوفير الإمكانات اللازمة لدعمها وتشجيعها.

أما عن خطة تنفيذ المبادرة، فأوضحت بقولها: خطة التنفيذ تكون على ثلاث مراحل، الأولى هي تدريب النساء، ويتم ذلك بالتنسيق مع المحافظات بحيث يتم تدريبهن وتأهيلهن لمهنة الخياطة على مستوى كل محافظة، أما في المرحلة الثانية فتقوم المتدربات في كل محافظة بنقل أثر التدريب الذي اكتسبنه من خلال الدورات بكل ولاية في المحافظة بالتنسيق مع جمعيات المرأة العمانية بالولايات المختلفة، والمرحلة الأخيرة هي نقل أثر التدريب إلى المرشحات الجدد في كل ولاية.

وقالت أيضًا: بحمد الله وتوفيقه تواصل البعض من أصحاب الأيادي البيضاء وأبدوا رغبتهم في التبرع ودعم المبادرة من خلال الإسهامات المالية، إيمانًا منهم بأن الصدقات عندما توجه لتعزيز قدرة المحتاج على إعالة نفسه بنفسه للوصول إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي أفضل من الإسهامات المالية المرتبطة بتغطية الاحتياجات بصورة دورية مع بقاء الاعتماد عليها .

وتطرقت الراشدية بالحديث عن “بوتيك تفتأ”، فذكرت: بعدما رأيت الإقبال من المتدربات على البرنامج التدريبي وكذلك تنوع المنتوجات وجودتها مع عدم قدرتهن على التسويق؛ جاءتني فكرة فتح “بوتيك تفتأ” للتسويق؛ ليكون مكملا لمشغل تفتأ للتدريب وحتى تتمكن الفئات من ذوي الدخل المحدود والضمان الاجتماعي من بيع منتجاتها.
وأضافت: الفئة المستهدفة في المبادرة هي الضمان الاجتماعي وذوي الدخل المحدود، حيث نستهدف ما يقارب 80 متدربة في الوقت الحالي.

كما ذكرت الراشدية بأن الهدف العام من مبادرة “بوتيك تفتأ” هو التدريب على أساسيات الخياطة وكيفية أخذ المقاسات بالطريقة الصحيحة مما يؤهل المتدربات، وتطوير المهارات الأساسية المكتسبة والتوسع في المجالات الأخرى المرتبطة بالتفصيل والخياطة وكذلك الاعتماد على أنفسهن وهي فرصة كذلك للراغبات في تأسيس المشاريع الصغيرة ذات العلاقة بالمجال.

وفي ختام حديثها مع “أثير”، ذكرت جميلة الراشدية بأنها تتمنى بأن تحظى المبادرة بدعم أكبر من قبل كافة القطاعات سواء الحكومية أو الأهلية أو الخاصة؛ لكونها تهدف إلى تمكين دور المرأة وترسخ مفهوم الاعتماد على الذات للحصول على مصدر دخل إضافةً إلى تعزيز موضوع إحلال العمالة الوافدة في مجال الخياطة وأخيرًا تأنيث مهنة خياطة الملابس النسائية بما يتماشى مع عاداتنا وتقاليدنا .

كما وجهت رسالة للمرأة العمانية كان فحواها، ” الحياة تقتضي الاعتماد على النفس لتحقيق الذات وأن الفرص متاحة لذلك مهما كانت التحديات والصعوبات، وعليها استثمار الإمكانات المتاحة وبإمكانها الوصول للهدف، خصوصًا مع الاهتمام السامي لمولانا السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه- استمرارا لنهج المغفور له بإذن الله السلطان قابوس طيب الله ثراه بضرورة توفير البيئة المعززة لدور المرأة وتمكينها في مختلف المجالات، حيث يُعدّ ذلك دافعًا قويًا للسعي نحو تحقيق ما تطمح إليه بإذن الله”.