أخبار

قرار “البوح بالفلاتر”؛ هل سيحد من “وهم الصورة”؟

قرار “البوح بالفلاتر”؛ هل سيحد من “وهم الصورة”؟
قرار “البوح بالفلاتر”؛ هل سيحد من “وهم الصورة”؟ قرار “البوح بالفلاتر”؛ هل سيحد من “وهم الصورة”؟

أثير- فتحية الخنبشية

جرت العادة أن يستخدم رواد مواقع التواصل الاجتماعي ” الفلاتر” من أجل الظهور بشكل أجمل وإخفاء للعيوب وتحسين للشكل وجعله أكثر جاذبية في عالم مادي أصبح مهووسا بالجمال غير الواقعي، مما دفع البعض إلى إجراء عمليات تجميل جعلت من رواده متشابهين ونسخا مكررة من بعض المشاهير، مما أثر سلبا على جيل الشباب والمراهقين ونظرتهم لأنفسهم وأشكالهم، فأصبحت تسيطر عليهم مشاعر الغيرة والتقليد، التي أوصلت البعض منهم إلى حالة الاكتئاب أحيانا والانتحار في أحيان أخرى.

ونحظ أن العالم الافتراضي أسهم في نشر نمط معين من “وهم الصورة “مع تشويه مفاهيم الجمال وحصرها في قالب معين وسطحي. ولعل بعض الدول مثل ” النرويج” تداركت خطورة هذا التشويه لمفهوم الجمال.

لذلك أصدرت وزارة شؤون الأسرة والطفل النرويجية قرارًا غير مسبوق وخطوة لم يعهدها عالم مواقع التواصل الاجتماعي وهو مشروع قانون “البوح بالفلاتر ” لمواقع التواصل بهدف الاستخدام الصحي ومنع نشر معايير الجمال غير الواقعية، وقد يجبر القانون المشاهير والمعلنين على الإفصاح عن أي صورة تنشر تم تعديلها أو تجميلها عن طريق إضافة ملصق إلكتروني “حكومي” يدل على أنها ليست حقيقية مئة بالمئة وفقًا لصحيفة “ديلي ميرور” البريطانية.

قرار كما يصفه البعض بالصادم يجبر مشاهير السوشيال ميديا في ” النرويج” بحكم القانون الجديد على الإقرار والإفصاح بأي تعديلات يجرونها على صورهم الشخصية قبل نشرها ومخالفة ذلك يعرضهم للمساءلة القانونية والغرامة المادية

ماذا لو أسقطنا هذا القانون النرويجي على السلطنة؛ كيف ستكون ردة فعلهم؟ هل سيجد ترحيبًا من أجل إيجاد ظاهرة صحية بين المتابعين من الشباب والمراهقين بعيدة عن التزييف ومقاييس الجمال الافتراضية والحياة المثالية؟ أم سيكون بمثابة تهديد لكشف حقيقة الأشكال خلف الشاشة بدون فلاتر؟

قرار “البوح بالفلاتر”؛ هل سيحد من “وهم الصورة”؟
قرار “البوح بالفلاتر”؛ هل سيحد من “وهم الصورة”؟ قرار “البوح بالفلاتر”؛ هل سيحد من “وهم الصورة”؟

شاركنا الرأي حول هذا الموضوع محمد بن عبدالله القاسمي مدرب تنمية موارد بشرية حيث قال: تطبيق قانون “البوح بالفلاتر” وإجبار المشاهير والمعلنين في السلطنة على الإفصاح عن حقيقة صورهم المعدلة من وجهة نظري من الصعب تطبيقه محليا حتى على المدى البعيد، فمنذ ظهور هذه التطبيقات ولغاية الآن لا توجد قوانين منظمة لعملية الإعلانات ولا حتى الأسعار الموضوعة للمنتجات التجارية والتجميلية وللأسف ما زالت عملية الإعلانات عبر مواقع التواصل الاجتماعي عشوائية، وهذا يعني أننا ما زلنا بحاجة إلى قوانين منظمة تسبق القانون النرويجي الجديد.

 

قرار “البوح بالفلاتر”؛ هل سيحد من “وهم الصورة”؟
قرار “البوح بالفلاتر”؛ هل سيحد من “وهم الصورة”؟ قرار “البوح بالفلاتر”؛ هل سيحد من “وهم الصورة”؟

أما بالنسبة للمصور سعيد السعدي فيقول: كوني مصورًا لبعض الشخصيات المعروفة صادفت بعض ردود الفعل من قبلهم، فمنهم من لا يقبل إخراج صورة بدون فلاتر وبدون تعديلات وفوتوشوب، وأعتقد أن هذا النوع من القوانين لا يشكل صعوبة على المشاهير والمؤثرين فقط بل سيخلق تحديات على مهنة التصوير والمصورين.
وأضاف السعدي : كمصور أواجه صعوبة أكثر في التصوير مع العنصر النسائي، فالبعض منهن ذو مزاج صعب ويصل بالبعض منهن أنها لا تكون راضية عن جلسة التصوير حتى بعد إضافتي للفلتر والفوتوشوب والتعديلات، فتخيل ما الذي يمكن أن يحدث لو طبقنا القانون النرويجي !


 

أما س.ع.ق التي طلبت عدم ذكرها اسمها بحكم شهرتها ووجودها على وسائل التواصل الاجتماعي فشاركتنا رأيها قائلة : ما تطرحونه ضرب من الخيال وقطع للأرزاق فمنذ وجودي على ساحة الإعلانات والمنتجات التجميلية والحمدلله استطعت أن أخلق لي مصدر دخل بعد أن ظللت سنوات باحثة عن وظيفة ، المتابعون لنا يعلمون تماما بأننا نظهر لهم بالفلاتر وأن أشكالنا ليست حقيقية تماما وهذا شيء واضح لا يحتاج لتعقيد ولا يندرج تحت مظلة الكذب، وربما حكومة النرويج وضعت هذا القانون “البوح بالفلاتر” من أجل فرض ضرائب جديدة بحجة حماية المراهقين والشباب.

أنتم ، ما رأيكم ؟

Your Page Title