بالصور: تفاصيل من جولة فريق علمي في السلطنة عام 1925

بالصور: تفاصيل من جولة فريق علمي في السلطنة عام 1925
بالصور: تفاصيل من جولة فريق علمي في السلطنة عام 1925 بالصور: تفاصيل من جولة فريق علمي في السلطنة عام 1925

مسقط-أثير 

إعداد: د. محمد بن حمد العريمي

بالصور: تفاصيل من جولة فريق علمي في السلطنة عام 1925
بالصور: تفاصيل من جولة فريق علمي في السلطنة عام 1925 بالصور: تفاصيل من جولة فريق علمي في السلطنة عام 1925

تستعرض لكم “أثير” في هذا التقرير تفاصيل جولةٍ قام بها فريق علمي مؤلف من خمسة أعضاء على رأسهم مغامر إنجليزي الأصل أشهر إسلامه وعرف باسم الحاج عبد الله فاضل المسلماني كما تكتب في الترجمات، أو عبد الله بن فضل تيمنًا باسم حاكم لحج “فضل بن علي” الذي شهد اعتناقه الإسلام وقرّبه، إلى عمان في نوفمبر عام 1925، ضمن جولةٍ واسعة تتضمن زيارة عدد من دول وأقاليم المنطقة بهدف البحث عن الأماكن الصالحة للتنقيب عن النفط.

تستعرض لكم

“أثير”

في هذا التقرير تفاصيل جولةٍ قام بها فريق علمي مؤلف من خمسة أعضاء على رأسهم مغامر إنجليزي الأصل أشهر إسلامه وعرف باسم الحاج عبد الله فاضل المسلماني كما تكتب في الترجمات، أو عبد الله بن فضل

تيمنًا باسم حاكم لحج “فضل بن علي” الذي شهد اعتناقه الإسلام وقرّبه، إلى عمان في نوفمبر عام 1925، ضمن جولةٍ واسعة تتضمن زيارة عدد من دول وأقاليم المنطقة بهدف البحث عن الأماكن الصالحة للتنقيب عن النفط.

 

عبد الله المسلماني

ولد وليام ريتشارد وليمسون، وهو الاسم الحقيقي للحاج عبدالله فاضل المسلماني، في مدينة بريستول البريطانية عام 1872، ونشأ عاشقا للمغامرة والاستكشاف، عمل ملاكمًا محترفًا، ومنقبًا عن الذهب في البراري البدائية الأمريكية، وتاجرًا متنقلا في البحار الجنوبية، ورائدًا في حقل صناعة النفط، وخبيرًا ولامعًا في عادات قبائل البدو الرحل.

اعتنق وليمسون الإسلام وخالط البدو وعاش بين ظهرانيهم سنوات عدة، وسافر إلى مكة المكرمة وأدى فريضة الحج ثم استقر في الناصرية لدى آل السعدون وتزوج امرأةً من قبيلة شمّر أنجبت له ثلاثة ذكور وبنتًا، وفي نهاية حياته استقر في منطقة (كوت الحجّاج) بالبصرة حتى تاريخ وفاته عام 1958 مخلفًا ثلاثة أبناء عبد المطلب وأحمد ومحمد .

اعتنق وليمسون الإسلام وخالط البدو وعاش بين ظهرانيهم سنوات عدة، وسافر إلى مكة المكرمة وأدى فريضة الحج ثم استقر في الناصرية لدى آل السعدون وتزوج امرأةً من قبيلة شمّر أنجبت له ثلاثة ذكور وبنتًا، وفي نهاية حياته استقر في منطقة (كوت الحجّاج) بالبصرة حتى تاريخ وفاته

عام 1958 مخلفًا ثلاثة أبناء عبد المطلب وأحمد ومحمد .

بالصور: تفاصيل من جولة فريق علمي في السلطنة عام 1925
بالصور: تفاصيل من جولة فريق علمي في السلطنة عام 1925 بالصور: تفاصيل من جولة فريق علمي في السلطنة عام 1925

وقد ساعدت شهرة عبد الله وليمسون ومعرفته لحكام الجزيرة وشعوبها واتساع تجواله في المنطقة كدليل ومستشار للجيولوجيين العاملين في عمليات التنقيب عن النفط، حيث قاد الحاج وليمسون خلال خدمته مع شركة الزيت الإيرانية الإنجليزية بين 1924 و1937 تلك البعثات وإنشاء الوكالات على جانبي الخليج العربي وتفقدها والإشراف على بناء مستودعات الزيت الصغيرة، وكانت درايته بالسواحل تساعده في انتخاب الأمكنة ومسحها وإعدادها لتصبح مهابط طائرات تستخدم في الأحوال الطارئة قبيل إنشاء الطريق الجوي المنتظم إلى الهند .

وقد ساعدت شهرة عبد الله وليمسون ومعرفته لحكام الجزيرة وشعوبها واتساع تجواله في المنطقة كدليل ومستشار للجيولوجيين العاملين في عمليات التنقيب عن النفط، حيث قاد الحاج وليمسون خلال خدمته مع شركة الزيت الإيرانية الإنجليزية

 

بين 1924 و1937 تلك البعثات وإنشاء الوكالات على جانبي الخليج العربي وتفقدها والإشراف على بناء مستودعات الزيت الصغيرة، وكانت درايته بالسواحل تساعده في انتخاب الأمكنة ومسحها وإعدادها لتصبح مهابط طائرات تستخدم في الأحوال الطارئة قبيل إنشاء الطريق الجوي المنتظم إلى الهند .

بالصور: تفاصيل من جولة فريق علمي في السلطنة عام 1925
بالصور: تفاصيل من جولة فريق علمي في السلطنة عام 1925 بالصور: تفاصيل من جولة فريق علمي في السلطنة عام 1925

أهداف الجولة

هي جولة قام بها وليمسون أو الحاج عبد الله المسلماني  في الخليج العربي لحساب شركة النفط الإنجليزية الفارسية، حيث كان قد عيّن سنة 1924 مفتشًا لجميع وكالات الشركة في الخليج العربي، وقد ظل في هذا المنصب حتى عام 1937 حيث أحيل إلى التقاعد لبلوغه سن الخامسة والستين.

بدأ وليمسن هذه الجولة مع أربعة أعضاء آخرين من الإنجليز اثنين منهم من الجيولوجيين، وثالث عالم في النبات، وأحد ضباط الشرطة الإنجليز في عدن، حيث استقلوا إحدى بواخر شركة النفط الأنكلو إيرانية إلى البحرين، ومنها إلى جزر الخليج العربي فالكويت ومنها إلى قطر وعمان وأبو ظبي ورأس الخيمة والشارقة.

وقد مهّدت هذه الجولة للشركات البريطانية أن تضع يدها منذ ذلك الوقت على منابع النفط في البلدان الواقعة على الخليج العربي.

بالصور: تفاصيل من جولة فريق علمي في السلطنة عام 1925
بالصور: تفاصيل من جولة فريق علمي في السلطنة عام 1925 بالصور: تفاصيل من جولة فريق علمي في السلطنة عام 1925

بداية الجولة

بدأ وليمسن رحلته إلى عمان بزيارة شبه جزيرة مسندم، حيث يذكر : ” ومن رأس الخيمة تقدمنا إلى (كساب) وأماكن أخرى في شبه جزيرة المسندم والتي لم نر فيها شيئًا هامًا سوى من الناحية الجيولوجية، ويمتد في شبه جزيرة المسندم ساحل صخري وعر تتخلله خلجان عديدة كانت تؤلف أماكن اختفاء فاخرة للقرصان ولهذا السبب سمي ذلك الساحل بساحل القرصان”.

بدأ وليمسن رحلته إلى عمان بزيارة شبه جزيرة مسندم، حيث يذكر :

” ومن رأس الخيمة تقدمنا إلى (كساب) وأماكن أخرى في شبه جزيرة المسندم والتي لم نر فيها شيئًا هامًا سوى من الناحية الجيولوجية، ويمتد في شبه جزيرة المسندم ساحل صخري وعر تتخلله خلجان عديدة كانت تؤلف أماكن اختفاء فاخرة للقرصان ولهذا السبب سمي ذلك الساحل بساحل القرصان”.

ويشير وليمسون إلى أنه عندما ذُكِر لهم أن الجزء الجنوبي من شبه جزيرة مسندم؛ أي مدينة كلبا ومنطقتها ليست بصديقة لهم عادوا إلى خصب الذي يبدو أن مترجم الكتاب قد نطقها (كساب)، وركبوا الباخرة (خوزستان) في طريقهم إلى مسقط حيث اعتزم أن تبدأ الجولة بمنطقتي الباطنة والظاهرة من سلطنة مسقط.

في مسقط

بدأ عبد الله وليمسون حديثه عن مسقط بوصفه لحرّها الشديد حيث أشار إلى أنها من أحرّ المناطق في الخليج، ثم بدأ في وصف الميناء والمعالم الجغرافية للمدينة، حيث وصف الميناء بأنه من أحسن الموانئ الطبيعية في العالم.

كما تحدث عن الاستحكامات الحربية المحيطة بالمدينة ووسائل الدفاع عنها بقوله: ” ومسقط مدينة مسوّرة لها بوابتان كبيرتان وخندق على اليابسة، أما من ناحية البحر فإن الميناء يدافع عنه بحصنين كبيرين وعدد من الأبراج الصغيرة أنشئت في نقاطٍ مختلفة، وعندما ضعفت سلطنة مسقط تدريجيًا في السنوات الأخيرة أهملت تلك الأبراج فتهدمت بالتدريج”.

كما تحدث عن الاستحكامات الحربية المحيطة بالمدينة ووسائل الدفاع عنها بقوله:

” ومسقط مدينة مسوّرة لها بوابتان كبيرتان وخندق على اليابسة، أما من ناحية البحر فإن الميناء يدافع عنه بحصنين كبيرين وعدد من الأبراج الصغيرة أنشئت في نقاطٍ مختلفة، وعندما ضعفت سلطنة مسقط تدريجيًا في السنوات الأخيرة أهملت تلك الأبراج فتهدمت بالتدريج”.

بالصور: تفاصيل من جولة فريق علمي في السلطنة عام 1925
بالصور: تفاصيل من جولة فريق علمي في السلطنة عام 1925 بالصور: تفاصيل من جولة فريق علمي في السلطنة عام 1925

البوابة الرئيسة في مسقط. من تصوير صاحب الرحلة

ثم يتناول وليمسون جغرافية مسقط حيث ذكر أن ميناء مسقط تحيط به تلالٌ ترتفع في ذات المكان إلى أكثر من أربعمائة قدم والصخور السوداء التي تتألف منها هذه التلال استخدمت منذ سنواتٍ عديدة كدليلٍ من قبل السائح (جاك تار) الذي حفر عليها اسمه واسم باخرته عند زيارته مسقط.

ثم يعود وليمسون للحديث عن حر مسقط ويسرد قصة طريفة تدل على مدى ارتفاع درجة الحرارة في المدينة بقوله: ” وقد ذُكِر أن مسقط أحرّ مدينة ومن الطريف في هذا الصدد أن أحد البريطانيين قد توفي في مسقط وعندما أريد دفنه أسرع أحد العمال فجاء ببطانية ودفع بها إلى صديق الميت وهو يقول له: لفّ الجثة بهذه البطانية لأن المسكين سوف يشعر بالبرد في جهنم بعد أن لمس حرارة هذا المكان!”.

ثم يعود وليمسون للحديث عن حر مسقط ويسرد قصة طريفة تدل على مدى ارتفاع درجة الحرارة في المدينة بقوله:

” وقد ذُكِر أن مسقط أحرّ مدينة ومن الطريف في هذا الصدد أن أحد البريطانيين قد توفي في مسقط وعندما أريد دفنه أسرع أحد العمال فجاء ببطانية ودفع بها إلى صديق الميت وهو يقول له: لفّ الجثة بهذه البطانية لأن المسكين سوف يشعر بالبرد في جهنم بعد أن لمس حرارة هذا المكان!”.

وعلى الرغم من أن الرحلة كانت في شهر نوفمبر وهو شهر تعتدل فيه الحرارة نسبيًا في مسقط، بل تبدو أقرب إلى البرودة، إلا أن عبد الله وليمسون يكرّر الحديث عن حرّ مسقط على الرغم من عدم معايشته له في دلالة على تأثره بما سمعه من روايات شفهية أو مكتوبة عن جو مسقط.

ثم يتناول عبد الله وليمسون في حديثه عن زيارته إلى عمان بعض المدن القريبة من مسقط مثل سداب التي وصفها بأنها تقع على ساحل البحر وعلى بعد ستة أميال من مسقط وهي قرية جميلة، ومطرح التي وصفها بأنها أقرب مدينة إلى مسقط وهي كبيرة بفئاتها التجارية وبعدد التجار فيها، وتمر بها القوافل التي تجتاز طريقًا جبليًا من مطرح ومسقط ولكن نادرًا ما يستعمل هذا الطريق لأن البحر هو واسطة النقل الأساسية.

ويقصد وليمسون بالطريق الجبلي، طريق مسقط – مطرح عن طريق عقبة ريام والذي شقّ في عام 1929 وافتتحه السلطان تيمور بن فيصل بحضور ابنه السيد سعيد بن تيمور وعدد من أعيان البلاد وقتها.

كما أشار وليمسن إلى (بيت الفلج) التي وصفها بأنها معسكر لقوات الليفي، وأنها مكان صغير يتفرع من طرق مختلفة إلى ممرات عديدة تسمى بالجبل الأخضر، والباطنة وهي الخط الساحلي الذي يقع إلى الشمال الغربي من مسقط في حين يسمى الجنوب الغربي منها بالظاهرة.

استكشاف الجبال

يذكر عبد الله وليمسون أن بعثتهم غادرت بيت الفلج في شهر نوفمبر عام 1925 وهي تعتزم استكشاف أعظم جزء ممكن من سلسلة الجبال التي كانت تمتد من الجبل الأخضر في الشمال الشرقي وسلسلة رؤوس الجبال في الشمال الغربي.

ويصف وليمسون هذه الجبال بأنها ” تفصل ساحل الباطنة عن ريف الظاهرة وتمتد في النهاية إلى أرض خصبة عند حواشي الربع الخالي وهو المكان الذي لم يستكشف من العالم بعد”.

ويصف وليمسون هذه الجبال بأنها

” تفصل ساحل الباطنة عن ريف الظاهرة وتمتد في النهاية إلى أرض خصبة عند حواشي الربع الخالي وهو المكان الذي لم يستكشف من العالم بعد”.

ثم يذكر وليمسون أعضاء بعثته وطبيعة تخصصاتها بقوله: ” كانت بعثتنا مؤلفة من جيوليجيين اثنين هما المستر جي أم ليز، والمستر واشنطن غراي، وعالم نباتي هو فرنانديز، والرئيس أكلس ضابط الليفي في مسقط، والفقير الحاج عبد الله فاضل (أي ايف وليمسون)”.

ثم يذكر وليمسون أعضاء بعثته وطبيعة تخصصاتها بقوله:

” كانت بعثتنا مؤلفة من جيوليجيين اثنين هما المستر جي أم ليز، والمستر واشنطن غراي، وعالم نباتي هو فرنانديز، والرئيس أكلس ضابط الليفي في مسقط، والفقير الحاج عبد الله فاضل (أي ايف وليمسون)”.

كما يشير إلى أنهم كانوا يحملون رسائل عدّة إلى الكثيرين من رؤساء القبائل لكي يرافقونهم في سفرتهم وفي وفودهم على والي المدينة والساحل، وأنهم قد تزودوا بهذه الرسائل من قبل مجلس مسقط الذي تخضع القبائل لسلطانه وتطيع أوامره، وهو أمر معتاد في سلطنات ومشيخات الخليج القبلية، حيث اعتاد السلاطين والحكام على تزويد الرحّالة برسائل تمكنهم من دخول الأراضي التابعة للقبائل المختلفة وضمان عدم تعرضهم لاعتداء.

ويبدو أن عبد الله وليمسون يقصد بمجلس مسقط، مجلس وزراء سلطنة مسقط وعمان الذي كان يدير الأمور في البلاد خلال الفترة من 1920 – 1932 نظرًا لغياب السلطان تيمور المتكرر خارج البلاد.

وعلى الرغم من حصول البعثة على رسائل من قبل مجلس الوزراء تخولهم التجول في المناطق الداخلية من عمان بالتنسيق مع شيوخ القبائل إلا أن وليمسون يذكر أن تلك الرسائل لم تكن مجدية، وأن أفضل طريقة وأسهلها كانت لديهم هي تقديم الهدايا وعرض المرتبات على زعماء العشائر في المناطق التي كانوا يجتازونها.

في بوشر

يذكر عبد الله فاضل أو عبد الله وليمسون أنهم أقاموا أول معسكر لهم بعد مغادرتهم بيت الفلج في (بوشر)، ويصف حادثة طريفة لهم بعد وصولهم إلى بوشر: ” خلع المستر اكليس ثيابه العسكرية وارتدى الملابس المدنية، كما ارتديت أنا ملابس عربية من طراز ما يرتديه سكان نجد، وهناك التقينا بشيخ المنطقة مع وزيره، ومن طريف ما وقع في هذه المناسبة أن المستر اكليس ارتدى هو الآخر ثيابًا عربية وجلس معنا أنا والشيخ ووزيره، وإذ أقبل الجيولوجي المستر واشنطن غراي لم يستطع أن يعرف المستر اكليس ومدّ يده إليه يصافحه ظنًا منه أنه واحدٌ من جماعة الشيخ”.

يذكر عبد الله فاضل أو عبد الله وليمسون أنهم أقاموا أول معسكر لهم بعد مغادرتهم بيت الفلج في (بوشر)، ويصف حادثة طريفة لهم بعد وصولهم إلى بوشر:

” خلع المستر اكليس ثيابه العسكرية وارتدى الملابس المدنية، كما ارتديت أنا ملابس عربية من طراز ما يرتديه سكان نجد، وهناك التقينا بشيخ المنطقة مع وزيره، ومن طريف ما وقع في هذه المناسبة أن المستر اكليس ارتدى هو الآخر ثيابًا عربية وجلس معنا أنا والشيخ ووزيره، وإذ أقبل الجيولوجي المستر واشنطن غراي لم يستطع أن يعرف المستر اكليس ومدّ يده إليه يصافحه ظنًا منه أنه واحدٌ من جماعة الشيخ”.

بالصور: تفاصيل من جولة فريق علمي في السلطنة عام 1925
بالصور: تفاصيل من جولة فريق علمي في السلطنة عام 1925 بالصور: تفاصيل من جولة فريق علمي في السلطنة عام 1925

ويبدو أن وليمسون يقصد بشيخ بوشر الشيخ علي بن عبد الله الخليلي والي بوشر وقتها من قبل السلطان تيمور بن فيصل، وأخ الإمام محمد بن عبد الله الخليلي.

إلى الباطنة

وصف عبد الله وليمسون خط سير رحلته في ولايات ساحل الباطنة ومنها إلى وادي الحواسنة ووادي بني عمر، ثم إلى ينقل، والعودة منها إلى الساحل، ثم عودته مرةً أخرى إلى الظاهرة حتى ديار بني كعب.

” أمضينا الأيام القلائل الأولى في الباطنة نجوب الساحل حتى وصلنا إلى مدينة حابورة عاصمة المنطقة وكان علينا أن نلتقي بالوالي مظفّر، ومن بوشير (بوشر) زرنا سيب (السيب)، وبرقة (بركا)، وهنا التقينا بالوالي الكبير للمنطقة الذي أنبأني بوجوب تزويدنا بجواز مرورٍ لنا، وهنا أقول إن بدو عمان لا يقدرون على القيام بأعمال النقل لأن إبلهم ضعيفة إذا ما قورنت بإبل شمالي الجزيرة العربية والعراق”.

ويقصد وليمسون بمظفر؛ الوالي مظفر بن سليمان بن سويلم الذي ينحدر من أسرة تولت خدمة السلاطين في عدد من الأعمال الإدارية والعسكرية، وكان والده سليمان بن سويلم أحد سيوف السلاطين، وقائدهم الفذّ الذي كانوا يستعينون به في كثير من المهام العسكرية، وواليهم على عدد من الولايات، وقد تولى مظفر بن سليمان منصب الولاية في عدد من الولايات.

كما يبدو أنه يقصد بالوالي الكبير للمنطقة في بركا السيد محمود بن محمد بن تركي ابن عم السلطان تيمور. 

ثم يستكمل وليمسون وصف طريق الرحلة في الباطنة بقوله: ” ومن برقه (بركا) توقفنا ثانيةً في السويق وهنا التقينا بابن والي برقه وهو فتى في حدود الرابعة عشر من عمره وكان يتولى منصب الوالي تحت إشراف والده”.

ثم يستكمل وليمسون وصف طريق الرحلة في الباطنة بقوله:

” ومن برقه (بركا) توقفنا ثانيةً في السويق وهنا التقينا بابن والي برقه وهو فتى في حدود الرابعة عشر من عمره وكان يتولى منصب الوالي تحت إشراف والده”

.

وقد أورد وليمسون عدة صور لابن الوالي وذكر بأن اسمه سعيد بن محمود، وأنه قد أقام لهم مأدبة، وعند غروب الشمس أخذهم من معسكرهم إلى القلعة حيث مدّت حصر على أرضية غرفة ضيوف واسعة صفّت فوقها صحون الأرز واللحم والحلويات المنوّعة، وأنه وضِع أمام كل اثنين منهم صحنٌ كبير، كما أشار إلى أن الوالي أخبرهم أن هذه الأواني لا تستعمل إلا عندما يحل لدى الوالي ضيوفٌ ذوو أهمية.

والي السويق وابن والي بركاء. من تصوير صاحب الرحلة

ويواصل وليمسون وصف خط سيرهم في ولايات الباطنة حيث يشير إلى وصولهم الخابورة بقوله: ” ومن السويق تقدمنا إلى الخابورة حيث كنا نتوقع أن نلتقي بشيخ وادي الجواسمة (الحواسنة) وأن نرتب من هناك مغادرتنا الساحل والدخول في الطريق التي تخترق سلسلة الجبال عبر ذلك الوادي، والتقينا خارج مدينة الخابورة بالوالي مظفّر الذي غادرنا قبل يومٍ سابق إلى الخابورة ليرتب أمر إقامتنا فيها ويهيئ الشيخ لاستقبالنا”.

ويواصل وليمسون وصف خط سيرهم في ولايات الباطنة حيث يشير إلى وصولهم الخابورة بقوله:

” ومن السويق تقدمنا إلى الخابورة حيث كنا نتوقع أن نلتقي بشيخ وادي الجواسمة (الحواسنة) وأن نرتب من هناك مغادرتنا الساحل والدخول في الطريق التي تخترق سلسلة الجبال عبر ذلك الوادي، والتقينا خارج مدينة الخابورة بالوالي مظفّر الذي غادرنا قبل يومٍ سابق إلى الخابورة ليرتب أمر إقامتنا فيها ويهيئ الشيخ لاستقبالنا”.

ويكمل: ” وبعد أن أتممنا كل الترتيبات مع شيخ قبيلة الجواسمة ( الحواسنة) لكي نمر في الوادي التابع له غادرنا الخابورة نحو مدينة غيضين (الغيزين) أي الينبوعين الواقعة في مدخل الوادي، وقد سميت بهذا الاسم نسبةً إلى ينبوعين يسقيان بمياههما ذلك الجزء من الوادي”.

كما يصف وليمسون دهشة أعضاء البعثة وهم يرون البدو يقدمون إليه ليستشيرونه في المعالجات الضرورية لجمالهم المرضى، وكان غالبًا ما يدعى من قبلهم لإعطاء الدواء إلى بعض حيواناتهم وقد كان قادرًا على ذلك بالنظر إلى تجربة السنين التي أمضاها في صحراء شبه الجزيرة العربية الوسطى.

إلى ينقل

يستكمل عبد الله وليمسون وصف طريق جولتهم بانتقالهم من وادي الحواسنة إلى منطقة تدعى (خب النجد) وهو ممر يرتفع زهاء أربعة آلاف قدم ويفصل أراضي قبيلة الحواسنة عن أراضي بني عامر (عمر)، وكان عليهم إما أن يتسلقوا الوادي إلى ارتفاع ثلاثين قدمًا أو أن ينحدرون إلى بركة يبلغ عمقها عشرين قدمًا، وكان أسوأ ما في الوادي – بحسب وصف وليمسون – أن الإنسان لا يستطيع أن يثبت أقدامه على صخوره لمسافة عشرة أو خمسة عشر قدمًا، وأن الوادي مظلم إلا في بضع ساعاتٍ من النهار، وأن الشمس لا تصل إلى أعماقه.

ويذكر وليمسون أنهم بعد أن زاروا منطقة بني عمر أخذوا طريقهم في ريف جبلي نحو مواقع بني علي، وقد عسكروا خارج مدينة (ينقل) على بعد ثمانية أميال منها، وفي أرض مزروعة مفتوحة جميلة يطلق عليها اسم (الروضة)، وأنهم أخبروا شيخ بني علي الذي كان مشغولًا ببعض المواجهات العسكرية، بوصولهم.

ثم يشير وليمسون إلى أنهم عادوا مرةً أخرى إلى (ريف) بني عمر ومنه إلى الساحل، ومن هناك رجعوا القهقرى عبر الجبال إلى (ظاهرة بني كعب)، وكان ذلك الجزء من الرحلة بحسب ما يصفه صاحبها من أمتع الأجزاء، ولقد تلفت الصور التي تم التقاطها في ذلك الجزء عدا ست صور سلمت منها.

في ظفار

على الرغم من زيارة أعضاء الجولة إلى ظفار البعيدة نسبيًا إلا أن عبد الله وليمسون لم يذكر لنا مشاهدات عديدة عن زيارتهم تلك، ولم يتعد وصفه للمنطقة سوى أسطرٍ قليلة  يوجزها في هذا الوصف: ” اتخذنا طريقنا إلى مدينة ظفار ويذكر البعض أن ظفار هذه هي خرائب مدينة (أوفير) الشهيرة في عهد النبي سليمان، ويؤسفني أن أقول إننا لم نعثر على شيء من الذهب المفروض وجوده في أوفير، ولعل النبي سليمان قد أخذه معه كله! وتقع ظفار في وادٍ يتصل بهضبةٍ تمتد أميالًا عديدة وتغطيها مختلف أنواع الأشجار وخاصةً أشجار الصمغ العربي والغراء وغيرها، فإذا كنا لم نعثر على الذهب في أوفير فلقد عثرنا على أشجار الصمغ الشهيرة”.

على الرغم من زيارة أعضاء الجولة إلى ظفار البعيدة نسبيًا إلا أن عبد الله وليمسون لم يذكر لنا مشاهدات عديدة عن زيارتهم تلك، ولم يتعد وصفه للمنطقة سوى أسطرٍ قليلة  يوجزها في هذا الوصف:

” اتخذنا طريقنا إلى مدينة ظفار ويذكر البعض أن ظفار هذه هي خرائب مدينة (أوفير) الشهيرة في عهد النبي سليمان، ويؤسفني أن أقول إننا لم نعثر على شيء من الذهب المفروض وجوده في أوفير، ولعل النبي سليمان قد أخذه معه كله! وتقع ظفار في وادٍ يتصل بهضبةٍ تمتد أميالًا عديدة وتغطيها مختلف أنواع الأشجار وخاصةً أشجار الصمغ العربي والغراء وغيرها، فإذا كنا لم نعثر على الذهب في أوفير فلقد عثرنا على أشجار الصمغ الشهيرة”.

ولعل سبب قلة وصف وليمسون لظفار على الرغم من تنوع معالمها، وثرائها الجيولوجي والتاريخي والحضاري هو زيارته لبعض الأجزاء الصحراوية منها دون المرور على المدن الرئيسة، أو انقطاع النص الخاص بها أثناء ترجمة الكتاب وطباعته، حيث يبدو أن هناك انتقالا فجائيا غير متسلسل من وصف ظفار إلى الوصول لميناء العقير في الإحساء، وهما مكانان بينهما فاصلٌ مكانيّ بعيد.

ملاحظات:

بعد قراءة الجزء الخاص بعمان يمكننا أن نخرج ببعض الملاحظات، ومن بينها وجود معلومات وصفية لبعض الأماكن في عمان، بالإضافة إلى التقاط الرحّالة الإنجليزي للعديد من الصور الخاصة بعمان في تلك الفترة، وهي صور مهمة تكشف جانبًا من واقع الحياة في عمان بتلك الفترة، وتعرّف ببعض الشخصيات العمانية وقتها.

وعلى الرغم من أهمية ذلك الجزء في الكشف عن بعض مسميات الأماكن والشخصيات في عمان، وذكره لبعض المعلومات التي قد تهم دارس التاريخ العماني وقارئه، إلا أن الرحّالة عبد الله وليمسون لم يتعمق في وصف المعلومات المتعلقة بالجانب السياسي والاجتماعي والاقتصادي لعمان، ولم يذكر لنا معلومات قد تكون حصرية أو نادرة، كما شابت الترجمة العديد من الأخطاء في ذكر مسميات الأشخاص والأماكن، وهي مشكلة تواجه المترجمين غير المتخصصين، وتكررت في عدد من الكتب الأجنبية التي تناولت تاريخ عمان، الأمر الذي قد يتسبب في تشويه بعض المعلومات، أو وصولها بشكلٍ خاطئ إلى المتلقي ما لم يكن على إلمام بالمعلومات، وبالتالي يتمكن من تصحيح المسميات ونطقها بالشكل الصحيح.

المراجع

  1. وليمسن، عبد الله. رحلة إلى الخليج العربي، ترجمة سليم أحمد خالد، الدار العربية للموسوعات، بيروت، 2005.
  2. مكتبة قطر القمية. ملف “ذو طابع سرّي 86/7-II B-35 النفط في الساحل المتصالح وعُمان”، رقم استدعاء IOR/R/15/1/672
  3. http://www.haji-williamson.com/Aindex.php

  • وليمسن، عبد الله. رحلة إلى الخليج العربي، ترجمة سليم أحمد خالد، الدار العربية للموسوعات، بيروت، 2005.
  • مكتبة قطر القمية. ملف “ذو طابع سرّي 86/7-II B-35 النفط في الساحل المتصالح وعُمان”، رقم استدعاء IOR/R/15/1/672
  • http://www.haji-williamson.com/Aindex.php
  • Your Page Title