السفير الياباني يكتب لـ “أثير”: ماضٍ، ماضيان، مواضٍ

السفير الياباني يكتب لـ “أثير”: ماضٍ، ماضيان، مواضٍ
السفير الياباني يكتب لـ “أثير”: ماضٍ، ماضيان، مواضٍ السفير الياباني يكتب لـ “أثير”: ماضٍ، ماضيان، مواضٍ

أثير- سعادة توشينوري كوباياشي، السفير الياباني لسلطنة عمان

كونِّيتشيوا ! (مرحبًا)

يوجد مثل ياباني يقول “جوونين هيتو موكاشي”، وترجمته الحرفية هي “عشر سنوات تعادل ماضيًا واحدًا”، بمعنى آخر أن كل عشر سنوات تساوي عقدًا من الزمان، وحتمًا تحدث خلالها الكثير من التغييرات في الأشخاص والتقنيات والثقافات.

تتضمن بعض عناوين الأخبار في الصحف اليابانية قبل عشر سنوات الفوز التاريخي لكأس العالم لكرة القدم النسائية، والانتقال الكامل من البث التناظري إلى البث الرقمي، ودروس اللغة الإنجليزية الإجبارية في المدارس الابتدائية إذ بات من الطبيعي الآن رؤية طلاب المرحلة الابتدائية يعرفون أنفسهم باللغة الإنجليزية، أما فيما يتعلق بالبث التناظري، فإنني لا أتذكر كيف كان؛ فبالنسبة لي، عشر سنوات كانت منذ ماضٍ بعيد.

وفي السياق ذاته، فإن عام 2011م يُعدّ من الماضي، وهو ماضٍ يجب ألا يُنسى؛ فقد حدث فيه زلزال شرق اليابان العظيم والتسونامي الذي ضرب مناطق شاسعة من اليابان في شهر مارس، وتبعه الحادث النووي في فوكوشيما، ولا زلنا نحن اليابانيين نُقدّر المساعدات التي قدمتها الحكومة العمانية بُعيد حدوث الزلزال، فما حدث “منذ قديم الزمان” لا يزال يؤثر في حياتنا اليومية.

وبينما كنت أنظّم أفكاري لهذا المقال، وجدت أن الكثير من الكلمات والعبارات اليابانية تصف الماضي، فالشعب الياباني يحِنّ للأيام الماضية الجميلة، ويجب أن أعقب بأن هذا الحنين لا يعني بالضرورة أن الماضي أفضل من الحاضر، فنحن نتكلم عن الماضي ليس لأنه كان الأفضل، بل لأننا لا نريد نسيانه.

وعلى صعيد آخر، فإن العام القادم يُمثّل الذكرى الخمسين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين اليابان وسلطنة عمان، وحيث إن مصطلح خمسة “موكاشي” غير موجود، إلا أن الخمسين عامًا توصف بأنها نصف قرن، وأتمنى أن يصبح العام 2022 السنة التي يحتفل بها اليابانيون والعُمانيون بالإنجازات التي حققوها منذ قديم الزمان.
(أريغاتو) شكرًا


Your Page Title