أثير- مكتب أثير بتونس
أجرى الحوار: محمد الهادي الجزيري
هي سيّدةٌ تونسيّة تتميَّزُ بالعفويّة في التّعامل والاحترافيّة في العمل، وهي نشطةٌ ومجتهدة ومبدعة، ومَن لا يعرف المسارات التي أدّت إلى سطوع نجمها يجهل كم اجتهدت في مضمار الفنّ حتّى تبرز وتُبدع وتكون لها مكانةٌ خاصّةٌ بها، إنّها وحيدة الدريدي، مُمثّلة ومخرجة مسرحيّة وكاتبة، أتمّت دراسة الآداب والحضارة العربيّة بجامعة منّوبة ثمّ حصلت على ماجستير في اختصاص الفنّ المسرحيّ، وطوَّرت معارفها وخبراتها المسرحيّة عبر التدرّب على يد الطيّب الوسلاتي «الله يرحمه» ونور الدين المطماطي، ثمّ دَخلت عالم الاحتراف مع محمّد إدريس الذي اكتشفها في أعمالٍ بالمسرح الجامعيّ، وقد عملت كمديرة بدُور ثقافة عديدة في مختلف جهات البلاد التونسيّة، وتتالت تجاربها، بين تمثيلٍ وإخراج مسرحيّ وكتابة إبداعيّة.


فقامت بأدوار عديدة في الكثير من المسرحيّات التي جابت البلاد التونسيّة والعديد من الأقطار العربيّة، فضلا عن أدوار كثيرة في المسلسلات التلفزيّة التونسيّة، على غرار مسلسل “أولاد مفيدة” الذي نجحت خلاله في أداء دور الأمّ “مفيدة” بحرفيّة عالية. وقد جمعنا لقاءٌ سريعٌ، فطرحتُ عليها عددًا من الأسئلة وكانت أجوبتها ثريّة ومهمّة في آنٍ، فخيّرت أن أنشر حوارنا المكثّف لقرّاء أثير:
س1: دامت تجربتك المسرحيّة أكثر من 25 سنة، فكيف كانت هذه التجربة؟ وهل لديك أعمالٌ مسرحيّة جديدة؟
أذكر أنّ انتقالي من المسرح الجامعيّ إلى المسرح الوطنيّ قد كان سريعا مقارنة بما يحدث عادة، وأنّ النقّاد قد تفاعلوا إيجابيّا مع وجودي، وشجّعني ذلك على المضيّ قدما ونحت مسيرتي في التمثيل والإخراج المسرحيّ، فخضت تجارب عديدة جعلت المسرح يكون بمثابةِ الأب الذي أعود إليه دوما. أمّا عن أعمالي المسرحيّة الجديدة فأنا أجوب البلاد التونسيّة الآن بعرض مسرحيّ حكواتيّ اسمه “فداوي: حكاية من نجع دريد”، إضافةً إلى عرض حكواتيّ جديد ما زلتُ بصدد التحضير إليه، وسيحمل اسم “عشق الوديان”، ثمّة أيضا عرض خيشة-لوجيا العمل الجديد للمخرج الأردنيّ الحاكم مسعود، وسيُعاد عرض مسرحيّة « SDF » لأنّها لم تُعرض إلّا في مهرجانات مختصّة وقد نلتُ خلالها جائزتيْ أفضل ممثّلة وأفضل مخرجة.
س2: أعرفُ أنّك تواكبين مختلف التجارب المسرحيّة العربيّة، فما موقفك من المسرح الخليجيّ عمومًا والعمانيّ على نحوٍ خاصّ؟
شاهدت العديد من العروض المسرحيّة الخليجيّة في المهرجانات المختصّة، ومنها عروضٌ عمانيّة، وأرى أنّه مسرحٌ يتقدّمُ بخطى ثابتة وسيكون له شأن.
س3: لاحظ الجمهور التونسيّ غيابك عن الدراما التلفزيّة في رمضان هذه السّنة، فهل كان ذلك نتاجًا لرغبتك في أخذِ مسافةٍ وتقييم تجاربك السّابقة أم أنّ السّبب يعود إلى قلّة الإنتاج الدراميّ في تونس؟
لا شكّ في أنّه علينا أحيانا أن نتوقّف للحظات لنلقي نظرةً على ما أنجزناه، ولنقيّم المراحل السّابقة ونخطّط للمراحل اللّاحقة، وهو ما فعلته فور إنهائي مسلسل “أولاد الغول” الذي عقب مسلسل “أولاد مفيدة”، ولكن هذا لا ينفي قلّة الإنتاج الدراميّ في تونس، خاصّة في هذه السّنة، فقد كانت المسلسلات قليلةً جدًّا.
س5: ما هي أعمالك السينمائيّة الجديدة؟
أستعدُّ لتصوير فيلم قصير بعنوان “نصف الحقيقة” في الصّيف المقبل. وهو شريط كتبتهُ أنا والحاكم مسعود من الأردن، وسيُخرجه الحاكم مسعود بمعيّة المخرج التونسي نبيل النبيلي.
س6: يعرفك الجمهور ممثّلةً ومخرجةً، ولكنّ من يُتابِع الحراك الثقافيّ بالبلاد يعرفُ أنّ لك تجارب في الكتابة الإبداعيّة، فهل تخطّطين لنشرِ أعمالٍ جديدة في المستقبل القريب؟
بمجرّد أن أجد حيّزا من الوقت، سأعود إلى كتاباتي التي ظلّت في الدرج ولم أجد الوقت الكافي لإصدارها، سأفعل ذلك إيمانًا منّي بأنّ الكتاب لا يموت، ورفضًا للفكرة التي تنصّ على أنّ الكتاب لم يعد له مكان في زمننا المعاصر.