أخبار

في حوار مع “أثير”: أكاديمي جزائري يكشف سر حبّه لعمان وزياراته التي تعدّت الـ 50

في حوار مع “أثير”: أكاديمي جزائري يكشف سر حبّه لعمان وزياراته التي تعدّت الـ 50
في حوار مع “أثير”: أكاديمي جزائري يكشف سر حبّه لعمان وزياراته التي تعدّت الـ 50 في حوار مع “أثير”: أكاديمي جزائري يكشف سر حبّه لعمان وزياراته التي تعدّت الـ 50

أثير- مكتب أثير بتونس
حاوره: محمد الهادي الجزيري


رغم أننا جيران ..فالجزائر وتونس بيت واحد ..إلا أنّني لم أحظ بفرصة التعرّف عليه ..، هو باحث وناقد وكاتب ..، هو بحر من العلم والثقافة والخلق الحسن..، وإنّها فرصة قيّمة للتحاور معه والحديث معه عن مشرق الشمس عُمان ..، فاستمعوا جيّدا سيبوح ما بقلبه …

ــ كيف بدأت علاقتك بعُمان ومنذ متى..وما سرّ ترابطك بها ..رغم بُعد المسافة الفاصلة بين الجزائر وسلطنة عُمان؟
علاقتي بعمان بدأت بتعرّفي على مجموعة من الإخوة العمانيّين المقيمين بالجزائر، ومن خلال لقاءاتي ببعض المشايخ والعلماء في مناسبات عديدة داخل الجزائر وخارجها، ومن خلال ما كنّا نسمعه عن عمان من مشايخنا وأصدقائنا، ومن خلال المراسلات التي كانت تجمعني بإخواني العمانيّين.. خاصّة من أستاذنا الشّيخ النّاصر بن محمد المرموري – رحمه الله – الذي كان يحكي لنا عن عمان كثيرا ونحن طلبة في معهد الحياة بالقرارة (الجزائر). وما كان يجمعني بصديقي الشّيخ النّاصر بن محمد الزّيدي العماني الذي أقام في الجزائر مدّة ثلاث وعشرين سنة.. في لقاءات خاصّة وزيارات أسريّة وجلسات إخوانيّة..


في حوار مع “أثير”: أكاديمي جزائري يكشف سر حبّه لعمان وزياراته التي تعدّت الـ 50
في حوار مع “أثير”: أكاديمي جزائري يكشف سر حبّه لعمان وزياراته التي تعدّت الـ 50 في حوار مع “أثير”: أكاديمي جزائري يكشف سر حبّه لعمان وزياراته التي تعدّت الـ 50



لِنَزْوَى في الفُؤَادِ هَـــــــوًى حَقيقُ
هُــــيامًـــــــا وَانْــــــجِذَابًــــــا وَانْبِهَــــــــارًا
وَمَا يَســـــرِي بِـــمَجْراهَا حَـــــــديثًـــــــــــا نَـــمَا وَزكَى بِأَخْلَاقٍ تَــــــــــــرُوقُ
بِــــمَنْ فيهَا، وَمَا فيهَا عَتِيـــــقُ
وَمَا تَـــحْوِي زَوَايَاهَـــــــــــا أَنيقُ
أَهَاليهــــــا رِجَــــــــــالٌ مَـــــــــــــــــــــاجِــــــدُونَ
بِأَفْضَــــــالٍ سَبَوْنــــــــــــَا، مَـــــا نَـــــــــرُومُ نِفَارُهُـــــــــمُ لِـمَا أغــْــــلى وثيــقُ
لَـــــهَا عَدًّا، نُبَارِي أَوْ نَسُـــوقُ
فَهُمْ أَطْيَابُ نَفْــــــسٍ، لَا يَنَـــــــــالُ مُـجَاورَهُمْ سُلوكٌ لَا َ يَليـــــقُ
نَـــــزيـــــلُ حِــــماهُمُ أَبَدًا مُـــــــــــقيمٌ عَلَى خَيْرِ الرُّفُودِ وَمَا يَفُـوقُ
مَرَابِعُهُــــــــــمْ مُــــــــوَطّـــــــــــأَةٌ، يَــــــزينُ طَبَائعَ أَهلِــها حُبٌّ عميقُ
بِــــــلَادٌ فِي العُلُـــــــومٍ عَمِيــــــــدَةٌ، إِرْ
هِيَ التُّرْبُ الـخَصيبةُ، لَا تَـجُـــودُ
وَحَاضِــــــــــرَةٌ لفِكْـــــــــــــر ٍ نَــــــيِّرٍ، لَا
وَفِقْــــــهٍ مَانِحٍ رَشَــــــــــدًا لِـــمُسْتَــــــــرْ
عَنِ الــــهَدْي ِ الـــــمُبينِ، وَمَا يَقُــــودُ
مَشَايِــــخُهَا صُوَى وَمَعَالِـمٌ فِي الطْــ
حَضَارَتُــــــــــــــهَا مَزِيــــــــجٌ بَيْن َ عِلْـــــمٍ
يُعَاضِدُهـــــــــا جَهَابِـــــــذَةُ البِنَــــــــــــاء
معَالِـــــمُهــــــــــا حُصُـــــــونٌ رَائِعَــــــاتٌ
مَسَـــــــاجِدُهـــــا، عَمَائِـــــرُهَا، تَـــــــــدُلّ
فَفِي الأَرْضِ رَواسيهِ الصّــــــــلَابُ
وفي الأَعْلَى فُروعٌ سامَقَتْ في النْــــــــ
مَقَابِــــــــُر نُـــــخْبَةٍ مِـــنْ أَصْفِـــــيَــــــــــــاءٍ
فَذِي نَزْوَى، شَـمَمْتُ هَوَاءَها، وَارْ ثُهَــــــا فِي الكَــَيْفِ تِبْرٌ أوْ عَقِيـقُ
سِوَى بالنّبْتِ، ناتِـجُهُ يَـــرُوقُ
يَغِيـــــــبُ مَـــجَالَـــــَها شِعْـرٌ رَقيقُ
شــــِدٍ، يَرْمي تَفَادِي مَا يَعُـوقُ
لِفَوْزٍ بالصّلاحِ وَمَا يَشُــــــــوقُ
طَريقِ، فَعِلْمُهُمْ نَبْعٌ دَفِيــــــقُ
وَفِكْرٍ، فِي مُعَــــــاَدَلَةٍ تَـــــــــــرُوقُ
حَذَاقَتُهُـــــــــمْ بِإِبْدَاعٍ بَريــــــقُ
وَأَسْــــــــوَارٌ وَأَبْــــــــراجٌ وَسُــــــــــوقُ
على مَـجْدٍ، لَهُ في الكَوْنِ بُــــوقُ
فَمَا يَنْتابُـــها هَزٌّ أَوْ يَـحيقُ
نَتاج، ثِـمارَها الكُلُّ يَــذُوقُ
سَــــــرَى لِشُمُوسِهِمْ دَأَبًا شُـــرُوقُ
تَشَفْتُ كُؤُوسَهَا، وَلَــــــهَا أَتُوقُ




















ـــ إلى جانب تأسيسك لعدّة جمعيّات وإضافة إلى كتب كثيرة في الأدب والتّاريخ وعن القضيّة الفلسطينيّة وفي الدّين ومذاهب الإسلام الحنيف…، حبّرت كتبا عديدة عن التّواصل العُماني الجزائري ..، ونودّ أن تذكر لنا بعض الكتب وبعض محاورها ؟

أنا لم أسّس جمعيّات ، إنّما انضممت إلى جمعيّات كثيرة، وأسهمت في أنشطتها وأعمالها والحمد لله.. لي أعمال كثيرة عن التّواصل العماني الجزائري ، بين مقال وقصيدة ورسالة وبحث ودراسة وكتاب… كتبت عن شخصيّات عمانيّة: علميّة، أدبيّة، اجتماعيّة، تاريخيّة، حضاريّة…من هذه الأعمال كتاب : ” التّواصل الثّقافي بين عمان والجزائر “، فيه تتبّعت هذا التّواصل الذي بدأ منذ بداية القرن الثّاني الهجري إلى تاريخ صدور الكتاب ، تمثّل هذا التّواصل في الزّيارات والرّسائل واللّقاءات المتبادلة ، التّعاون في التّـأليف، التّشاور، تبادل الفتاوى، التّضامن في الاهتمام بالشّؤون العامّة بين الجزائر وعمان، منها الجانب المادّي، إرسال البعثات العلميّة بين الجانبين… وغيرها.
كتاب ” الرّؤية الإسلاميّة في كتاب أبو مسلم الرّواحي حسّان عمان” لأستاذنا الدّكتور محمد بن صالح ناصر. كشفت من خلال هذه القراءة عن المنهج الذي اتّبعه أستاذنا ليبرز الرّؤية الإسلاميّة في شعر أبي مسلم الرّواحي.. أَعُدُّ دراستي هذه في صميم التّواصل الثّقافي؛ إذ تندرج ضمن محور الاهتمام بما يصدر مشرقا ومغربا، فالشّعر عماني، والدّراسة جزائريّة، والقراءة جزائريّة..
نشرت مقالات عن تبادل الرّسائل بين شخصيّات عمانيّة وأخرى جزائريّة، وقدّمت بحثا في وحدة الدّراسات العمانيّة، جامعة آل البيت بالأردن، عنوانه: ” البعثات العلميّة العمانيّة إلى معهد الحياة بالجزائر”. وآخر ما صدر لي في الموضوع ” الشّيخ النّاصر المرموري وعمان”..


في حوار مع “أثير”: أكاديمي جزائري يكشف سر حبّه لعمان وزياراته التي تعدّت الـ 50
في حوار مع “أثير”: أكاديمي جزائري يكشف سر حبّه لعمان وزياراته التي تعدّت الـ 50 في حوار مع “أثير”: أكاديمي جزائري يكشف سر حبّه لعمان وزياراته التي تعدّت الـ 50

ــ الأكيد ..رجل أكاديمي مثلك أنت..، لا بدّ أن يترك أثرا في كلّ مكان يمرّ به ، فهل خلّفت في عُمان أصدقاء وتركت بصمتك على الطّاولة كما يقال؟
كما قلتُ آنفا: عمان في القلب دوما وأبدا، زرتُها أكثر من خمسين مرّة، وعشت فيها سنوات عديدة كانت من أهمّ محطّات حياتي، التي أثّرت فيها وغيّرت في مجراها نحو الأحسن والحمد لله.. اندمجتُ بأهلي وأولادي في المجتمع العماني، وغصت في أعماقه، وتنقّلت بين أرجاء الوطن العماني شرقا وغربا، شمالا وجنوبا.. دخلتُ دورًا عديدة، وتردّدت على منتديات ومساجد ونوادي ومجالس.. وتفسّحت في مختلف مكوّناتِ جغرافيتها..
هذا الاندماج الكبير، وهذا التوغّل إلى أعماق المجتمع.. أوجدا لي ولأهلي أصدقاء كثيرين، وتلاميذ أوفياء عديدين، وعلاقات متينة مع مشايخ وعلماء وأعلام وأهالي السّلطنة والحمد لله.. لذا فإنّني لا أستطيع أن أغيب عمان لشهور عديدة.. أرجو أنّني تركت أثرًا وبصمات. يُسأَل عنها العمانيّون. لكن ما يُطمئنني أنّني أجد تواصلا قويّا ومتميّزا..مع المشايخ والطّلبة والأصدقاء والأهالي والشّباب.. قد تكون في هذا الوصف والبيان إجابة على سؤالكم..
ــ لفت انتباهي غلاف كتابك ” البعد الحضاري للوقف في عُمان ” وهو معروض في معرض الكتاب بالجزائر..قبل رمضان الكريم ..، فهل يُجدي ذلك ..وهل يُحسب للقارئ حساب ..؟ ..ألا ترى أنّ العالم داخل في تشيئة الإنسان؟
لم أفقه جيّدا مضمون سؤالكم.. ولم أتبيّن الجمع بين نشر كتاب البعد الحضاري للوقف في عمان ودخول العالم في تشيئة الإنسان.. قد يكون إدراكي قاصرا.. لكنّني أجيب عن الدّافع إلى تناول موضوع الكتاب. باختصار شديد: رأيت الأهميّة الكبيرة التي أولتها وزارة الأوقاف والشّؤون الدّينيّة العمانيّة للوقف تنظيرا وتنظيما وتطبيقا، وبها تمكّنت من تحقيق كثير من الأهداف المنشودة في توفير الحدّ الأدنى من الحياة الكريمة للمواطن العماني، وبناء أركان هذه الحياة لتجعل منه شيئًا مذكورًا.. فاجتهدت في بيان حقيقة هذا النّظام كما سطّرته القوانين والمراسيم واللّوائح التّنفيديّة.. لعلّ غير العمانيّين يستفيدون منها أيضًا. بمعنى أوضح وأصرح، حاولت في هذا البحث أن أبيّن البعد الحضاري للوقف في عمان، ربمّا اعْتُمِد نموذجا لإبراز أهميّة الوقف وضرورته في المجتمعات الإسلاميّة…



في حوار مع “أثير”: أكاديمي جزائري يكشف سر حبّه لعمان وزياراته التي تعدّت الـ 50
في حوار مع “أثير”: أكاديمي جزائري يكشف سر حبّه لعمان وزياراته التي تعدّت الـ 50 في حوار مع “أثير”: أكاديمي جزائري يكشف سر حبّه لعمان وزياراته التي تعدّت الـ 50

ــ نريد أن نعرف عمّا تشتغل هذه الفترة ..، ما جديدك وأيّ مجال ولجت؟.
لديّ مشروعات كثيرة، أسأل الله أن يوفّقني لإنجازها.. منها: جمع قصائدي في ديوان، ثمّ طبعه، إعادة طبع بعض مؤلّفاتي، إكمال سلسلة ” من فكر العلماء العاملين” التي صدرت منها خمسة عناوين. كتابة قصص للأطفال، مواصلة إخراج أعمالٍ عن أسد البحار العماني أحمد بن ماجد. إصدار سلسلة في موضوع الشّباب. جمع رسائلي وطبعها في مجموعة كتب. جمع أبحاثي عن عمان وطبعها، طبع كتاب عنوانه: “جزائري الحبيبة”، القيام بدراسات عن الأدب الجزائري.. وأعمال أخرى كثيرة.. نسأل الله العون والتّوفيق.


ــ هل تنوي زيارة عُمان ، أي الأماكن التي ظلّت راسخة في ذهنك من مناسبات سابقة ؟

هذا السّؤال لا يعرض عليّ.. السّؤال الذي يفرض نفسه هو: ” لماذا غبتَ عن عمان أكثر من سنتين على غير عادتك؟؟” أسأل الله أن ييسّر الظّروف ويهيّء الأسباب، ويزيل العائقات… لنواصل زياراتنا لعمان الحبيبة.
أمّا سؤالكم عن الأماكن التي ظلّت راسخة في ذهني من ربوع عمان..فهذا سؤال يشبه من يسأل شخصًا: من هو أعزّ عليك من أولادك؟؟ فالإجابة عنه غير ممكنة، فعمان بكلّ مناطقها التي سجّلتُ فيها ذكرياتٍ هي عالقة بذهني.. لكن إذا كان لابدّ من الإجابة عن سؤالكم, فإنّني أقول: أوّل مكان أضعه في المقدّمة هو ولاية نزوى؛ بحكم أنّني عشت فيها مدّة طويلة نسبيّا، بكلّ ما تحمل كلمة العيش من معنى ودلالة.. فقد تشرّفتُ بالتّدريس فيها(في كليّة التّربية للمعلّمين) سبع سنوات كاملة، فكان لي بها ومنها طلبة نجباء أوفياء متواصلون معي والحمد لله.
من بين الولايات التي أخصّها بالذّكر إجابة على سؤالكم: إزكي وسمائل وبدبد ومنح وأدم وبهلا والحمراء وعبري وسناو والرّستاق والسّويق… ومحافظة مسقط وما تحتويه وما يجاورها.. مع تخصيص هذه الأماكن بالذّكر والتّنويه، تظل عمان كلّها عالقة في ذهبي منقوشة في قلبي، مستبدّة بهواي.. كتبتُ قصيدة عن عمان، عنوانها: ” سلام على عمان الشّموخ…” من بين قلت فيها:


عُمانُ تَلـــــوذُ بِـمَجْــــــدٍ تَليدِ    نَقاوَةُ أَصْــــــــلٍ، عرَاقَةُ مَـــــاضٍ
حضَارةُ عِلْمٍ، شَطَــارَةُ بَـحْــــــرٍ   لِفَتْحِ الأرَاضِي، بِــها رفْرَفَتْ رَا
حَصافَةُ رَأيٍ؛ بـمِاَ أَبْدَعَتْ مِنْ     رِيــــــــادةُ شِعْــــــرٍ، فَصاحَــــةُ نُطْقٍ
دُعاءُ الرَّسولِ أَفَاضَ عُـــمانَ     فَمَنْ جاءَ صوْبَ عُمان، يرومُ
وكانَ لَــــها فـي الـحَديث        بُروزٌ يَقُومُ لِذَاكَ عديدُ الشُّهُـــــــــــودِ
دَماثَةُ خُلْــــقٍ، سَـماحَةُ جُـود    سِياحَةُ بـَــــرٍّ، بِبَأْسٍ الأُسُـــــودِ
يَةُ الدّينِ دَوْمًا، بِعزْمٍ حَديدِ      شُهودٍ حضَارِي، نَـمَا في صُعودِ
ضَخَامَةُ إِرْثٍ، بِشَتَّى الرُّفُــودِ    خُيُورًا، تَنَامَتْ بِكُلِّ العُــــهودِ
أمَانًا، بَلُــــــوذُ بِرُكْــــــنٍ شَــــــديدِ   تَزَيَّــــا بِفِعْل ٍ حَضَارِي جَـــــــديدِ





Your Page Title