أثير – عبدالرزّاق الربيعي
قالت الشاعرة الفلسطينية فاطمة نزّال الشقيقة الصغرى لقائد عملية ميونيخ الشهيد محمود نزّال: “من يعرف أخي يدرك أن الصورة النمطية للفدائي الفلسطيني المكرّسة في وسائل الإعلام الغربية التي تظهره إرهابيا ويائسا من الحياة، مزيّفة ولا تمتّ للحقيقة بصلة، فأخي محمود كان محبا للحياة عاشقا تراب وطنه”.

جاء ذلك في تصريح خصّت به” أثير” التي التقت بها في “إربد” الأردنية، بمناسبة مرور خمسين عاما على عملية ميونيخ التي حدثت أثناء دورة الأولمبياد المقامة في ميونخ في ألمانيا من 5 إلى 6 سبتمبر سنة 1972 وانتهت بمقتل 11 رياضياً إسرائيلياً و5 من منفذي العملية ومن بينهم قائدها الشهيد محمود نزال المعروف بـ”تشي” واسمه الحركي (طوني)، إضافة إلى شرطي وطيار مروحية ألمانيين.
وأضافت: نزّال أخي كان يهتمّ بمظهره، ومثقّفا، ومتعلّما، وقد درس اللغة الإنجليزية، ويعمل في شركة بريطانية في الكويت، وكنا نعيش حياة أسرية هادئة يحكمها الترابط القويّ تسودها أجواء المودة، وهذا ينفي ادعاءاتهم بأن الفدائيين يلجأون إلى العمليات الفدائية، لأنهم يائسون من الحياة، ويتجاهلون بأنهم أصحاب حقّ يدافعون عنه، وقضية يؤمنون بها، ولا يحق لأي إنسان أن يصف من يدافع عن حقّه، وعن وطنه بالإرهابي، فكلّ شخص له حقّ الدفاع عن وطنه المحتل بكلّ الطرق، وحتى المسلّحة، وفي هذه الحالة، المقاومة حقّ مشروع لأنّ المقاوم يقاتل محتلّا غاصبا، علما بأنّ محمود المولود عام 1941 كان عمره 7 سنوات عندما سقطت البلاد بأيدي اليهود عام النكبة 1948، وكنا نسكن في مكان نزح إليه الكثير من المهجرين قسرا من حيفا، ويافا، ولك أن تتخيّل نفسية ذلك الطفل عندما رأى هذه المشاهد المؤلمة من فقْد، ووجع، وخوف، وتشريد للأطفال، والنساء، وكبار السن بعد أن مُسحت 500 قرية من الوجود وعندما يترعرع هذا الطفل على كل ذلك ماذا تتوقع منه أن يفعل عندما يكبر!؟”.

وحول أهداف العملية قالت: “إشهار القضية الفلسطينية عالميا، وإيصال رسالتنا إلى كل العالم بسبب إغفال الإعلام العالمي عن قضيتنا ومن هنا تبلورت الفكرة بأنه خلال إقامة الألعاب الأولمبية، فإن أنظار العالم أجمع سوف تتجه إليها، وتلك فرصة للفت انتباههم لقضيتنا، وهناك أهداف أخرى، ومطالب أبرزها الإفراج عن المعتقلين السياسين وللعلم لم يبدأوا بالهجوم، وكل ما حدث بأن أحد الموجودين حاول أن يستولي على السلاح الذي كان بيد أخي مما اضطر أخي لاطلاق النار وبعد أن طلبوا بأن يأخذوا الرهائن إلى القاهرة أعطت (غولدا مائير) رئيسة وزراء الكيان الصهيوني، آنذاك، أوامرها بما يحقق إفشال العملية، ولم يستجيبوا لمطالبهم فضلا عن إنهم اكتشفوا أن الطيارة بلا طيار وقد بادر الجنود الألمان بإطلاق النار مما جعلهم يضطرّون إلى تفجير الطائرة”.

وقالت نزّال التي فقدت شقيقا آخر شهيدا اسمه خليل عام 1982 في اجتياح بيروت في صبرا وشاتيلا: “لا نزال نتعرض كأسرة إلى اليوم لمضايقات من الاحتلال الصهيوني رغم مرور خمسين عاما على تنفيذ العملية” مشيرة أن شركة إنتاج سينمائي ألمانية قامت بإنتاج فيلم بالمناسبة وقد أجرت معها مقابلة.