قدر عُمان أن تكون مركز التقاء لحضارات شرقية عديدة، شكلت في مسيرتها ملمحا هاما أعطاها زخما لاستمرارية الثبات ومواصلة العطاء.
فشخوص عُمان في حضارة سومر العريقة بكونها في نطاق المد الحضاري لهذه المسيرة الإنسانية الواسعة وبكونها قاعدة انطلاق استراتيجية اعتمدت عليها في مدها الحضاري بما امتلكته من موقع استراتيجي هام خاصة ساحلها العريق الذي نشأت عليه تجمعات حضارية كان لها دورها المؤثر في التاريخ وكذلك بما وهبها الله من مقدرات اقتصادية كان أهمها النحاس الذي شهد على أهمية انتشار مواقع استخراجه في مناطق مختلفة من عُمان، أتاح ذلك الانتشار ظهور تجمعات سكنية، وعمارة صناعية فظلا عن تعدد وتنوع المنتجات المتعلقة به، وهذا بالضبط ما افرزه النفط ومناجم الفحم وغيرها في عصرنا الحديث، حيث ظهرت تجمعات على شكل مدن منتشرة في مختلف مناطق العالم، واعتمدت في إيجادها على مصدر اقتصادي قومي هام كالنفط مثلا مما حدا بالجغرافيين ومخططي المدن ان يسموا هذه المدن تبعا لمسبب وجودها.
ان الدور الذي لعبته عُمان في حضارة سومر هو استمرار للعلاقات الاقتصادية على نحو أخص مع الآشوريين حيث اتخذوها محطة اقتصادية اعتمدوا عليها كثيرا وخاصة في مجال استخراج النحاس، وصناعة البناء كالأحجار من الرخام والديورايت وغيرها، ولذا فانهم لم يشاؤا ان يطلقوا عليها اسما أخر غير الاسم الذي عرفت به في عهد سومر وهو مجان وتعني كما يقول المؤرخون ( جبل النحاس ) في حين يرى بعضهم أنها تعني الرجال الذين يركبون البحر وكما خطتها السجلات السومرية (2050ق.م).
وذلك دليل على مكانة عُمان من الآشوريين وأهميتها بالنسبة لهم وهذا ما يعزز دورها كشريك أو مساهم في صنع مسيرة الإنسان الحضارية على هذه البسيطة. لقد كان فخر الملك الاكادي سارجون (2371–2316ق.م) عظيما ببلاد مجان وما كانت تحمله إليهم وشاركه في ذلك المصلح اورنامو (2113 – 2096ق.م) الذي اشتهر بكثرة الإنتاج والعمل.
ولقد ساعدت خبرة أهل مجان في صناعة السفن – وكان اشهرها نوع يسمى مدرعات- إلى استثمار هذه الصناعة وبناء أسطول مكنهم من توثيق علاقاتهم مع المدن السومرية (2800 ق.م) استطاعوا بواسطتها ان ينقلوا منتجاتهم من الأحجار المختلفة وخاصة الديورايت والرخام والجرانيت كما أشارت إلى ذلك إحدى اللوحات السومرية في عهد الملك اور دنجي (1450 ق.م)
وبالرغم من ان غزو الملك نارم سن الاكادي(2291–2255ق.م) لمجان يعتبر عدوانا على هذه البلاد وعلى ملكها (مانيوم) إلا ان هذا التصرف يحمل في طياته بعدا يؤكد أهمية هذه البلاد من الناحية الحضارية ويدلل على إنها ربما قد وصلت إلى مستوى لا يقل رقيا عن المستوى السومري كما ان إقبال السومريين على استهلاك منتجات مجان يشير إلى مدى جودة المصنوعات التي كانت تصدرها مجان وهذه الجودة الصناعية تبعث الاطمئنان على تقدم التكنولوجيا الصناعية على ارض مجان في ذلك التاريخ ….فضلا عن ذلك فقد كان لها ديانتها الخاصة ومعابدها والهها الخاص الذي كان يسمى (نيندولا) وتعني (ملكة القطعان) وهذا ما يضفي صفة الاستقرار الاجتماعي.
وتشير ادعاءات جوايا باتايس – أمير لاحاش 2200ق.م على ان مجان كانت تقدم الجزية والهدايا إليه، وان مواد البناء من الأخشاب وأحجار الديوريت كان يستوردها للإله مين- غيرسون من مجان وان التجارة، قد تطورت مع مجان بفضل ما قام به (لورانيللا) كاهن معبد نانا في عهد ابي رسين أخر ملوك الأسرة السومرية الثالثة في اور (2209-2006ق.م).
قدر عُمان أن تكون مركز التقاء لحضارات شرقية عديدة، شكلت في مسيرتها ملمحا هاما أعطاها زخما لاستمرارية الثبات ومواصلة العطاء.
فشخوص عُمان في حضارة سومر العريقة بكونها في نطاق المد الحضاري لهذه المسيرة الإنسانية الواسعة وبكونها قاعدة انطلاق استراتيجية اعتمدت عليها في مدها الحضاري بما امتلكته من موقع استراتيجي هام خاصة ساحلها العريق الذي نشأت عليه تجمعات حضارية كان لها دورها المؤثر في التاريخ وكذلك بما وهبها الله من مقدرات اقتصادية كان أهمها النحاس الذي شهد على أهمية انتشار مواقع استخراجه في مناطق مختلفة من عُمان، أتاح ذلك الانتشار ظهور تجمعات سكنية، وعمارة صناعية فظلا عن تعدد وتنوع المنتجات المتعلقة به، وهذا بالضبط ما افرزه النفط ومناجم الفحم وغيرها في عصرنا الحديث، حيث ظهرت تجمعات على شكل مدن منتشرة في مختلف مناطق العالم، واعتمدت في إيجادها على مصدر اقتصادي قومي هام كالنفط مثلا مما حدا بالجغرافيين ومخططي المدن ان يسموا هذه المدن تبعا لمسبب وجودها.
ان الدور الذي لعبته عُمان في حضارة سومر هو استمرار للعلاقات الاقتصادية على نحو أخص مع الآشوريين حيث اتخذوها محطة اقتصادية اعتمدوا عليها كثيرا وخاصة في مجال استخراج النحاس، وصناعة البناء كالأحجار من الرخام والديورايت وغيرها، ولذا فانهم لم يشاؤا ان يطلقوا عليها اسما أخر غير الاسم الذي عرفت به في عهد سومر وهو مجان وتعني كما يقول المؤرخون ( جبل النحاس ) في حين يرى بعضهم أنها تعني الرجال الذين يركبون البحر وكما خطتها السجلات السومرية (2050ق.م).
وذلك دليل على مكانة عُمان من الآشوريين وأهميتها بالنسبة لهم وهذا ما يعزز دورها كشريك أو مساهم في صنع مسيرة الإنسان الحضارية على هذه البسيطة. لقد كان فخر الملك الاكادي سارجون (2371–2316ق.م) عظيما ببلاد مجان وما كانت تحمله إليهم وشاركه في ذلك المصلح اورنامو (2113 – 2096ق.م) الذي اشتهر بكثرة الإنتاج والعمل.
ولقد ساعدت خبرة أهل مجان في صناعة السفن – وكان اشهرها نوع يسمى مدرعات- إلى استثمار هذه الصناعة وبناء أسطول مكنهم من توثيق علاقاتهم مع المدن السومرية (2800 ق.م) استطاعوا بواسطتها ان ينقلوا منتجاتهم من الأحجار المختلفة وخاصة الديورايت والرخام والجرانيت كما أشارت إلى ذلك إحدى اللوحات السومرية في عهد الملك اور دنجي (1450 ق.م)
وبالرغم من ان غزو الملك نارم سن الاكادي(2291–2255ق.م) لمجان يعتبر عدوانا على هذه البلاد وعلى ملكها (مانيوم) إلا ان هذا التصرف يحمل في طياته بعدا يؤكد أهمية هذه البلاد من الناحية الحضارية ويدلل على إنها ربما قد وصلت إلى مستوى لا يقل رقيا عن المستوى السومري كما ان إقبال السومريين على استهلاك منتجات مجان يشير إلى مدى جودة المصنوعات التي كانت تصدرها مجان وهذه الجودة الصناعية تبعث الاطمئنان على تقدم التكنولوجيا الصناعية على ارض مجان في ذلك التاريخ ….فضلا عن ذلك فقد كان لها ديانتها الخاصة ومعابدها والهها الخاص الذي كان يسمى (نيندولا) وتعني (ملكة القطعان) وهذا ما يضفي صفة الاستقرار الاجتماعي.
وتشير ادعاءات جوايا باتايس – أمير لاحاش 2200ق.م على ان مجان كانت تقدم الجزية والهدايا إليه، وان مواد البناء من الأخشاب وأحجار الديوريت كان يستوردها للإله مين- غيرسون من مجان وان التجارة، قد تطورت مع مجان بفضل ما قام به (لورانيللا) كاهن معبد نانا في عهد ابي رسين أخر ملوك الأسرة السومرية الثالثة في اور (2209-2006ق.م).
كل ما تنشره "أثير" يدخل ضمن حقوقها الملكية ولا يجوز الاقتباس منه أو نقله دون الإشارة إلى الموقع أو أخذ موافقة إدارة التحرير. --- Powered by: Al Sabla Digital Solutions LLC