ليس جديدا ولا غريبا على كاتب السيناريو الأستاذ وحيد حامد أن يمنحنا لذع التعمق في ظاهرة باتت تشكل خطرا على الجميع بل والتنبؤ بتناميها قبل أن تستشري وتشكل خطرا يهدد الجميع ، فالرجل له باع طويل في التصدي لمشكلات فكرية وانسانية وسياسية كأعماله التي لين يمر عليها النقد والتاريخ الفننين بسهولة وستترك أثرا وتوثيقا وتسجيلا لمفاصل في حياة ا لأمة المحلي المصري و العربي .
ذلك هو فيلم “دم الغزال” الذي يعتبر إضافة فكرية فنيى تضاف الى تاريخ ورصيد الرجل الذي أتحفنا بأعمال مميزة أخرى كفيلم طائر الليل الحزين والبرئ والراقصة والسياسي والإنسان يعيش مرة واحدة و الغول و معالي و الإرهاب والكباب والمنسي و اللعب مع الكبار وديل السمك مسجل خطرو كشف المستور و الدنيا على جناح يمامة وطيور الظلام و النوم في العسل وأضحك الصورة تطلع حلوة وسوق المتعة و محامي خلع وعمارة يعقوبيان و الأوله في الغرام والوعد و إحكي يا شهرزاد ، في مجال الأفلام الطويلة ومجموعة من المسلسلات والسهرات اللافتة كشياطين الليل والبشاير والعائلة و الفتى الذى كل هذا الحب والرجل الذى عاد وأنا وأنت وساعات السفر الناس سنة 2000 وأوراق الورد و أحلام الفتى الطائر وسفر الأحلام ، كما اه في في المسرح تجارب ك : آه يا بلد و سهرة في بار الأحلام و جحا يحكم المدينة .
ناهيك عن القصص والمقالات التي جمعها في كتب كان ثمارها جميعا مجموعة من الجوائز اللمميزة التي حفظت حق الرجل ونوهت وأشادت بإبداعه مثل : جائزة أحسن مسرحية عن مسرحية (آه يا بلد) من وزارة الثقافة، عام 1972وجائزة مصطفى أمين وعلى أمين عن فيلم (البرئ)، عام 1986.و جائزة أحسن فيلم (طيور الظلام) من جمعية الفيلم ، عام 1993وجائزة أحسن سيناريو (المنسى) من جمعية الفيلم، عام 1994و جائزة أحسن سيناريو (الراقصة والسياسى) عن الجمعية المصرية لفن السينما، عام 1995وجائزة أحسن مسلسل تليفزيونى (أوان الورد) من وزارة الإعلام، عام 2001وجائزة أحسن سيناريو (فيلم اللعب مع الكبار) والجائزة الفضية من مهرجان ميلانو بإيطاليا عن فيلم (الإرهاب والكباب) وجائزة الدولة للتفوق في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة، عام 2003.
“دم الغزال ” الفكرة التي انبثقت في ذهن وحيد حامد منذ 2003 وكتبها ولم يجد من يتبناها إلا في 2005 راصدا إرهاب تسعينيات القرن المنصرم بما يشكله من إرهاصات تهدد العالم أجمع منوها ولافتا وبتركيز على جانب هام وخطير أن الفقر والتهميش والأحباط حواضن كافية وخطيرة قد تكون المدخل الرئيس لتنامي هذه الظاهرة .
تضافرت جهود الجميع في هذا العمل الجماعي الكبير بدءا من كاتب السيناريو” وحيد حامد” ومرورا بجهود الممثلين: نور الشريف / يسرا/ منى زكي /عايدة رياض / سيد عثمان /عبد العزيز مخيون /صلاح عبدالله ، وانتهاء بدور المخرج” رمحمد ياسين” وطاقمه الأخراجي ليقدموا لنا هذه التحفة الفنية الفكرية التي كانت في حينها صرخة ومحاولة لدق جدران الخزان.
لم يكن هذا العمل الأول الذي طرح فيه الكاتب خطورة الأرهاب والعنف ، بل سبق أن تناوله أيضا في أعماله : العائلة و الإرهاب والكبابو طيور الظلام ، وإن يسجل عليه هنا أن العمل رغم تفوقه وتسجيله والتفاته لظاهرة التطرف لم يقف أمام الجانب الفكري الذي مكّن هذه الجماعات وزودها بوقود لكي تستمر ، الأمر الذي يحدونا للمطالبة ليس فقط في الوقوف على نتائج الظاهرة واسبابها فقط بل والعكوف على مناقشة أفكار مروجيها والمنظرين لها لكي نقارعهم ونحاججهم ونغير من قناعاتهم التي يرونها الصواب ومن خلالها ينظرون للمجتمع كمناوىء لفكرهم الصحيح ومن هنا يرون بواجب إصلاحه بهذه الطرق التي لا يقبلها منطق أو دين أو ضمير . مصداقية الشخصيات ورصانة السيناريو ونجاح الاخراج ن كل ذلك دفع بالعمل ليحصد الجوائز ورضى الجمهور واستحسان المشاهدين ، غير أن ظاهرة الأرهاب في تمدد وانتشارها في تسارع ، الأمر الذي يوجب علينا ان نتصدى لهذه الظاهرة مرة ومرة ودون توقف نضيىء عليها ونتابع اسبابها من زوايا كثيرة لعل اهمها مواجهة الأرهاب بالنقاش والمجادلة ومواجهة الفكر بالفكر، لا أن نظل في مستنقعات معزولة يغني كل منا على ليلاه دون أن يسمع احدنا للآخر ويلتقي معه على كلمة سواء وليقف المتلقي والمتابع على ضرورة وأهمية الفصل بين الدين السماوي النقي الانساني الذي جاء رحمة للعالمين وبين سلوكات من يدّعون أنهم رجلات دين.
كل ما تنشره "أثير" يدخل ضمن حقوقها الملكية ولا يجوز الاقتباس منه أو نقله دون الإشارة إلى الموقع أو أخذ موافقة إدارة التحرير. --- Powered by: Al Sabla Digital Solutions LLC