” تكوين “
كلُّ الكلامِ المعظَّمِ في أوج فتنتهِ يتناهى إليك
وتنحلُّ فينا العناصرُ جيلاً فجيلْ
إلى أن أصيرَ جميعَ الرجالِ
وأنتِ تصيرينَ كلَّ النساءِ
وقدْ ذُبْنَ في امرأةٍ من حمامٍ ونيلْ
”غياب “
هل كان يكفي غيابٌ يُقلَّدُ أوسمةَ
لأسيرَ إلى الهاويةْ
وأعرفَ أن الضلالةَ واللعنةَ الأبديةَ
منسوبةٌ لحروفِ اسميَ السهلِ
حين أسيرُ صعوداً إلى ناركِ العاليةْ ..؟!
” إلى أين أمضي “
إلى أين أمضي
وما من قلوعٍ تمرُّ
لتنشرَ تاريخَ عينيكِ فوق المياه
وما من أبالسةٍ في المجازِ تُضاءُ بهم
ظلماتُ الأبدْ
لا أصدِّقُ أنّي سأرجعُ للواقع المَيْتِ
متَّشحا بالفراغِ
وأني تجزَّأتُ في لا أحدْ
” اكتفاء “
يكفي لإمرأةٍ أن تغنّي ارتباكي
كعصفورةٍ في زحامِ النساءِ
ليغتسلَ القلبُ مما ترسَّبَ فيه
وأُبحرَ في كوكبٍ أو شفقْ
يكفي لمفردةٍ أن تجيءَ وتذهبَ
حتى أُركِّبَ معنىً جديداً
وتقتسمَ الأرضُ روحي
فلا يَقنطُ العقلُ والقلبُ
من برعمٍ نابتٍ في الورقْ
” تأريخ “
في البدءِ قبل اللغاتِ،
وقبل النقوش،
وقبل الينابيع، والليلِ، والشمس كنتِ
فكيف سيُكتبُ تاريخُكِ الأنثويّ
ولستِ سوى رحلةٍ لا تُفسَّرُ
من أوّلِ الخلقِ حتى تكوِّرِ فستانكِ المنزليّ
” حنين “
كلُّ شيءٍ حنينٌ إلى كلِّ شيءٍ
ولا شيءَ يأتي
ولا شيءَ يمضي
فمدِّي إلى ما تبدَّى من الفرحِ الموسميِّ يديكْ
لئلا يدوِّنَ هذا الذبولُ طفولاتِنا
وينسبَ هذا الضلالُ إليكْ
________________________________________