أَرِحْ شَفَتيكَ مِن شَبَّابَةِ المَرعى
فَجُلُّ خِرافِكَ العَطشى بِها صَمَمٌ
وَكُلُّ خَراجِكَ امرأَةُ
تَجُبُّ الكُفرَ، والإيمانَ
تُطفىءُ نارَ مَن ظَمِئوا إلى النَّهدينِ
تَكشِفُ سِرَّ سُرَّتِها
تَرُدُّ النُّورَ مِن لُجِّ الهَوى المَغدورِ لِلعَينينِ
كُحلاً غامِضَ الأَلوانْ
أُصَلِّي بَينَ فَخذيها
أُميطُ لِثامَها الأَزَليَّ
أَحمِلُ لَعنَةً حُفِرَتْ عَلى جَسَدي بِتاجِ النَّارِ
علَّمَني أَبي الشَّيطانُ رَقصَةَ طائِرٍ يَهوي
السُّقوطَ الحُرَّ
أَنَّ حُروفَ هذا الكَونِ لا تَكفي
لِوَصفِ فُضولِ عَمياءٍ
تُفَتِّشُ عَن مَلامِحِها
وَراءَ غُبارِ مِرآةٍ تَكادُ تَفورُ كَالبُركانْ
أَنا المَنذورُ في المَلهاةِ للتَّقوى
سَأَلتُ غَريبَةً كانَت تَلُمُّ الرَّوثَ في الإسطَبلِ
مُنذُ سُقوطِ أَرضِ الشَّامِ :
كَيفَ طَوتكِ مِثلَ بِساطِ خَيشٍ لَعنَةُ الأَيَّامْ؟
تَقولُ : خُطايَ عَكسَ الماءِ مِثلُ صَدىً
أَصابِعُ صَخرَةٍ صَمَّاءَ تَعصرهُ
وَضَوئي عَتمَةٌ في الرُّوحِ أَحفِرُهُ
أَنا والحُبُّ أَدمنَّا
رَتابَةَ هذهِ الأَيَّامْ
وُعِدتُ بِفارِسٍ قَلِقٍ
بِلَونِ الماءِ يَخطِفُني
وَيَمضي بي إلى قَدَري
أَنا لا أُتقِنُ الإيماءَ
أُتقِنُ دَورَ عاشِقَةٍ بِلا حَظٍّ
تُطارِدُ عِشقَها المَمنوعَ في الفِنجانْ
– لِماذا لَم تَسيري أَنتِ
نَحوَ الفارِسِ المَوعودِ؟
[كَأَنَّ سُؤاليَ المَجنونَ أَوجعها….]
– بِماذا تَنفَعُ الأَضواءُ للأَعمى؟
– مَحَوتُ الصَّبر بالمِمحاةِ لكنِّي، وَجَدتُ وَراءَهُ الصَبَّارْ
أُفَتِّشُ في لُغاتِ الأَرضِ عَن وَجَعي
أنا….
وَجَعي…
عَتيقٌ مِثلُ هذي النَّارْ
[ أُحاولُ أَن أُحَلِّقَ أَن أُحَطِّمَ كُلَّ قَيدٍ كانَ يَربِطُني بالتاريخِ، والجَسَدِ]
[أُحاوِلُ أَن أُحَلِّقَ دونَ خوفٍ ظَلَّ يَسكُنني مِنَ الشُّهُبِ]
كَفَرتُ بِمهنَةِ الإيمانْ
بِجُبَّةِ كُلِّ قِدِّيسٍ
بِخَوفي مِن بُكاءِ الأَرضِ
لَحظَةَ يُرفعُ الآذانْ
بيأجوجٍ، وَمأجوجٍ
بِجُندِ الحَربِ تَدفَعُهُم
غَريزَةُ مَذهَبٍ أَعمى
وَروحي أُترِعَتْ بالحُزنِ
أَضحتْ تَعشَقُ النِّسيانْ
[ من ذا قسَّمَ الأَرضَ الَّتي كانت مَشاعاً قَبلَ خَلقِ الخَلقِ….إلى أَوطان؟ ]
[أَنا حُرٌّ بِلا جَسدٍ…بِلا جَسَدٍ أَنا حُرٌّ، أَنا إنسانْ ]
يَتيمٌ مِثلُ أَسئِلَتي
أُهَدهِدُ جُوعَ أَخيِلَتي
وَقَلبي صورَةٌ لِلطِّفلِ
كُلُّ بِدايَةٍ كانَت تُؤَجِّلُني/ سَتَنساني
تَرَكتُ الشِّعرَ كَي أَشفى
فَجَفَّ القَلبُ
خَرَّ كَتينَةٍ سَكَنَتْ سُيولُ الدُّودِ جُثَّتَها
أُريدُ رُوايَةَ المَوتى لما يَأتي
أُريدُ بَدائِلَ المَعنى لِكُلِّ جَريرَةٍ غُسِلَتْ
بِماءِ الكِذبَةِ البَيضاءِ
واحتَمَلَتْ بَلادَةَ مَنطِقِ التَّاريخِ
وَاكتَمَلَتْ
أُريدُ زَعانِفاُ للَّيلِ
أَجنِحَةً لأَنأى بي
أُريدُ عُصارَةَ المَعنى
وَزَيتَ الرُّوحِ كَي أَشفى
فَماءُ البَحرِ لا يَكفي
مَداداً كَي أُعيدَ كِتابَةَ الأَديانْ
[ حُروفي مِن حِبالِ اللِّيفِ
مِشنَقَةٌ…
تُحاصِرُني…
وَتَشنِقُني…]
[ بأَيِّ لُغاتِ هذا الكَونِ كَلَّمني
وَأَيُّ رِداءِ مَجنونٍ
أَبي الشَّيطانُ أَلبَسَني؟ ]
[ نورٌ يَمضي وَنورٌ يجيءُ، وَالأَرضُ قائِمَةٌ إلى الأَبَدْ]
[ وكُلُّ شَيءٍ باطِلٌ…وَقَبضُ الرِّيح…]
أنا مِن رَوثِ هذي الأَرضِ
لا تاريخَ يَجمَعُني بِذي القَرنينِ
لا نَسَبٌ سِوى نَسَبي لإسماعيلَ
أَوَّلَ مَن نَجا مِن سَطوةِ الصَّحراءِ
لا امرَأَةٌ تُعَمِّدُني بِماءِ القَلبِ/إلاَّكِ
رَضِعتُ الخَوفَ مِن أُمِّي
تَعلَّمتُ الهَوى طِفلاً
وَأَنَّا آخِرُ الأَخيارِ
أَنِّي آخِرُ الفُرسانِ
مَنْ يأتي عَلى فَرَسٍ لِيَغسِلَ كُلَّ خَطَّاءٍ بِماءِ النَّارِ والأَشعارْ
[ وَحينَ دَخَلوا القُدسَ فاتِحينَ مَنَعَهم صَلاحُ الدِّينِ مِنَ النَّهبِ
والسَّلبِ فانفَضُّوا مِن حَوله] .
أَنا المَلعونُ لا جَدوى
وُلِدتُ وَلي مِنَ الأَحزانِ مَملَكَةٌ
بِعَينٍ نِصفُها حَجَرٌ
كَفَرتُ بِنا
كَفَرتُ بِهذِهِ الدُّنيا
كَفَرتُ بِلَوحِنا الأَبَديِّ
بالشُّعَراءِ، وَالتأريخْ
كَفَرتُ بِريشَةِ الطَّاووسِ أُحجِيَةً
تُرَجِّحُ كَفَّةَ الميزانْ
_________________________