هاهم يجيئونَ من فخارهم كسفا
يا سيــــــد البدءِ كأسُ الغربة انتصفا
لا ينفث الماءُ في الصلصال أحجيةُ
بلهاء، لكن ليخطو كوكبٌ وقفا
في الروح لؤلؤةٌ زرقاء ينقصُها
ملحُ النبيين كي تختارَنا صَدَفا
إن التي كنتَ ترجو أن تسيح على
كواهل الريح مزهوا بها كَلِفا
كانت تحيك بخيط الضوء صورتَها
فاختارها الجوعُ واختارت هي الكتِفا
من آمنو بك نخلا في تبتلهم
وأساقطوا رطبا و ازاحموا سَعَفا
من فرجة في ستار الماء قد شهدوا
بأن دمعك من روّى ومن قُطِفا
الان تأخذهم للسفح سنبلةٌ
يعلقون على أهدابها الشـــــــــــــــغفا
حتى إذا ما تراءى الصبح صيرهم
مدائنا في شقوق الريح أو تُحفا
يدي تعلق جرات الحروف على
أبوابهم لأرش المنتهى الصلِفا
مررتها بلغات الأرض فانتفضت
طارت يماما وحطت في يدي ألفا
ما أطلقت سركَ العلوي نافذةٌ
يا ابن الغريبة كان الخائن الغرفا
قل للذي انهمرت بالجمر تينتُه
هل دسّ يوما بجوف الأرض ما اقترفا
إني لأحمل طينَ الطيبين إلى
نومِ الحفاةِ ليبقى الحلمُ منعطفا
في الطين ارسم درباً سار منفلتاً
للماءِ ثم رأى الرعيانَ فانحرفا
إذ ليس في الحلم أقسى من مكابدةٍ
لناي راعٍ يشقُّ البحرَ لو عَزَفا
إني لأحمل حدس الطيبين إلى
خوف العراة ليبقى الغيبُ مكتنفا
فالروحُ يسترها التخمينُ يجعلها
وردا يلف على أردانه خزفا
يأيها النهرُ هل في القمحِ متسعٌ
لما تماثلَ في المجرى وما اختلفا
قل للرداء الذي نرمي براحته
أحجارنا/جمل المعنى الذي تلفا
ستستوي فيك أشرافُ الكلام متى
ما أمسكت وهي تعلي بيتها طرفا
غدا سيهتز برقُ الأرض يصنع من
برق السماء معاريجا ومعتكفا
تأوي لها كثبُ الآباد سابحة
غربانها من يواري في الثرى الجيفا
نعود للبدءِ حتى ننتقي طرقا
أخرى ونوصدُ في التكوين ما حُرفا
أنا كبرنا على أسمائنا ولنا
وجهٌ بلون قرى أنثى إليك هفا
في البدءِ كنتَ فدع يمناكَ مشرعةً
يا ماءُ تطوي أزيزَ الغــيب والصحفا
هناك من عوذَ الانسانَ في دمنا
وهيأ الحلمَ والاصلابَ والنُّطفا
________________________
محمد عبدالكريم الشحي