ليس حتى…
عُدْ أيُّها الشِّعرُ.. انتظرنا
لا نزالُ نجلُّ سحرَكَ
لا يزالُ على شفاهِكَ حلمُنا أصبى وأشقى
لا تزالُ منابتُ الكلماتِ تُشرقُ بيننا..
يا شعرُ ما زلنا نريدُكَ مثلما كنَّا وأكثرَ
نشتهي أن نستريحَ على كفوفِكَ
أن نُقيمَ صلاتَنا في صرحِ قلبكَ
في جفونِكَ أن ننامْ..
أن نكونَ قصيدةً عبرتْ خيالَكَ
ليس حتى يستقيمَ الوزنُ في متفاعلن
أو تنتهي صلةُ الكلامْ..
يا شعرُ عفوَكَ
إنَّ في صلةِ القرابةِ بيننا كَلِماً كثيراً لم يُقلْ
ما زال حلمُكَ يانعاً..
لا بدَّ أن ننسى السياسةَ والنجاسةَ
والقبائلَ والعساكرَ.. كي نظلَّ على وفاقٍ..
ليس حتى يستقيمَ الحالُ في مُتقاتلٍ
أو يستقرَّ بنا وئامْ..
يا شعرُ.. عفواً.. كم مضى مُنذ افترقنا؟
مرَّ عامٌ ربما عامانِ.. سيفٌ ربما سيفانِ..
عمرٌ ربما عُمرانِ..
لكنَّا أخيراً قد أفقنا..نقتفي
ما ظلَّ مِنْ خطوٍ أنيقٍ نستعينُ به على أوزارنا…,
يا شعرُ شاخَ بنا المسيرُ على نصالِ الصدِّ
ماتتْ في مآقينا لغاتُكَ
فاستعدْنا من جديدٍ في قوامِكَ..
في نشيدٍ من مقامِكَ..
ليس حتى يستقيمَ القولُ في متشاعرٍ
ويضيعَ بين متاعِنا حتَّى السَّلامْ.
_______________________________________________
الشاعر جميل مفرح