تحتل الفنانة نبيلة عبيد مكانة متميزة في تاريخ السينما العربية ، وتشهد على ذلك أفلامها التي جعلتها نجمة لعقود طويلة ،كان أبرزها دورها في فيلم”رابعة العدوية” الذي فتح لها طريق النجومية ،وجعلها تتربع على عرشه ،واليوم تحل ّ ضيفة على سلطنة عمان لحضور مهرجان مسقط السينمائي الثامن ،لتقديم محاضرات في فن التمثيل للممثلات العمانيات الشابات إلى جانب الدكتور محمد عبد الهادي لمدة أسبوعين , “أثير” استثمرت فرصة وجودها في السلطنة وأجرت معها هذا الحوار
– سأسأل عن البداية في هذا المشوار الطويل من العمل , كيف دخلتِ هذا العالم؟
منذ صغري وأنا شغوفة بالسينما فكنت أستغل خروج فتاة تكبرني في السن لشراء الحاجيات المنزلية فأرافقها الى هناك لأن المكان قريب من دار سينما وادخل لأتفرج واتشبع من هذا الجمال الذي لايوصف اتفرج على فاتن حمامة وكيف تؤدي أدوارها الصعبة واُشاهد الفنانين الكبار الآخرين “كنت اتابع مجاناً” اما في يوم الجمعة فكنت أذهب وأقطع تذكرة وأدخل , ومنذ ذلك الحين وأنا شغوفة بتلك اللوحة البيضاء التي تُريك العالم بأسره .
– كانت انطلاقتك في فيلم رابعة العدوية , كيف تم إختيارك لهذا الدور ؟
سبقت هذا الفيلم تجربة أولى في فيلم مفيش تفاهم واديت فيه دور كومبارس صامت ثم ساعدتني الصدفة في هذا الفيلم فقد كانوا يبحثون عن وجه جديد لأن لكي يكون ذلك الوجه الجديد متناسباً مع صوت اُم كلثوم , فبدأ المخرج “نيازي مصطفى” معي من الصفر , علموني كيف أتحرك وكيف أتكلم وكل أدوات الممثل , علموني التمثيل من الألف إلى الياء , وهيأوا لي كل عناصر النجاح في هذا الفيلم و عملوا معي عقد إحتكار لخمسة أفلام ,ونجح الفيلم وتوالت الأدوار.
– كيف كنت تختارين أفلامكِ؟
أنا دائماً أبحث عن كل ماهو مميز , فمرات اقرأ رواية تعجبني فأشتريها واُقدمها لمخرج ونعمل الفيلم ومرات يُطرح عليَّ فكرة تعجبني ونشتغل عليها ,خصوصاً كنت أقرأ روايات احسان عبد القدوس ،فكانت تعجبني كثيراً ،وقدمنا أفلاما مهمة من رواياته مثل “الراقصة والطبال” , “الراقصة والسياسي “, “العذراء والشعر الابيض”, “ولا يزال التحقيق مستمراً”
– وماذا لو لم تعجبنك رواية لكاتب ما ؟
– “تضحك وتقول” أعتذر بأني مشغولة أو مسافرة او أي عذر , المسألة عندي إحساس وأنا أحس إن هذا الفيلم الذي بين يدي على الورق سيكون شيئا جميلا فلا أتردد في قبوله , طالما كنت مقتنعة به.
– خلال مسيرتك الفنية هل احسستِ انك خسرتِ شيئا ما ؟
-نعم خسرت نبيلة الإنسانة فلم اُفكر بها مطلقاً فقد الغيت حياتي الشخصية تماماً وركزت على الممثلة في داخلي , كنت كالحصان الذي الغت العصابة التي توضع على عينيه النظر الى الجوانب فأتجهت الى الأمام دائماً، ففني كان هدفي الأول والأخير .
– هل ندمتِ على ذلك ؟
ما فائدة الندم الآن الأيام مضت بنا وما حصل قد حصل ولا اُريد التفكير في هذا.
– خلال مسيرتك الفنية عملتِ مع عدد كبير من المخرجين كيف تقيمين تجاربك معهم؟
كل مخرج كنت أعمل معه كنت أتعلم منه دروس كثيرة , كل مخرج أضاف لي شيء أو أشياء كثيرة , مثلاً مرة سألت المخرج الكبير عاطف الطيب “متى نخرج من استوديو التصوير ” فقال لي غاضباً “معي لاتسألي متى “متى ستذهبين” ومنذ ذلك الحين تعلمت أن لا أسأل مخرج عن ذلك ابداً
وأنا حرصت أن اُعلِّم طالباتي في الدورة كل ما تعلمته وكل تجاربي مع المخرجين .
– وكيف وجدتيهن
هُنَّ متفانيات في عملهن , وعملنا خلال الدورة على بلورة هذا التفاني والاستفادة منه في تطوير مواهبهن وأتوقع منهن الكثير .
– هل انتِ راضية عن السينما المصرية في الوقت الحالي ؟
– نعم لدينا سينما جيدة ولها تأريخ عريق , لكن للأسف لاتستمر السينما في الصعود الى القمة ، فهي تصعد ، وتنزل كمستوى فتبقى الجهود شخصية وفردية , يجب أن تتدخل الدول هذا الموضوع وتتحمل العبء الأكبر وإن لم يحصل هذا فتبقى السينما في حالة التذبذب .
– هل هناك مخرج تمنيتِ ان تعملي معه ولم يحصل ذلك؟
عملت مع معظم المخرجين المعاصرين خلال عمري الفني , لكني تمنيت أن أعمل مع بركات ، وكمال الشيخ فأنا لم اُعاصرهما ،وعملوا مع الجيل الذي سبقني وشاهدت وتابعت افلامهم وعشقتها قبل ان احترف التمثيل.
– هل من الممكن أن تظهر أسماء كبيرة مثل أشرف فهمي ومحمد عبد العزيز وعلي بدر خان الآن , هل السينما المصرين قادرة على انجاب مثل هؤلاء العمالقة؟
لكل وقت مناخ خاص , كما إن السينما مرآة تعكس المجتمع وكذلك ثقافة المجتمع ستُلقي بظلالها على العمل الابداعي بشكل عام , لذلك هناك قائمة طويلة من الاسماء أسماء مهمة الآن لكل منهم اسلوبه ولونه الخاص وهذا سر جمال السينما في قابليها على التجديد والتطوير والابداع ولمسته الخاصة .
– هل تتدخلين في النص اذا كان هناك امر ما لم يعجبكِ ؟
ابداً , انا عندما اُقرر العمل في فيلم ما , فلدي القناعة التامة بكل ما هو مكتوب واذا كان هناك ملاحظات معينة في النص أعتذر عن الفيلم بدون تردد , ثم إني عملت مع مخرجين كبار , أثق بهم وبفنهم فأتركهم يشكلون شخصيتي الفلمية كما يشتهون ففي النهاية الفيلم سيحمل اسمائهم.
– هل رفضتِ دورا قُدم لكِ ورفضته وندمتِ على ذلك ؟
هناك دور واحد فقط ندمت لأني لم أقم به “واحتفظ لنفسي في تسميته” لكن كل الاأوار الأخرى لم أندم عليها .
– خلال مسيرتك الفنية أديتِ أدوارا كثيرة منها الطبيبة المحامية والأم , وغيرها , كذلك أديتِ أدوار الراقصة العشيقة , هل ندمتِ على إحدى هذه الادوار خصوصاً إن تلك الادوار كانت تتطلب مشاهد ساخنة؟
ل- ا أبدً , عندما كُنّا نصور يكون هناك أكثر من أربعين شخص متواجدين في أثناء التصوير من مصورين ومساعدين وغيرهم , ومادامت تلك المشاهد تخدم البنية الدرامية للفيلم فأنا اقوم بها بدون تردد , اما اذا كان غير ذلك فأنا بالتأكيد أرفضها.
كل ما تنشره "أثير" يدخل ضمن حقوقها الملكية ولا يجوز الاقتباس منه أو نقله دون الإشارة إلى الموقع أو أخذ موافقة إدارة التحرير. --- Powered by: Al Sabla Digital Solutions LLC