نحو ثقافة سينمائية ذات أرضيّة ثابتة

محمد جبار الربيعي

يحتلّ النقد السينمائي مكانة مهمة في المشهد الثقافي العام ،والسينمائي بشكل خاص فالمُشاهد يحتاج الى توجيهه نحو ثقافة سينمائية ذات أرضية ثابتة ،وهذه مهمة الناقد , وهي أن يقدم للجمهور قراءة منهجية للفيلم المعروض بحيث يركز على مكامن القوة ،والضعف في الفيلم ،ورمزية لقطة معينة , وهل نجح المخرج في إيصال ثيمة الفيلم من خلال أدواته ولغته السينمائية  ؟ كذلك الحال في القصة والسيناريو وأداء الممثلين , وشهد مهرجان مسقط السينمائي حضور أسماء كبيرة في مجال النقد السينمائي مثل طارق الشناوي , الأمير أباضة ،وبشار إبراهيم ، وهذا دليل على إهتمام المهرجان بهذا الفن , لذلك كان من قائمة الورش والدورات التي أقيمت فيه, ورشة عمل للنقد السينمائي فضلاً عن التمثيل ،والاخراج ،والتصوير والإنتاج ،وكلّها أقيمت في مقر الجمعية العمانية للسينما بهدف تنمية الثقافة السينمائية في السلطنة ،وحتى على مستوى الخليج, قدم ورشة العمل في النقد السينمائي الناقد  “على أبو شادى” الذى بدأ ورشته بمقدمة بسيطة قام فيها بتعريف للأفلام السينمائية ،وكيف تجرى عملية صناعة السينما وما هى العناصر التى يتكون منها العمل السينمائى,  ثم تحدث بعد ذلك  عن ماهية النقد السينمائى ،وكيف تتم هذه العملية، موضحأ في تعريفه له  أن النقد السينمائى هو عملية تفسير وتحليل وتقييم الفيلم السينمائى، وتحليل الأحداث التى دارت فى الفيلم عن طريق  الإجابة عن أربعة أسئلة  وهى كيف، أين، متى، لماذا , فكل شىء موجود فى الفيلم يجب أن يكون له مبرر وهدف , وأكد على أن الناقد السينمائى يجب أن يكون مدركاً لطبيعة الحرفة وملماً بكل عناصر الفيلم السينمائى، كالإخراج والتصوير وكتابة السيناريو  , كما يجب أن يكون له رؤية معينة  يستطيع من خلاله فهم وتفسير كل الأدوات السينمائية المستخدمة في الفيلم  , كما أكد على أن يكون للناقد السينمائي حساً أدبياً واُسلوباً رشيقاً في الكتابة ، يمكنه إيصال فكرته بدون كلمات زائدة ربما تشتت القارئ, وأوضح إن من أنواع النقد السينمائى هو ما يسمى بالنقد الإنطباعى الذى يكتبه شخص صاحب ثقافة عالية فى مجال الفن والسينما وعناصرهما , واختتم أبو شادى هذه الورشة بالحديث عن الفرق بين النقد والإنتقاد، حيث قال إن النقد السينمائى هو النقد الموضوعى السليم الذى يعتمد على عناصر معينة، ويحق للناقد السينمائي الكشف عن بعض العيوب فى العمل السينمائى فهذه هي مهمته في أن يقول للجيد جيد وللرديء رديء، أما الإنتقاد ففيها يكون الهدف هو كشف العيوب فقط فى العمل السينمائى وهى  لاتعتمد على عناصر النقد التي يستخدمها الناقد.