أثير – ريـمـا الشـيخ
يعد حك العين أو فركها رد فعل طبيعيا لدى الجميع، حيث يهدف إلى تخفيف الحكة أو التهيج الموجود في العين. ومع ذلك؛ فقد يكون له بعض التأثيرات السلبية على صحة العين.
حول هذا الجانب يقول الدكتور طلال بن غالب البوسعيدي استشاري طب العيون بمستشفى النهضة في حديث مع ”أثير“، بأن عين الإنسان عبارة عن أنسجة رخوة خالية من العظام ، محمية داخل محجر العين ، وتتكون من أجزاء أساسية مثل القرنية التي تكون في مقدمة العين، وبياض العين أو ما نسميها الصلبة. كما يوجد بداخل العين السائل الزجاجي والعدسة، أما الشبكة فتوجد في قاع العين، وجميع هذه الأجزاء يمكن أن تتأثر بالعوامل الخارجية مثل فرك أو حك العين بقوة.
وأوضح الدكتور بأنه ينتج عن فرك العين بقوة تغير في فسيولوجية العين وتغير في الأشكال الطبيعية لأجزاء العين مثل القرنية فالله سبحانه وتعالى خلقها بشكل دائري منتظم، وعند الفرك الدائم والمستمر للعين ينتج عنه تغير شكل القرنية من الشكل الدائري المنتظم إلى شكل مخروطي غير منتظم، وعند تغيره سيحدث اختلال في الرؤية وضعف في النظر، أما الأجزاء الأخرى في العين فسوف تتأثر أيضًا فالضغط على العين يولد ارتفاعا في الضغط مؤقتًا.
وأضاف: يؤدي فرك العين إلى عدة عوامل منها:
-القرنية المخروطية.
-تحرك السائل الزجاجي في العين.
-انفصال في شبكية العين.
-العلامات الخارجية مثل الهالات السوداء حول العين.
أما عن أسباب فرك العين، فأشار الدكتور بقوله : هناك بعض الأسباب التي تؤدي إلى حك العين منها حساسية العين أو جفافها، كذلك الالتهابات التي تصيب جفن العين، وأيضًا ضعف النظر حيث يحاول المريض فرك عينه ليرى بشكل أفضل، لكن بشكل عام يجب علاج جميع المسببات لتجنب حك العين
وأضاف: هناك سبب آخر لفرك العين وهو العادة، فالكبار يفعلون ذلك عند الشعور بالصداع أو الإرهاق أو التعب، أما الأطفال فيقومون بفرك أعينهم عند البكاء، وبكل الأحوال يجب تنبيه الجميع بالتوقف فورًا عن هذه العادة.
وأكد الدكتور بأن هناك طرقا تجنبنا حك أو فرك العين بقوة، حيث يمكن حك منطقة العظم الموجود حول العين أو ما يطلق عليه محجر العين ويعد مكانا آمنا ، وإذا اضطر الأمر يمكن حك العين بظهر الأصبع وليس براحة الأصبع، كما يمكن تنظيف أو مسح العين بدون ضغط باستخدام الكمادات الباردة أو الساخنة، أو الشاش الطبي أو محرمة نظيفة أو حتى قطعة قطن ناعمة.
وأوضح بأن مرض القرنية المخروطية منتشر بصورة كبيرة في سلطنة عُمان وبخاصة عند فئة صغار السن -أقل من ثلاثين سنة- وسببه الرئيسي هو حك أو فرك العين، مع وجود أسباب أخرى من ضمنها الوراثة والعوامل الجينية.
وفي ختام حديثه مع ”أثير“، قدم الدكتور طلال البوسعيدي بعض النصائح حول هذا الجانب أهمها:
-أن كان المريض يعاني من حساسية مفرطة أو التهابات في جفن العين، يجب عليه زيارة الطبيب وأخذ العلاج المناسب، مع تجنب كل المهيجات التي تؤدي إلى زيادة هذه الحساسية والعوامل الخارجية مثل الشمس والغبار، فجميعها يؤدي إلى فرك العين.
-إن كان المريض يعاني من جفاف العين يجب عليه الابتعاد عن المناطق التي يوجد بها رياح قوية وأتربة متصاعدة، وتجنب الشمس والحرارة، وعليه ارتداء نظارات واقية واستخدام القطرات المرطبة، فجفاف العين يؤدي إلى حك العين أيضًا.
-المعتادون على فرك العين بدون سبب، أو فقط بسبب الشعور بالإرهاق أو الصداع، يجب عليهم التوقف عن هذه العادة وتنبيه الأطفال أيضًا.