أثير- مكتب أثير في القاهرة
نشرت مجلة تابعة لجامعة الأزهر، مؤخرًا دراسة للباحث والأكاديمي العُماني الدكتور عيسى بن محمد السلماني، بعنوان: “مدونة القصيدة اليعربية.. قراءة في البعد التاريخي”.
وتقف الدراسة مع مدونة القصيدة العمانية في عهد دولة اليعاربة (1624- 1741 م / 1033-1153 هجرية)، في محاولة لقراءة وقائع تاريخية، وشخصيات، وأمكنة، عند شعراء هذه الفترة أمثال “الحبسي والغشري وابن سنان الغافري والفزاري”.
وأوضح الدكتور “السلماني”، في دراسته أن الشعر هو حامل للتاريخ، لكن لا يعتد به؛ إذ إن الكثير من الوقائع غابت عن التاريخ، ولم تجد غير الوثيقة الشعرية لها، مثل أحداث الحياة الجاهلية، والمعارك التي وقعت إبان هذه الفترة.
ولفت إلى أن التاريخ الشعري يحتاج إلى دليل ورهان، وإلا صارت القصيدة تاريخًا، خصوصًا إذا لم يصدر نقد لها.
وقال “السلماني”: من هذا المنطلق نستفيد من استنطاق النص للعودة إلى حلقة التاريخ المفقودة عندنا في زمن اليعاربة، لأن الاهتمام بتدوين التاريخ العماني لم يأت إلا في وقت متأخر، وعليه نجدنا مضطرين إلى أخذ المعلومات التاريخية من الدواوين الشعرية.
ورأى أن الشعر لم يكن مجرد مفردات يطرب لها الشاعر ليناغم بها قلوب المتلقين بشتى أنواع التلقي، بل كان يحمل أبعادًا متنوعة بتنوع ثقافة الشاعر، فالشعر يعد حاضنًا للثقافة بأنواعها: السياسية والدينية والتاريخية، والعبارة المشهورة “الشعر ديوان العرب وسجل مآثرهم”، تُعد واقعًا ملموسًا، تأكده الوقائع التي جادت به المدونات الشعرية عبر العصور المختلفة؛ لذلك كان لهذه العبارة قيمة نقدية عند النقاد والقراء.
وأضاف الدكتور عيسى بن محمد السلماني، أن القارئ لمدونة الشعر في عصوره المختلفة، يدرك معنى تلك العبارة وما تعنيه، كون ذلك الشعر يحمل في مكنونه ثروة كبيرة متنوعة في محمولاته الدلالية، وما يعنينا في هذا السياق غياب التدوين التاريخي لأحداث وقعت في المسرح المكاني العُماني.
وأوضح أنه من هذا المنطلق جاءت القراءات التاريخية في المدونة الشعرية، لتنقب عن تلك الأحداث، وما ارتبط بها من شخصيات، فكانت خير معين لكشف النقاب عنها؛ إذ يعد الشاعر بشعره حاضنًا لتلك المعلومات الزمنية، التي فتحت للمؤرخ طريقًا للتدوين، فكان الشعر بحق مدونة تاريخية لا يستهان به