قبل ثلاث سنوات لم يكن لأحد أن يتوقع ما يحصل الآن بين دول الخليج. كنا نتحدث بلسان واحد وبوجه واحد والآن الوجوه لا تتشابه واللغات تحولت إلى شوك. مالذي يحصل وكيف تسارعت الأحداث بهذا الشكل الدراماتيكي وهذا السيناريو القبيح والذي لو كان على خشبة المسرح ما كان ليجمع حولها حتى جمهور مسرح العرائس. إلى أين تقودنا هذه الأحداث وكيف سنكون بعد سنتين من الآن. الغضب يزيد الهوة بين دول الخليج وكأننا قطع من الجليد تتباعد ويتخلل بينها ماء البحر البارد ويعدها بأن لا عودة للالتحام مجددا. لأن الإحتباس الحراري بينها يزيد المسافات ويقطع الآمال. وحين نعود للسبب لا نجد مبررا لهذا الارتفاع في درجات الحرارة في الصدور وعلى الألسن. حاولت خلال الأشهر الماضية معرفة سبب مقنع واحد فلم أجد. ولكن حزني يشبه كثيراً حزن المتنبي حين يقول :
طوى الجزيرة حتى جاءني خبرٌ
فزعت منه!..بآمالي إلى الكذب ِ
حتى إذا لم يدع لي صدقه أملا
شرقتُ بالدمع حتى كاد يشْرقُ بي!
أين كنا طوال أربعين سنة مضت من الأخوة والمصير الواحد. وأين أصبحنا خلال أشهر لو حصلت في الجاهلية لأطلقوا عليها أيام الضباب، لأن كل شيء الان يشبه الضباب. الأحداث، الأسباب ،القرارات، المشاعر، المصائر.
أتمنى أن كل هذا أضغاث أحلام وأعدكم أني سأنادي: يا أيها الملأ أفتوني في رؤياي.
كل ما تنشره "أثير" يدخل ضمن حقوقها الملكية ولا يجوز الاقتباس منه أو نقله دون الإشارة إلى الموقع أو أخذ موافقة إدارة التحرير. --- Powered by: Al Sabla Digital Solutions LLC