المقادير : ورقة ، قلم ، قليل من الأفكار الـ ” خليعة ” أو مايصفها بعض الأدباء بـ ” التحررية ” .
طريقة التحضير : ضع الورقة على الطاولة ، امسك القلم ، ابدأ في كتابة بعض المشاهد الخلاعية مع الكثير من الوصف ” العاري ” ولا تنسى أن تضع ” الخليط ” على درجة حرارة ” جنسية ” عالية دون التقيد بأية قيود أو حدود شرعية أو مجتمعية، ولا ضير من أن تضيف بعض الصور الخلاعية لمزيد من التشويق .
النتيجة : ستصبح كاتبا مرموقا ، قديرا ، متمكنا ، مشهورا ، تحرريا ، ليبراليا ، اشتراكيا ، عالميا ، مريخيا ، مكوكيا ، وربما حتى مخلوقات العوالم الأخرى ستعرف عنك ، ولا تقلق إذا ماهجمك أحد ، فهنالك ” ثلة ” ممن يحسبون علينا ” كُتابا ” سيدافعون عنك بل مستعدون للموت من أجل الدفاع عن فكرك الراقي الشامخ البيذامي الفرصادي الفيفايي ، بل وإن كنت من الجنس ” الناعم ” فستكون أرضا خصبة للمدح ، فسيصفقون لك على جرأتك ووضوحك ومصطلحاتك الشجاعة التي لا يجرأ أحد ” غيرك “من أفراد المجتمع التفوه بها في مكان ” عام ” .
عادة ، لا أحب الحديث عن حالات محددة أو ذكرها بشكل مباشر في مقالاتي ، ولكن مقال اليوم سيكون مختلفا نوعا ما ، لسبب بسيط ، لأني أود إضافة رشة من ” الملح ” على مقالاتي ، فيوم أمس ” تحديدا ” أعتقد بأن كلمة ” ملح ” كانت هي الكلمة المتصدرة لأكثر الكلمات تكرارا بمختلف وسائل التوصل الاجتماعي ، وذلك ليس بالغريب ، فرواية ” ملح ” بما تضمنته من أدب ” راق ” أوه .. آسف أقصد ” عار ” كان محلا للتندر والاستهجان ، بصراحة ، ووفق المعطيات ، ووفق مايردده بعض ” الكتبة ” من ضرورة منح الكاتب ” حرية مطلقة ” للتعبير عن رأيه وضرورة ” التحرر ” من القيود الأدبية فإن مثل هذا النصوص مرحبٌ بها لدى الكثير منهم ، فهي محاولة لزرع ثقافة جديدة – كما يبدوا – بالمجتمع .. ثقافة ” الأدب السكسي ” ! ، وليس هنالك دليل على ذلك أكبر من ذلك الدفاع المستميت الذي أبداه بعضهم يوم الأمس عن الرواية وصاحبتها .
للتوضيح والتأكيد وطمأنت للكاتبة والمدافعين عنها بداية ، فأنا لن أتعرض للحديث عن شخصها بل وأؤكد على ضرورة عدم جواز التعرض للأشخاص ، ولكن وبكل تأكيد سأتعرض للحديث عن روايتها ” ملح ” وبكل صراحة وحيادية ، فليس بيني وبين ” الكاتبة العظيمة القديرة ” أي شيء شخصي ، بل وللأمانة لم أعرف باسمها سوى بـ ” الأمس ” وفعلا دخلت صفحتها الشخصية على تويتر للتحقق من بعض الأمور ليس إلا ، بصراحة ، ومن خلال الصور التي وصلتني لتلك الرواية الزرقاء جال في خاطري العديد من التساؤلات ، أولها : هل مثل هذه النصوص لها ارتباط من قريبا أو بعيد للأدب ؟ طبعا أقصد الأدب بمعناه المعروف وليس بالأدب المتعلق بـ ” التربية ” ، ثانيها : ما أعلمه بأن النصوص الأدبية يجب أن تعرض على لجنة لإجازتها وإجازت نشرها فهل عرض هذا النص عليهم فعلا !! وهل الرواية مصنف علمي عال وذو قيمة علمية كبيرة حتى يتم دعمه !! تساؤلات كثيرة ارجوا أن يجاوبني عليها أحدهم .
من جانب آخر ، وبصراحة ، لم أتعجب من وجود عدد من ” الكتاب ” يدافعون عن مثل هذا النوع من الأدب ، بل ويقول أحدهم مامعناه بأن الكاتبة لم تكتب سوى ” واقعا مجتمعيا ” !! ياسلام !! وهل تكمن مشاكل المجتمع ويقتصر واقعه على ” ممارسة الجنس في زريبة ، كندم متدلدل ، منديل ملطخ بالدماء ، عندما ينغرس .. ، والتيس الهائج ” !! أنا ماقاهرني إلا سالفة ” الزريبة ” !! أصلا أغلب البيوت العمانية لم يعد فيها ” زرايب ” فاين هو الواقع في هذا المشهد ! وقاهرتني بعد قصة ” التيس الهائج ” كيف ياترى عرفت الكاتبة بأن التيس كان هائجا فعلا!! فلتعذرني الكاتبة ، ففهمي ” الجنسي ” بسيط ، ورغم وصفها ” التفصيلي جدا ” لتلك المشاهد ” الساخنة ” فإن عقلي لم يستطع تصور تلك المشاهد !!
ويقول الكاتب صاحب القلم ” الذهبي ” مدافعا عن القصة ” ليس لهم علم بأساليب حكي القصة ” !! لا ياشيخ !! أوتريد أن تقول بأن المجتمع العماني الرافض ككل لمثل تلك ” السخافات ” لا يعلم بأساليب حكي القصة !! معنى كلامك ياعزيزي أننا كشعب لا نفقه الأدب ، وهو كلام مرفوض ويعكس روحك المتعالية ، فتلعلم جيدا بأننا نجيد – وربما أفضل منك – فهم أساليب القصص والروايات ، أما إذا كان فهم القصص والروايات لا يكون إلا وفقا لمنظورك فنحن نشرف بجهلنا إذن ، دع العلم والأدب لك ولأمثالك من ” الكتبة ” الكبار !! واسمح لي أن أقترح عليك اقتراحا لم أكن أود قوله ولكني أجد نفسي مجبرا على قوله ، دامك ترى بأن القصة ممتعة ورائعة ما رأيك في أن تأخذ منها نسخاً وتهديها إلى ابنتك أو أختك التي لم تكمل ثمانية عشر ربيعا لتقرأها وتتسلى بها وتتعلم مما ورد فيها من افكار ! فالقصة ممتعة ومشوقة ومحكمة على حد ” تعبيرك ” وبالتالي لا ضير من قراءتها من قبل هذه الفئة ! ، في المقابل هنالك من يقول ” إذا كانت الرواية سيئة فلا تشتروها ” !! عجيب ، إذن ووفقا لهذا المنطق يجب عليكم مطالبة الدولة بالسماح ببيع الأفلام الجنسية والمجلات الخليعة بالبلد ومن ثم يكون لكل واحد منا حرية الاختيار بين شرائها من عدمه !! المنطق يفرض نفسه هنا على ما أظن !
أحبتي ، نقاش واقع المجتمع مطلوب ، وأنا دائما ما أناقش الكثير من الواقع وبكل جرأة وشفافية ، لكن اسمحولي فنقاش واقع المجتمع والوطن يجب ألا يخرج عن الاطار العام الشرعي والقانوني والمجتمعي ، سواء كان من ناحية الأسلوب أو الألفاظ ، أما أساليب التشويق الجنسية والإثارة والتصوير والتجسيد الجنسي ” السكس ” فهو لا يتناسب وديننا وقيمنا وعاداتنا وتقاليدنا ، فلنناقش أمور الوطن والمجتمع بأسلوب وألفاظ تتناسب ورقي الوطن ورفعته ، عليه ، فإني أطالب الجهات المعنية أولاً بسحب هذه الرواية من الأسواق ومن ثم القيام بالاجراءات القانونية المناسبة تجاه الكاتبة ومن أجاز لها ومن دعمها وذلك أسوة بما تم مع بعض الكتاب العمانيين ، فقانون المطبوعات والنشر واحد ويطبق على الكتاب جميعا أياً كان المجال الذين يكتبون فيه ، سواء كان أدباً أو سياسية أو اقتصاد أو غيرها .
أخيراً ، أبارك للكاتبة واقول لها ” مبرووك ” ، نعم فقد نلتي شهرة واسعة وبشكل سريع جدا عن طريق تسلق ثوابت المجتع الدينية والقانونية والعرفية ، ولكن صدقيني أختي الكريمة فإن مابني على خطأ فهو خطأ ، وماكان أساسه ضعيف فمصيره الإنهيار ، والفرصة مازالت أمامك للتراجع وتصحيح الأوضاع ، ولا يغرنك ذلك التصفيق المصحوب ببعض الثناء من قبل البعضولا يغرنك تلك الالقاب التي يمنحونك إياها كـ ” متحررة ، جريئة ، الخ .. ” ، فأنتي قد فتحت عليك بابا لـ ” الإثم ” يدوم في ميزانك حتى بعد مماتك بعد عمر طويل بإذن الله .. هي نصيحة أخ لك في الوطن .. اللهم قد بلغت .. اللهم فاشهد .
كل ما تنشره "أثير" يدخل ضمن حقوقها الملكية ولا يجوز الاقتباس منه أو نقله دون الإشارة إلى الموقع أو أخذ موافقة إدارة التحرير. --- Powered by: Al Sabla Digital Solutions LLC