مسقط-أثير
يجري الدكتور مهاب بن علي بن طالب الهنائي وفريقه البحثي من قسم الأحياء بكلية العلوم مشروعًا بحثيًا يهدف إلى استخلاص نوع من البكتيريا اللاهوائية و تلك التي تنتج أبواغا – تتميز بقدرتها على إنتاج الوقود الحيوي- من قشور التربة من الصحاري العمانية.
وقال الدكتور بأن طبقات التربة العليا في البيئات الصحراوية تُغطى بطبقة تسمى “قشور التربة البيولوجية” التي تتكون من كائنات حية دقيقة مثل البكتيريا والفطريات وغيرها. ويتراوح سمك هذه الطبقة من بضعة مليمترات إلى عدة سنتيمترات. وتوفر هذه الطبقة والتي تعرف أيضاً بـ”BSCs” بيئة قاسية للكائنات الحية بسبب عدم توافر المياه والمواد الغذائية، إضافة إلى تعرضها للأشعة فوق البنفسجية والتقلبات في درجات الحرارة. وبالتالي فإن فرصة وجود البكتيريا اللاهوائية والأبواغ البكتيرية في قشور التربة البيولوجية كبيرة؛ حيث إن هذه الطبقة من التربة قد تقل فيها نسبة تدفق الأكسجين.
وأوضح أن هناك العديد من البكتيريا متينات الجدار- مثل المطثيات والعصويات- تنتج الأبواغ المقاومة للظروف البيئية غير المناسبة من عدم وجود مصادر لغازي: الكربون والنيتروجين، والجفاف، وارتفاع درجات الحرارة، وتراكم المركبات السامة.
وأشار الدكتور إلى أن هذا المشروع البحثي يهدف أيضاً إلى التحقق من وجود البكتيريا اللاهوائية و أبواغ البكتيريا في طبقات “قشور التربة البيولوجية” في مناطق جغرافية مختلفة من السلطنة؛ و ذلك لأن البيئة العُمانية الصحراوية بيئة جافة، يصل معدل هطول الأمطار السنوي فيها إلى 85 ملم على الأكثر. أما درجات الحرارة فتصل إلى 65 درجة سيليزية. والتربة الصحراوية تحتوي على مناطق لاهوائية أو مناطق ينعدم فيها الأكسجين، وتتم فيها عمليات لاهوائية مثل إنتاج الميثان و إزالة النيتروجين. و طبقة قشور التربة البيولوجية تتضمن هذه المناطق اللاهوائية. لذا فإن البيئة الصحراوية العمانية توفر الظروف الملائمة لنمو هذه الأنواع من البكتيريا التي تتميز بقدرتها على إنتاج الوقود الحيوي.
وأوضح بأنه سيتم في هذا المشروع استخدام تقنيات حيوية حديثة للتحقق من وجود البكتيريا اللاهوائية والأبواغ البكتيرية التي يمكنها أن تنتج مواد عضوية لها أهمية صناعية كإنتاج الوقود الحيوي. كما يستخدم لتحقيق أهداف هذا المشروع البحثي، مزيج من البكتيريا اللاهوائية المستنبتة و الكلوروفورم – وهو عبارة عن مذيب جيد للمواد الكيميائية المختلفة- بالإضافة إلى مجال الكشف عن تفاعل البوليميريز المتسلسل (PCR) – وهذه الطريقة تستخدم بكثرة في عمليات التعديل الوراثي-. ومن خلال تلك التجارب يتم اختيار أفضل سلسلة يمكنها أن تنتج الوقود الحيوي ويتم استزراعها بعد ذلك وستخضع للمزيد من عمليات التحليل الجيني و تحليل الأيض.
وختم بأن النتائج الأولية تشير بالفعل إلى وجود سلالات جديدة من البكتيريا اللاهوائية المعزولة من التربة العمانية والتي يمكن أن تستخدم في إنتاج الوقود الحيوي. ويجري الآن عمل التجارب المخبرية اللازمة للتوصيف الدقيق لهذه السلالات.