بكل شغف تناقل الكثير من الأخوة وجود قناة تلفزيونية للمذهب الأباضي والتي وصفوها بأنها قناة للحق والإستقامة !!! ولا أدري حقيقة ما الفائدة المرجوة من هكذا قناة تحاكي وجودها بقية القنوات التي تعكس مثلما يقولون فكر تلك المذاهب وما تؤمن به !؟ لدرجة أن الحال وصل اليوم لذا بعض المتحمسين إلى نشر رسائل تدعو إلى التبرع مادياً للقناة وبأن التبرع لها تعتبر صدقة جارية !!! سألت نفسي ومن حولي ومن روج لهذه الرسائل للتبرع بغية إشهار هذه القناة ، هل تضمن المحتوى ؟! هل تضمن الرسالة الإيجابية التي تراهن عليها ؟! هل تضمن عقليات القائمين عليها ونحن من نعاني من تزمت الكثير ؟! طبعاً لم أجد إلا الإجابات التي تهاجمني وأنا إبن المذهب نفسه والتي تقول لي بأنني سلبي للغاية وسوداوي ولا أعلم خافية الأمور وخطورتها وبأنني أدفن رأسي بالرمل أمام كل الهجمات الشرسة ضد المذهب ، وتناسوا بأن عمان بأفراده ومجتمعه الراقي في التعايش أصبح مقبرة لكل الفتن وإجابة مثالية راقية لكل هاؤلاء المتعصبين الذين أثبتوا للعالم أجمع فشلهم بتلك النتائج الكارثية والمجازر التي جناها تعصبهم وقنواتهم المروجة لكل سخافات تعصبهم!!! نعم اعزائي أنا لا أعلم خافية الأمور مثلما يقولون ولكن القرائن والأحداث أمامي تشير إلى سذاجة وجود هذه القنوات التي لم تنفع الأمة بل زادت من فرقتها وتشرذمها مذهبيا لأن كل فرقة تعتقد بأن الجنة لها وللبقية عذاب أليم !!! نعم القرائن تشير إلى ان العالم الإسلامي ممزق عن بكرة أبيه مذهبيا وهذه القنوات والمنابر الإعلامية ليست إلا حطب تزيد اللهب عنفاً وقسوة وحق يراد به باطل بزيادة الطين بله وهذا ما حدث جلياً في مجزرة المستشفى العسكري باليمن نتيجة فتنة قناة وصال السعودية التي وجهة رسائل تهديد وانتقام ضد ذلك المستشفى لأنه لم يحافظ على مجاهديهم من نفس المذهب ليخرج بعد أسبوع حثالة الطائفية ليرتكبوا مجزرة وحشية ضد كل من في المستشفى من أبرياء نساء وأطفال !!! أجابني أحد المتحمسين للقناة المزمع انشائها للمذهب أنها منارة حق للجميع ويجب أن تنشر تعاليم المذهب الطاهر لكل العالم !!! فأجبته قائلاً يكفينا تعصبا والله تشعرني يا أخي وكأننا أنبياء الأمة وبأن الحق فقط معنا والجميع ليسوا إلا أصحاب دين معوج!!! في الجانب الآخر أخبرت المروج للصدقة الجارية لهذا الموقع بأن صدقته الجارية من الأفضل ان تذهب للأيتام والفقراء والمساكين بهذه الأمة ، ولنجعل عقولنا أرقى بكثير من التفكير بأن وجود هكذا قناة ستنير العالم حق وأستقامه وتنفض الأمة من سبات ردتها وبدعتها وتناسوا بأن المشكلة في سواد القلوب وليس في تلك المذاهب!!! لا أدري إلى أين يريدون أن يأخذنا المسير أخشى ما أخشاه أن تصبح القناة متخصصة فقط للرد على المذاهب الأخرى وكل يرد على الآخر بالشكل الذي لا يحمد عقباه ، اخشى والله بأن يستلم زمام أمورها بعض المتزمتين الذين ينظرون الى صاحب الثوب الملون مثلا بأنه ليس إلا مبتدعاً في دينه ولا يستحق الإحترام بمبدأ الإنسانية التي تناساها العالم أجمع نتيجة عميانه بتعصبه !!! أخشى ما أخشاه أن تشوه بعض العقول في هذه القناة بطرحها أناقة الفكر العماني وتسامحه وتعايشه مع الجميع ، وحينما اقول الفكر العماني هذا الفكر المتوارث بجينات كل الشعب العماني من اباضية وسنة وشيعه فأنا أعنيها للجميع وليست محكورة معنا بهذا الوطن لمذهب معين !!! اخشى ما أخشاه أن يحاول البقية كذلك إشهار قنوات عمانية تعنى ببقية المذاهب التي تتواجد بيننا، لندخل في نفق مظلم شرارته هذه المنصات الإعلامية التي أعتقد بأن وجودها مدمر لمبدأ التعايش معنا أكثر من أي إيجابيات يحاول البعض تسويقها في ظل وجود بعض تلك العقول الخاوية التي تدير مصائر الأمة فقه وفتوى !!! ألم يكفيهم بأن الأمة الإسلامية من كل عام يضحك عليها الزمان بكل سخرية لتناحرها في قضية الصيام ورؤية الهلال ؟؟!! ألا يكفيهم ذلك خجلاً !!! لن تستوي الامة بهذا أبدا الدهر ولنكن في بناء المجتمعات عميان بالمذهب لا هم لنا إلا البناء واحترام انسانية البشر مثلما احترم رسول الله جاره اليهودي في صحته ومرضه !!! ولتكن قنواتنا قنوات وئام وحب وإخاء وليس لتثبيت أركان مذهب على حساب البقية في مجتمع عماني أصيل طاهر لا يعرف هذه الترهات التي يمقتها الجميع !!! وليكن الإنسان العماني اي كان مذهبه هو رسالة خير وتعايش للأمة الإسلامية المتناحرة بسبب مذهب!! اللهم اني بلغت،، اللهم فاشهد .