استنادا على مقال الأخ العزيز نصر البوسعيدي المعنون بـ قناة تلفزيونية أباضية ألا ليتها لم تقم
ما فكرت يوما بالحديث عن السياسة أو الدين إلا أن الحديث مع أخي نصر البوسعيدى قادني إلى ذلك لا لشيء وإنما لأن هناك من العقول المتزنة التي تفكر في باطنها بشكل غير متزن وهذه هي الصدمة الكبرى.
وكنت أستمع له بفرح كبير لأنه إنسان باطنه كظاهره، همه عمان أولا ويعمل على هذا الهم، وهمه قيمٌ إنسانية ويعيشه بشكل يومي، لكن المصيبة حين نقلَ لي كيف يفكر الآخر وماذا يريد وكيف يريد، وكيف ناله ما ناله من عتب على ما كتب.
ففي الوقت الذي يتحدث فيه نصر البوسعيدي عن الإنسانية التي أرسى قواعدها مولانا صاحب الجلالة والتي قادت بطبيعة الحال إلى التعايش والسلام هناك من يقول له: أنت ابن المذهب وعليك أن تقف معه من باب الانتماء .
وكأن المذهب والدين هو الانتماء لهذا الوطن الغالي فلو كنت يهودي الديانة وعماني الجنسية مثلا فعليّ أن أكون أباضيا كي أثبت انتمائي، أي منطق هذا وأي تعايش هذا يا ابناء الدين الواحد وأبناء الأرض الواحدة وإلى أي هاوية تسيرون بنا إليها ..؟! ما بالكم لا تعقلون يا أُوْلِي الألباب.
اباضية وسنة وشيعة لا فرق لدي ولا عداوة بيني وبين أحدهم ولا مصلحة تربطني بهذه التقسيمات سوى جوهر الدين وجوهر الإنسان.
ومن ثم كيف يتم النداء بتصالح الأديان وتعايشها وأنتم تتقاتلون داخل المذهب الواحد…؟!
ارفعوا أيديكم عن الإنسان وكونوا مدافعين عن الدين كما هو الدين لا كما تريدون له، ، لا تسيسوا الدين ولا تلبسوا السياسة عباءة الدين.
الإعلام هو سمسار فكري فلماذا هذا السعي لإشعال النار بيننا أخوة وأبناء عمومة وأبناء أرض واحدة وأبناء جزيرة عربية واحدة وأبناء وطن عربي واحد وعبيدا لله الخالق الفرد الواحد الأحد.
وقال قائل: ( نحن لا نتحدث عن المذهب وإنما عن فكر التسامح ونشره ) ومتى كان التسامح والسلام مذهبا أو دينا بعينه إنه قيمة معاشة لا نداء دينيا أو أيدلوجيا تُتبع
من نصبكم ناطقين رسميين باسم الله وباسم الإنسان والسلام والتسامح ..؟! فليقم كلٌّ على سجيته وفطرته الإنسانية والدينية ستهديه إلى الصواب.
لا تفسدوا بهذه الصراعات كل هذا الكم والمحبة بين أبناء الوطن الغالي من اقصاه إلى اقصاه، المحبة والسلام والتسامح الإنساني التي زرعها مولانا صاحب الجلالة حفظه الله في كل زاوية من زوايا حبيبتنا عُمان.
المحبة والتسامح هو الرحم الذي نعيش داخله هنا.. فلا تفسدوا علينا ذلك،واعتبروا مما يحدث خارج هذا الرحم .. اعتبروا يا أُوْلِي الألباب.