أثير – تاريخ
ظهر إسم عمان في تاريخ الصين لأول مرة عن طريق المكتشف الصيني قان ين الذي كشف عن سجل ( كتاب عهد أسرة الإمبراطور هان ) والذي كتب فيه : (اذا اتجهت من انسى – ايران اليوم – إلى الغرب فيمكنك الوصول إلى دولة عمان بعد قطع 3400 لي – لي صيني واحد يساوي نصف كيلومتر – ).
ولأن العمانيين بموقعهم الجغرافي المميز وإتقانهم المشهود لهم في صناعة السفن والريادة في الملاحة والتنقل عبر القارات عن طريق أساطيلهم التجارية فقد أصبحت بالتالي همزة وصل بين الشرق والغرب دون منازع حتى أن ميناء صحار عبر التاريخ كان يسميها الجغرافيون العرب بوابة الصين لأنها كانت سوق حرة وقبلة التجار وبضائعهم فلا شك بأن العمانيين عبر التاريخ قدموا مساهمات حضارية مهمة في مجال فتح خط المواصلات البحرية بين الشرق والغرب .
وقد دون التاريخ في القرن الثامن الميلادي بأن العماني أبوعبيدة عبدالله بن القاسم والذي يعتبره الكثير من المؤرخين بأنه اول عربي قام برحلة إلى قوانتشوا في الصين وهي رحلة تسبق رحلة التاجر سليمان المدونة في القرن التاسع الميلادي .
ويقول الجغرافي الصيني جادان في عهد أسرة تانغ بكتابه “الطرق البحرية من قوانتشو إلى الدول الأجنبية : (تبحر السفن إلى الجنوب الغربي على خط الملاحة العربي ويمكن الوصول إلى دولة سالان ، ثم تبحر السفن من هذه المنطقة إلى الشرق بعد مرورها بكثير من الدول وبعد أن تمضي 36 أو 37 يوما يمكنها الوصول إلى دولة موى) والجدير بالذكر أن موى تسمى في عهد أسرة سون الصينية ووشيون وهي تعبر عن لفظ مزون وهي صحار التي كان يطلق عليها الفرس مزون في تلك القرون .
ولا ننسى أن التاجر سليمان أثناء تدوينه رحلته للصين كتب كثيرا عن عمان على اعتبار بأن موقعها الجغرافي يعتبر من أهم موانئ رأس الخليج في مجال التبادل التجاري مع الصين، لا سيما انه اشار إلى تأثر عمان وسيراف كثيرا نتيجة ثورة الفلاحين الصينين واستيلائهم على على مدينة قوانتشو سنة 879م والتي خسرت الكثير من تجارتها وبالتالي أثر ذلك على عمان وتجارتها بشكل سلبي نتيجة انقطاع الصلات التجارية مع الصين أنذاك.
ويذكر التاريخ أن في القرن العاشر الميلادي وصلت التجارة بين الصين وعمان الى ذروتها وبالأخص تجارة البخور واللبان نتيجة استخدام أباطرة الصين وأفراد الطبقة الأرستقراطية للبخور واللبان بشكل كبير والمستورد من عمان بما ان مصدره ظفار ومنطقة الشحر فنشأ، الطريق البحري المسمى ب”طريق البخور ” بين الصين وعمان وبالأخص في القرنين الحادي عشر ميلادي والثاني عشر ميلادي .
ويذكر التاريخ أن في القرن العاشر الميلادي وصلت التجارة بين الصين وعمان الى ذروتها وبالأخص تجارة البخور واللبان نتيجة استخدام أباطرة الصين وأفراد الطبقة الأرستقراطية للبخور واللبان بشكل كبير والمستورد من عمان بما ان مصدره ظفار ومنطقة الشحر فنشأ، الطريق البحري المسمى ب”طريق البخور ” بين الصين وعمان وبالأخص في القرنين الحادي عشر ميلادي والثاني عشر ميلادي .
وقد ذكر الصيني تشاولوكوا الذ عاصر اسرة سون بكتابه ( سجل الأمم الأجنبية ) أحوال وأسماء مناطق مختلفة من عمان كـ : نوفا ( ظفار ) ، ووشيوان ( صحار ) ، ونمان ( عمان ) ، ووبا ( مرباط ) ، وهي دليل آخر وموثق نستدل من خلاله على عمق التجارة بين الصين وعمان أنذاك .
ولم تغفل الوثائق الصينية القديمة من توثيق تواجد العماني الشيخ عبدالله الصحاري الذي لقبه الأمبراطور الصيني سون شين زون “بجنرال الأخلاق الطيبة ” مثلما ذكر الأديب والسياسي الصيني المشهور سو شي في تدوينته لهذا الحدث لا سيما انه توافق مع ما ذكره الصينيون في كتابهم( موجز تسجيل الأمور الهامة المختلفة في عهد أسرة سون): أن المبعوث لدولة ووشيون (صحار) التابعة لتاشي(العرب) قد جاء لتقديم الهدايا إلى الإمبراطور الصيني.
كما وثق كتاب (تاريخ عهد سلالة سون ) ثراء العماني الشيخ عبدالله الذي طلب من حكومة الصين أنذاك السماح له بالتبرع لترميم أسوار مدينة قوانتشوا التي يقيم بها قبل أن يغادرها عام 1072م عائدا إلى عمان ، وقد قدم له الأمبراطور الصيني سون شين زون هدايا عبارة عن حصان وطاقم سرج وزمام خيل ، وهذا ان دل فإنه يدل على قوة العلاقة الودية بين الشيخ عبدالله الصحار وامبراطور الصين في تلك الفترة .
وفي القرن الخامس عشر ميلادي ازدهرت العلاقة بين الصين وعمان بشكل تم توثيقه في جميع الكتب التاريخية الصينية حيث كانت السفن الصينية كثيرا ما تتردد على موانئ ظفار والعكس خلال عامي 1421م – 1433م ، ومن أكثر السجلات توثيق لذلك كتاب ( تاريخ عهد أسرة مين ) .
وفي القرن الخامس عشر ميلادي ازدهرت العلاقة بين الصين وعمان بشكل تم توثيقه في جميع الكتب التاريخية الصينية حيث كانت السفن الصينية كثيرا ما تتردد على موانئ ظفار والعكس خلال عامي 1421م – 1433م ، ومن أكثر السجلات توثيق لذلك كتاب ( تاريخ عهد أسرة مين ) .
ان العلاقة بين الصين وعمان والتي تقدر بأكثر من 1500 عام والتي بدأت من عهد اسرة هان وحتى عهد اسرة مين لم تكن إلا صفحة من تاريخ عمان المشرق والذي كان فيه الإنسان العماني يصول ويجول بأساطيله البحرية بكل سلام بين الكثير من دول العالم وحضارتها المختلفة ، حتى أصبحت عمان هي حلقة الوصل بين الشرق والغرب دون منازع .
المصدر :تشانغ زون يان – كتاب الإتصالات الودية المتبادلة بين الصين وعمان عبر التاريخ
تشانغ زون يان –