اثار دهشتي تقرير يقول ان تونس تُصنَّف ضمن قائمة أفضل عشرة مواقع عالمية لتصوير الأفلام السينمائية , فصحراء تونس تحوّلت بجهود أهلها وباموال كُرست لاستثمار تلك الهبة الإلهية إلى أستديو ضخم لتصوير الأعمال الفنية الأجنبية فباتت قبلة لأشهر مخرجي ومنتجي الأفلام في العالم، فهي تحتوي على أهم ثلاثة عناصر في التصوير , جمال المناظر الطبيعية ووجود تقنيين بمستوى عالٍ ،وممثلين محترفين , ولهذا تم في تونس تصوير العديد من الأفلام العالمية المعروفة مثل “حرب النجوم” للمخرج الأمريكي جورج لوكاس الذي حاز على الكثير من جوائز الأوسكار, فقد كان هذا المخرج يبحث عن موقع شبيه بسطح القمر ووجد ضالته في مدينة “تطاوين” التونسية , وما يزال الموقع محتفظاً لليوم بالديكورات التي صنعها المخرج أثناء التصوير، وفيلم “مسيح الناصرة” وهو واحد من الأفلام التي أخرجها الإيطالي المشهور “فرانكو زفاريللي” , وفيلم “تابوت العهد المفقود” وهو من سلسلة “انديانا جونز” الشهيرة بطولة هاريسون فورد واخراج ستيفن سبيلبرج, كذلك فيلمي “الفرسان الثلاثة” و”الفرسان الأربعة” وهما من اخراج ” ريتشارد لستر” الذي عاد بعد ذلك إلى تونس ليشترك في إنتاج “سوبرمان” ثم إنتاج وإخراج الجزء الثاني “سوبرمان 2” كذلك فيلم “المريض الإنجليزي” للمخرج أنتوني مانجيلا, والفيلم الكندي “مدينة الظلال” وهو من إنتاج كندي تونسي , وتم ايضا فيها تصوير الفيلم الايطالي “النمر والثلج” الذي تدور أحداثه خلال الغزو الأميركي للعراق , وعشرات غيرها , ومؤخرا تم فيها تصوير فيلم “الذهب الاسود” ، وهو من اخراج الفرنسي “جان جاك انو” وبطولة “انطونيو بنديراس” وانتاج التونسي “طارق بن عمار” الذي كان همه اجتذاب الأنظار نحو تونس كمكان تصوير مهم جداً وأكد على ذلك بقوله “أنا فخور بإنتاج 65 فيلما تم تصويرها كلها في تونس ، وأنا بذلك أسعى لتحويل بلادي الى قبلة للمخرجين والمنتجين” , أما مخرج الفيلم “جان جاك انو” فقال: ” قمت بتصوير أكثر من 80 فيلماً خلال مشواري المهني، بما فيها إنتاجات ضخمة مثل “زورو” و”إيفيتا” ، لكن لم أشهد طوال حياتي مواقع تصوير مثل ما شاهدته في تونس ” , واللافت والمشجع لهذا الامر أن وزارة الثقافة والمحافظة على التراث في تونس تضع كل الإمكانيات اللازمة لتصوير الأفلام إذ تُهيئ للمنتجين والمخرجين عدة مواقع تصوير , كما تقترح الوزارة بالتعاون مع وزارة السياحة على من يريد التصوير في تونس أسماء تقنيين ومهندسين وفنيين محترفين وحتى أسماء لصُنّاع الديكورات والأزياء والكومبارس الخاصة بالأفلام لإختيار الأنسب منهم ،كما يتم تهيئة كل وسائل الراحة والأمان للشركات المنتجة للأفلام, وبهذا استطاعت تونس ان تكون محبوبة الكاميرات السينمائية العالمية , وهي بهذا لاتحقق الربح المادي فقط بل هي فرصة كبيرة للتعريف بالبلد واماكنه السياحية وثقافته أيضاً فضلاً عن تحقيق الاحتكاك للعاملين في الحقل السينمائي التونسي لتدلهم على طريق الابداع والانتاج السينمائي المحترف, وليس ببعيد عن تونس هناك تجربة المغرب التي بلغ الدخل القومي الناتج عن تصوير الأفلام فيها مايقارب الخمسمائة مليون دولار , فتم في المغرب تصوير العديد من الأفلام أيضا منها “المومياء” ثم “المومياء تعود” بعد عامين وهما من اخراج ستيفن سومرز . وأخرج ريدلي سكوت أول أفلامه “غلادياتور” ليتبعه بعد ذلك بثلاثة أفلام أخرى صوّرها هناك وهي: “بلاك هوك داون” و”مملكة الجنة” و”كيان من الأكاذيب”
كذلك تم في المغرب تصوير فيلم “بابل” للمخرج إلياندرو غونزاليز إياريتو و “هيلداغو” للمخرج جو جونستون و”لعبة جاسوسية” لتوني سكوت و”الإسكندر” لأوليفر ستون. و”أمير الفرس” للمخرج البريطاني مايك نيوول.
و للمخرج بول غرينغراس، فيلم الأكشن “إنذار بورن” و”المنطقة الخضراء”، حيث لعبت الرباط ومحيطها وبعض ضواحيها دور مدينة بغداد.
قال ريدلي سكوت يوماً عن البلد المناسب للتصوير ” على البلد أن يتمتع بثلاثة شروط: الجغرافيا، والخبرة، ورخص اليد العاملة ” وأعتقد إن العوامل الثلاث متوفرة أو بالإمكان توفيرها في السلطنة ، فهناك مدن أثرية ،وحديثة وبحر ،وجبال، وطبيعة ساحرة ، وكل ما يجذب السينمائيين العالميين ، وخير دليل على ذلك اختيار السلطنة لتصوير عدد من الأفلام الامريكية ،والهندية ، إذن بعد توفر عامل الطبيعة يجب أن يتوفر العامل الثاني وهو الخبرات والفنيين وهنا يجب أن يكون هناك برنامج لتطوير عاملين فنيين في المجال السينمائي ،وذلك بزجهم في دورات تدريبية وبالإمكان تحديد أجور معقولة لهم ، من ناحية أخرى يجب أن يكون هناك معدات متطورة تواكب ماوصلت اليه السينما لتسهيل عمل أفراد شركات الانتاج ، كذلك هناك حاجة إلى اصدار قوانين كفيلة بتسهيل دخولهم وحركتهم ، ولا أعتقد إنها أمور صعبة ، وبالامكان ترتيبها مع السلطات الرسمية خصوصاً مع الدعم الكبير الذي توليه حكومة السلطنة للحركة الثقافية ، والفنية في البلاد، وبهذا نستطيع أن نضع اللبنات الأولى لستوديوهات ،ومدن سينمائية ضخمة تكون محط أنظار العالم وهذه كفيلة بالتأكيد ببناء سينما عمانية لها بصمات خاصة.
كل ما تنشره "أثير" يدخل ضمن حقوقها الملكية ولا يجوز الاقتباس منه أو نقله دون الإشارة إلى الموقع أو أخذ موافقة إدارة التحرير. --- Powered by: Al Sabla Digital Solutions LLC