قِراءَةٌ في كَفِّ الغَيْم
مهدي منصور – لبنان
مَنْ لَوَّنَ الغَيْمَ ريشُ الوَهْمِ أَمْ أَرَقي؟!
وَمَنْ يَسوقُ المَعاني الوَرْدُ أَمْ قَلَقي؟!
يَدْعو الصَّبابَةَ تِشْرينٌ… فَيَحْمِلُ لي
مَعْ كُلِّ قــــافِيَةٍ شَيْئًــــا مِنَ العَبَــــقِ
وَتِلْكَ أَوْراقُهُ الصَّفْراءُ… توقِظُ بي
ذِكْرًى تُبَعْثِرُ أَيّـــــامي عَلى الوَرَقِ
دُجْنٌ تَجاعيدُها فِنْجـــــانُ قَهْوَتِنا…
أَمْ ذي خُطوطُ يَدي مُسْوَدَّةُ الطُّرُقِ؟
وَالرّيــحُ بَصّارَةُ الآفاقِ تَقْــــرَأُ لي
غَــــــدًا تَشــــابَكَ فيهِ أَلْفُ مُفْتَرَقِ
يَحْبــــو الضِّياءُ بِرِفْقٍ بَيْنَ أَذْرُعِهِ
كَمَنْ يُســافِرُ خَلْفَ العُمْرِ في نَفَقِ
هُوَ السَّــرابُ يُرَوّي الظّــامِئينَ وَإِنْ
لَمْ يَرْفَعِ النُّخْبَ في أُرْجوحَةِ الرَّمَقِ
أَسْرِجْ شِراعَكَ يا تِشْرينُ كُنْ سَفَــري
مَنْ عانَقَ البَحْرَ لا يَخْشى مِنَ الغَرَقِ