مرور 110 سنوات على معجم لاروس الصغير
باريس/ الطيب ولد العروسي
بيار لاروس ( 1817- 1875)، الذي أعطى اسمه للمؤسسة، هو لغوي وموسوعي وبيداغوجي فرنسي ، ولد بضواحي باريس من آب كان يمتهن الحدادة. اهتم بيار لاروس بمسألة اللغة الفرنسية وتقريبها من الطلبة والباحثين واللغويين.
دخل المشروع حيز التنفيذ عام 1905 تحت رئاسة عالم التربية واللغوي الفرنسي كلود أوجي ( 1854- 1924)، الذي أدرك ضرورة وضع معجم مبسط أثراه بصور وخرائط ومصطلحات وشخصيات جديدة. وتحتقل مؤسسة لاروس هذه السنة بمرور 110 سنوات على إنشاء معجم “لاروس الصغير”، وهو معجم فرنسي- فرنسي، تعتمده كل الشرائح الاجتماعية للبحث عن مقابل للكلمات والمصطلحات التي يرغبون في فهمها.
يسهر على هذه المؤسسة مجموعة من علماء اللغة ومؤرخين وأدباء وصحفيين وعلماء اجتماع ، لأنهم يعرفون بأن اللغة تثرى بطريقة مستمرة، في مختلف المجالات : العلوم والبيئة والتقنيات الحديثة وعلم الاجتماع والاقتصاد والسياسة وغيرها. وتناقش هذه المجموعة المتكونة من 40 شخصية المصطلحات الجديدة قبل أن تقرر إثباتها في المعجم.
زود المعجم هذه السنة بمائة وخمسين كلمة، وخمسون شخصية، من بين الكلمات المثبتة نذكر “السيجارة الالكترونية” التي انتشرت خلال السنتين الماضيتين وأصبحت تباع في الكثير من المحلات كبديل للسجائر العادية، كما أضافوا الكثير من الأسماء نذكر منها على سبيل المثال المخرج السينمائي التونسي عبد اللطيف كرشين.
يحتوي هذا المعجم على 62 ألف وخمسمائة كلمة، و 125 ألف تعريف، و 28 ألف اسم علم، ويصدر هذا المعجم بإضافاته المنقحة والمزودة مرة كل سنة. وقدفرض نفسه وأصبح يأخذ مكانته الطبيعية في مكتبات الأسر والمدارس والمكتبات العامة…، بل في أغلب المؤسسات التعليمية أو الفكرية سواء في فرنسا أو في الدول الفرنكفونية .
تنتج مؤسسة لاروس إلى جانب المعجم الصغير لاروس، المعجم الكبير الذي يحمل نفس الاسم ويتكون من 21 مجلدا، وهو عبارة عن موسوعة فرنسية، إضافة إلى “معجم الفرنسية المعاصرة”، كما تصدر المؤسسة الكثير من الكتب في مجال الطبخ، والطب، والفن ومناهج تعليم اللغة الفرنسية. تهدف المؤسسة من خلال عملها هذا إلى الحفاظ على اللغة الفرنسية وهو جهد يضاف إلى مجموعة أخرى من المؤسسات التي تتبع نفس الهدف، مثل مؤسسة روبير التي تصدر معجم روبير فرنسي فرنسي، أو معجم روبير الموسوعي، ، دون أن ننسى ما تقوم به وزارة التربية الفرنسية والمؤسسات التابعة لها من أجل جعل الاهتمام باللغة الفرنسية شغلهم الشاغل، وذلك عكس ما نراه في العالم العربي الذي يشكو بطريقة صارخة هذا الفراغ المخيف، ولولا اجتهاد بعض الأشخاص لكان الوضع أكثر كارثية، فأين مؤسساتنا؟ ولماذا لا تأخذ من هذه المبادرات نموذجا يحتذى به لخدمة لغتنا وثقافتنا العربية؟.
لاروس الصغير طبعة 2014