آثر تنمية مهارات الاتصال على المؤسسات والأفراد
عماد بن حسين باقر
[email protected]
إن للاتصال دورا هاما في التعبير عن الآراءوالأفكار والمشاعر والحاجات وتحقيق التقارب والانسجام مع الأصدقاء والأسرة والمعارف وبقية أفراد المجتمع، وعلى الصعيد المهني يقضي الموظف معظم أوقاته يمارس عملية الاتصال فنجده يقرأ المراسلات والبريد الالكتروني ويرد عليها كتابيا ويتحدث إلى الزملاء والزبائن والموردين ويستمع لهم، وتأخذ عملية التحدث والاستماع صور متعددة فقد تحدث مباشرتا وجها لوجه أو عبر الهاتف أو باستخدام أنظمة مؤتمرات الفيديو (Video Conferencing).
ولا نستغرب حرص المؤسسات والشركات على تنمية مهارات الاتصال لدى العاملينلآثرها الواضح في مساعدة الموظفين على تبادل المعلومات فيما بينهم، والتنسيق بين فرق العمل ورفع درجة الانسجام بين أعضاء الفريق، وضمان قدرة الموظفين على تحصيل التغذية الراجعة من الزملاء أو المراجعين أو الزبائن بدقة وفي وقت مناسب، ولا يختلف إثنان على أن تمتع المسؤول بمهارات اتصال قوية يزيد من قدرته على تحفيز الموظفين وتوجيههم.
ومن الملفت للنظر براعة الشخصيات الناجحة في ممارسة عملية الاتصال من خلال القدرة على التعبير واختيار المفردات المناسبة ومقدرتها على صياغة الأفكار، كما انها تعرف جيدا متى تتواصل مع المتلقي ومراعاتها لحالته المزاجية وظروفه وتحليها بالصبر، ولديها الرغبة والمهارات اللازمة للانصات إلى الآخرين وبعيدة كل البعد عن اصدار احكام مسبقة وهي تدرك خطورة اغلاق قنوات الاتصال مع الآخرين.
ولنجاح عملية الاتصال لا بد من توظيف مهارة الانصات فبدونه تتحول الحوارات إلى سبب للخلافات بدلا من أن تكون وسيلة لمقاربة وجهات النظر، وبالطبع فإن الانصات يختلف عن الاستماع، فالاستماع مقتصر على الجانب العضوي للانصات، حيث يحدث الاستماع عند استقبال الأذن للكلمات والاصوات ويعتبر أول مرحلة من مراحل الانصات.
والتفسير هو ثاني مراحل الانصات وهنا يتحول كلام المتحدث إلى معاني وأفكار لدى المتلقي، ويأتي الاستيعاب بعد التفسير وفي هذه المرحلة يتم فهم المعاني والأفكار، ومن الضروري التنبه إلى أن فهم المتلقي للمعاني يتأثر بتجاربه وخبراته وحالته النفسية ودرجة ثقافته، كما أن الاشارات الغير لفظية التي تصاحب الكلام كتعابير الوجه ونبرة الصوت لها آثر لا يستهان به على فهم المتلقي.
وبعد الاستيعاب يأتي دور التذكر الذي يمثل رابع مراحل الإنصات ويتم عبره مقارنة المعاني والأفكار مع المعلومات المخزنة في ذاكرة المتلقي وبعد هذه المقارنة يتم تحديد المعنى المقصود من رسالة المتحدث، ويحدث التقيم في المرحلة الخامسة للانصات وهنا يصبح المتلقي قادرا على تحديد المعنى الحقيقي للرسالة وفقا لوجهة نظره وعلى أساسها يتم تحديد رد الفعل المناسب، واخيرا تأتي مرحلة الاستجابة التي قد تكون على شكل رد لفظي أو غير ذلك.
وللانصات بفعالية شروط فلا بد من التركيز والتوقف عن الحديث وتشجيع المتحدث على الانطلاق في الكلام وابداء الاهتمام والرغبة في الاستماع له، وتدعيم ذلك عبر التفاعل مع المتحدث وتوظيف لغة الجسد كتعابير الوجه وحركة اليدين، ويجب فهم الأمور من وجهة نظر المتحدث والتخلي عن إصدار الاحكام المسبقة، والتحلي بالصبر والهدوء واعطاء مساحة كافية من الوقت للمتحدث للحصول على فهم واستيعاب كامل.