سينطلق العرس الكروي الجميل بعد أيام قادمة وستنظمه الدولة الأكثر شهرة على المستوى الرياضي العالمي وستكون هي العريس الأجمل بلا منازع لانها صاحبة السيادة في التتويج وعدد الألقاب .
ماذا عساه أن يقدم لنا مونديال البرازيل 2014 في أرض السامبا ، الأرض التي ما زالت تبحث عن الحماية التأمينية لهذا العرس الكبير، وإنهاء كل التفاصيل المتعلقة بإنجاح الحدث وضمان كل ما من شأنه أن يوفر الراحة النفسية للنجوم الموجودين مع منتخباتهم لتقديم الأروع والأجمل، وكذلك لترسيخ عامل الاطمئنان للوفود الزائرة والمتابعة وللعاشقين والمتيمين الذين سيتوافدون من كل حدب وصوب للتشجيع والمؤازرة كل بطريقته ونكهته الخاصة.
طرحي يأتي بعيداً كل البعد عن كل ما أشرت إليه في المقدمة أعلاه ” طرحي يتمثل في مقارنة بسيطة وربما مفارقة للوضع الراهن والمتعلق بانتظارنا لبطولة كأس العالم في ضيافة البرازيل ، وما يتداول من أخبار تصل إلينا من هنا وهناك فيما يخص استعداد بلاد السامبا لاستضافة الفعالية الكبيرة من حيث جاهزية البنية الأساسية لاستقبال المنتخبات المشاركة بالبطولة ، ناهيكم عن المشاكل الاقتصادية والسياسية على مستوى الدولة نفسها، وما نسمعه من حين لآخر من تصريحات عن عدم جاهزية بعض الملاعب التي تحتضن المباريات ، وأيضاً هناك مطارات ما زالت قيد الإنشاء.
والأعظم شأناً من هذا وذاك هو تصريح جهاز الأمن المتمثل في الشرطة البرازيلية بالإضراب عن العمل أثناء مجريات بطولة كأس العالم، وإليكم الوضع التصوري في ممارسة الحياة بدون وجود رجال الأمن .. وأي حياة هي تلك التي تحتضن مجموعة كبيرة من الثقافات جاءت إلى البرازيل تحمل أنماطاً من السلوك المختلف .
أيام لا تتعدى الشهر تبقت عن موعد انطلاق البطولة الأعظم والتي دائماً ما تشهد صراعات عنيفة خارج أرضية الملعب من جماهير اعتادت هذا السلوك حتى في طريقة التعبير عن الفرح فهي لا تميز بين هذا وذاك .. وتتجاهل استعباطاً ردات الفعل الأمنية .
كل هذا والجهة الأولى المنظمة للبطولة ( الفيفا ) في تجاهل تام لما يحدث ، منزوية في ركن بعيد عن الأحداث.
ما أردت الوقوف عليه ، وإلقاء اليسير من الضوء لمتابعته أو لنحاول جميعاً تأمله هو ” كيف سيكون العالم الأجنبي الخارجي لو ارتبطت هذه الأحداث البرازيلية جميعها بدولة عربية تستعد لتنظيم أي بطولة من البطولات العالمية .. لأني لن أعرج إلى بطولة كأس العالم للرجال عام 2020 في دولة قطر الغالية والتي ننتظرها بكل شغف ، لأن الحديث لدينا ما يزال (بدري)، والسنين طويلة بتفكيرنا ،
لكنهم ( العالم الأجنبي ) أصبحوا معارضين للتنظيم القطري من بعد الإعلان مباشرة، وقاموا يتفننون في صياغة المبررات لتحطيم الحلم العربي وبدون أسباب أو أدلة .. فكيف سيكون الحال لو وصلالوضع في قطر كالبرازيل حالياً،
أعتقد .. حينها سنشاهد رجالات الجهة المنظمة للبطولة وهم مبتهجون أمام الشاشات والكاميرات المختلفة ينثرون تصريحاتهم المختلفة بعدم الأحقية في استضافتنا للحدث العالمي وأننا غير جاهزين البتة.
كل ما تنشره "أثير" يدخل ضمن حقوقها الملكية ولا يجوز الاقتباس منه أو نقله دون الإشارة إلى الموقع أو أخذ موافقة إدارة التحرير. --- Powered by: Al Sabla Digital Solutions LLC