لقد عمل المستشرقون على تحقيق أهدافهم عبر العديد منالوسائل والأساليب. فقد تخصص الاستشراق في جميع مجالات الأنشطة المعرفية، من ضمنها أنه أنشأ مؤسسات تربوية تعليمية، غير أنه كما يؤكد المؤلف أخفق رغم أن تدريس اللغة العربية في فرنسا يعود إلى ثلاثة قرون خلت. و قد أحدث شهادة التبريز في اللغة العربية عام 1906 ، و رغم ذلك لم تنجح هذه المجهودات في وضع مشروع واضح لتدريس اللغة العربية على نفس الطريق التي تسلكها اللغات الأجنبية الأخرى في فرنسا. وهي مفارقة يرجّع أغلب المهتمين بها إلى أن اللغة العربية في أغلب الأحيان لا ينظر إليها خارج الجانب الديني والهوياتي الذي يُنسب لها. و هناك أسباب سياسية حللها المؤلف ليرى بالنهاية أن إخفاقها ترك الجمعيات هي التي تأخذ المبادرة و تنشأ مدارس جلبت الكثير من المهتمين باللغة العربية، حيث قدم المؤلف “قراءة وصفية نقدية تحليلية للاستشراق من الداخل لتعريفه ، فهو موجه لجمهور غربي (فرنسي) أساسا، ثم أن المترجم تعرف على المؤلف عن قرب عندما كان مشرفا على أطروحته الجامعية سنة 1989 وناقشه في الأمور التي احتواها الكتاب مما أنار الكثير من نقاط الظل الممكنة”، كما أكّد الدكتور إبراهيم صحرواي في مقدمة الكتاب. و هو كتاب غني بالمعلومات التاريخية والعلمية .
توفي المؤلف الدكتور دانيال ريغ في باريس عام 2007 بعد حياة مليئة بالعطاء الأكاديمي، أشرف على مئات الرسائل الجامعية، و ترك عدة مؤلفات من بينها : معجم عربي فرنسي عربي بعنوان: السبيل ، صدر في باريس، عن منشورات لاروس عام 1983، و كتاب ألف فعل….و فعل، كتاب التصريف، في باريس عن منشورات ميزوناف و لا روز، سنة 1985، و كتاب “مختارات عربية: جولة في عالم العرب من خلال الصحافة و الأدب.- باريس، نفس الناشر، 1985، و كتاب السبيل الوسيط، معجم عربي فرنسي فرنسي عربي . باريس : منشورات لاروس.- 1987 ، وكتاب باللغة الفرنسية لتعليم اللغة العربية، و كتاب أتعلم العربية صدر في باريس سنة 1981 كما كتب الكثير من المقالات و الدراسات.
لم تتطرق ّإليه موسوعة الاستشراق الفرنسية، و لا أي كتاب آخر له علاقة بالاستشراق الفرنسي، بحيث نرى صمتا أو إقصاءا له وللجهود التي قام بها، سواء من قبل المستشرقين الفرنسيين أو من الباحثين العرب، و هو يستحق أن تنظم حوله العديد من اللقاءات و الدراسات لأنه حاول التعريف و الدفاع عن اللغة العربية ، كونه ألّف حولها مجموعة من الكتب في النحو و الصرف و الإعراب و اللسانيات، كما أنّ معجمه السبيل يعتبر من المراجع التي يعود إليها الباحثين و المهتمين بالترجمة من اللغة العربية إلى الفرنسية أو من الفرنسية إلى العربية.
كل ما تنشره "أثير" يدخل ضمن حقوقها الملكية ولا يجوز الاقتباس منه أو نقله دون الإشارة إلى الموقع أو أخذ موافقة إدارة التحرير. --- Powered by: Al Sabla Digital Solutions LLC