وأنا كذلك
حسن إبراهيم الحسن – سوريا
– أنا نازحٌ …
– و أنا كذلكَ …
قالَ طفلٌ ،
و الغريبُ أجابهُ
فتعانقا ،
و تقاسما في خيمةٍ للنازحينَ رغيفَ خبزٍ يابسٍ
– أنا خائفٌ …
– و أنا كذلكَ …
قال جنديٌّ
و ردَّتْ أمُّهُ ،
لمّا رأتْ أمَّاً تزغرِدُ في الجنازةِ /
– متعَبٌ …
– و أنا كذلكَ …
قالَ حفَّارُ القبورِ ،
و سائقُ الإسعافِ ،
و الجرحى ،
و أمُّ ثلاثةٍ سقطوا عشيَّةَ غارةٍ
– أنا شوكةٌ …
– و أنا كذلكَ …
طفلةٌ قالت ،
فردَّتْ وردةٌ نتأتْ على قبرٍ جماعيٍّ
يضمُّ العائلةْ
– أنا ظالمٌ /
أنتم كذلكَ …
حينَ يصنعُ ظالمٌ من ضعفنا سيفَ الشرائعِ /
حينَ تسبقُ ضربةُ الجلّادِ ميزانَ العدالةِ ،
ثمَّ تأمرنا استقيموا ..
و العدالةُ مائلةْ
– أنا قاتلٌ /
أنتم كذلكَ …
حينَ نصمتُ ..
ثمَّ ننهرُ – كي نجاملَ قطَّةَ الجلادِ – أمَّاً
خلفَ جنَّازِ الضحيَّةِ ذاهلةْ
– أنا زائلٌ /
أنتم كذلكَ …
و السلاطين ؛ السلالاتُ التي لبست ظلالَ الله ..
أيضاً زائلةْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ