الإعلام المأجور يتحول الى سلاح بيد “داعش”

بغداد – محمد جبار الربيعي

تخلت بعض القنوات الفضائية ووسائل الإعلام الاُخرى عن الحيادية التي يجب أن يتمتع بها الإعلام ، علما أن هذا الدرس الأول التي يتلقاه من يريد ولوج هذا المضمار ، لكن يبدو أن هناك أجندة خاصة لتلك القنوات ، وهي تنفذ دوراً موكلاً اليها فأصبحت سلاحاً بيد المتطرفين والقاعدة ، فقد تركت تلك القنوات الناطق الرسمي باسم الحكومة وكل المصادر المعتدلة والمحايدة لتستقي أخبارها من تلك الجماعات المتطرفة فتحاول إضفاء الشرعية على تلك المجاميع المسلحة بتسميتها بالثوار ، وتسمية الجيش العراقي بجيش المالكي  ، وإتهام المرجعية “بفتوى الجهاد”  بأنه إعلان الحرب على السنة ، وغيرها ،والغريب أن من تلك القنوات قنوات رصيدة وإسم كبير في عالم الإعلام مثل قناة bbc التي إعتادت على الحيادية في طرح مواضيعها وأخبارها وهنا أذكر أن الاستاذة “تيرا شوبرت” الأمريكية الجنسية وهي  منتجة  للتقارير الخبرية في بريطانيا قالت في إحدى محاضراتها في دورة الإعلامي في بيروت أن قناة bbc  العربية فاشلة جداً قياساً الى القنوات الناطقة باللغات الاُخرى مثل  قناة bbc الفارسية مثلاً وعندما سألتها عن السبب قالت “ربما لأن القناة الفارسية يقودها إعلاميون إيرانيون ولديهم إتجاه واحد محدد ، أما تلك الناطقة بالعربية فموظفيها عبارة عن مجموعة غير متجانسة من دول مختلفة ،وكل عامل بها يتبع سياسة دولته وهذا أضعف القناة كثيراً” وكلام شوبرت هذا صحيح جداً ،فالجميع يؤكد على فشل تلك القناة ولايرفع من مستواها سوى التقارير المترجمة الى العربية وليست المنتجة من قبلها ، وتماشياً مع هذا وحفاظا على روح الحيادية التي تعلمها إعلاميوا العراق قدم موظفو قناة مكتب العربية والعربية الحدث في بغداد إستقالتهم لما لهذه القناة من نهج إعلامي مظلل” على حد قول الموظفين” وفي مبادرة محمودة أعلن محمد عبد الجبار الشبوط مدير شبكة الإعلام العراقية إستعداده لتعيين كل الموظفين المستقيلين من تلك القناة في قناة العراقية الفضائية  ، كما أعلن مدير مكتب قناة ANB زياد عبد الله  إستقالته هو و من معه من الموظفين في مكتب القناة بقوله “جميع العاملين في مكتب القناة في العراق قدموا إستقالتهم إحتجاجاً على سياستها تجاه البلاد”.