أزهارٌ من سدومْ
نمر سعدي – فلسطين
نثـــــــرتُ فـــوقَ لهيبِ المـــــــاءِ أسئلتي
هل كــــانَ نثــــــرُكِ مـا أدمـى قرنفلتي ؟
وهل شعــــــاعُ رؤى عيـنـيـــــكِ صــــوَّبَني
سهماً إلى نحــركِ المنســــــابِ في لغتي؟
وهل خطــــــايَ إلى الفردوسِ يحرُسُـــها
جحيــــــمُ أحلامـكِ المخــــزونُ في رئتي ؟
ـ
أنهى دمي عنــــكِ مسحــــوراً فتـــــأمرُهُ
قبـــــــائلُ النحـــــــلِ في قلبي وفي شَفَتي
أصـــــــونُ فيكِ شـــــذى بحــري فيهتكني
حبـــــــرُ الغـوايـــــــةِ في ليــلــي وليلكتي
ويعتريني هــــــواءٌ شـــــــــاخَ ينعـفُ من
شــمــــــوسِ جسـمــكِ فُلَّاً مــلءَ أوردتي
حملتُ صخرَ سمــــائي فـــوقَ سوسنتي
ودونَ أجراســـــــها علَّقـــتُ أفئــــــــدتي
نثـرتُ فـــوقَ لهيـبِ المـــــــــاءِ أسئـــلتي
هل كاـنَ شِـعــــرُكِ مـا أدمى قرنفلتي ؟
*******
أجُـرُّ خلفي فضــــــــاءً من هـــــوايَ ومن
مـــا فيــكِ أُبــــدعُ من تــــــــاريخِ أنسَنَتي
هل أنتِ غيــــــــمُ ضـــــلالاتي وزخرُفُــها
وعنفـــــــوانُ عـــــذابــــاتي وجُلـجُــلتي؟
ومـــا تبخَّــــــرَ بي من جنَّـــــــةٍ نَسَلَــتْ
ذئبَ امرئَ القيسِ يعوي.. أينَ مملَكتي؟
كأنَّ أعــــــــداءَ زهرِ اللـــوزِ قد رفعــــوا
فوقَ القصـــــائدِ والأحــــــــلامِ جمجمتي
رجمتُهُمْ في جحيـــمِ الأرضِ مُذْ مُسخـوا
فطـــــالعونيَ في صحــــــوي وفي سِنَتي
أمُـرُّ بالملـــــحِ في أجســــــــادهم فأرى
جمـــرَ الشيــــــاطينِ حيَّـاً بعـــدُ لمْ يمُتِ
عنقـــــــاءَ عامـــــورةٍ نــامي فكُـلُّ سنا
دنيـــا سـدومَ ســــــوى يومينِ لـمْ يَبِتِ
ربَّتْ دليلـــــةَ فيــــها مكـــرَ عاهـــــــرةٍ
راحتْ تُغطِّي بزهـرِ المــــــــاءِ مقصلتي
********
أقتـــاتُ من شَغَفي عشبـاً يُضــيءُ خطى
جلجــــامشِ الســرِّ في أدغـــــالِ ذاكرتي
أقتـــــــاتُ من لهَفـي حُبَّــــاً ينـــــــازعني
إلى السمــــــــاءِ كنجــمٍ فـــوقَ خاصرتي
وأنحني مثلَ جـون كيتسِ المريضِ على
مــــــــاءٍ يضــيءُ ثـرى منقــــــارِ قُبَّرتي
رميتُ خضــــــرةَ بـحـــرِ السنــدبـادِ إلى
حرائقِ التيـــهِ في روحــي وصــــاريتي
أنحَـلُّ مثــلَ رذاذِ الشــمـــسِ من قَـلَـــقٍ
كيـمـا أُعـلِّـقَ فـــــــوقَ الريــــــحِ أغنيتي
إني تأبَّطتُ سيفَ الشعــــــــرِ تحـتَ دمي
وعلَّقتنــي على نــــــــاري مُـعــلَّقَـتي
كُلُّ الذينَ ذووا في الكشــــفِ أو صُلبـــوا
كانوا استمدُّوا الرؤى من وحيِ صعلَكتي
لن أرتضي قمَـــراً في الجســمِ يصهـرُني
حتى تصيـــــــــرَ لأنـكيـــــــــدو قرنفـلـتي
لن أرتضي قــــــدَراً .. قُضبـــــانُهُ ذهـبٌ
حتى تصيـــرَ إلى فـــاوسـتَ معـــــرفتي
لن أرتضي شجـرَاً في القلـبِ أو حجَـراً
حتى تصيـــــــرَ إلى العنقــــاءِ فلسـفتي
عُشبٌ كلامي .. رذاذُ الضــــوءِ يحملُهُ
يخُطُّ فــــوقَ نــــدى عينيـــــكِ مظلمَتي
حضَنتُ صـــــــــوتَكِ بالعينينِ ألثمــــــهُ
يا مسحـــةَ الشفـقِ العُلـــويِّ في لغتي