صَدر قرار مجلس الوزراء في ما يخص موضوع بعض السلع الاستهلاكية، وقالها معالي وزير التجارة والصناعة بكل وضوح، أن هذه القائمة قابلة للزيادة بحسب ما تجده حماية المستهلك مناسبًا، كما أكد على أن قانون حماية المستهلك سوف يصدر قريبًا وسيتم تطبيقه على الجميع بما يخدم المصلحة العامة، كما أشار إلى موضوع الوكالات والعلامات التجارية.
بمعنى أخر أن الوزير وكأن حال لسانه يقول: (يا جماعة الخير، هذا القرار بداية الغيث، وخطوة بخطوة سيتم تطبيق ما تصبون إليه، ومنع الاحتكار، وتحديد الأسعار لا يتم بين ليلة وضحاها). نعم وإن كنت (#ضد_قرار_مجلس_الوزراء_مع_حماية_المستهلك)، ولكن رد الوزير وتوضيحه منطقيًا وعلميا أيضًا، فما تم ارتكابه من أخطاء اقتصادية في البلاد من قِبل بعض التجار خلال السنوات الأربعين الماضية، لا يمكن تطويره وإصلاحه في أيام معدودة.
وأتحدث هنا من منطلق (منطقي/نفسي) وليس اقتصادي بحت، فالحكومة تقوم بخطوات ايجابية متدرجة نحو مزيدا من الحماية للمستهلك، وإن كانت هذه الخطوات بطئية، وفي بعض الأحيان (بطيئة جداً)، إلا أننا لا ينبغي التقليل من شأنها، وأخذها على أنها جاءت لتقف في صف التُجار، ضد المواطن.
أتذكر هنا حادثة (صلح الحديبية)، حيث اتفق الرسول صلى الله عليه وسلم مع المشركين في هذا الصلح على بنود كان بعض المسلمين يراها مجحفة في حقه، وهي:
-من أراد أن يدخل في عهد قريش دخل فيه, ومن أراد أن يدخل في عهد محمد من غير قريش دخل فيه.
-منع الحرب لمدة 10 سنوات.
-أن يعود المسلمون ذلك العام على أن يدخلوا مكة معتمرين في العام المقبل.
-عدم الاعتداء على أي قبيلة أو على بعض مهما كانت الأسباب.
-أن يرد المسلمون من يأتيهم من قريش مسلما بدون إذن وليه, وألا ترد قريش من يعود إليها من المسلمين.
وعلينا التركيز على البند الأخير الذي أعترض عليه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبالأخص عمر بن الخطاب رضي الله عنه معتقدا بأنه مجحفا في حق المسلمين، ولكن الرسول كانت له نظرة أبعد من ذلك، فليس من الحكمة مواجهة قريش في تلك المرحلة، ولكن الحكمة التدرج في ذلك والبداية تكون من هذا الصلح.
وهكذا نحن اليوم ليست الحكمة أن نواجه فئة التُجار في البلد بهذا الأسلوب ونحن نعرف ما يسيطرون عليه من تجارة واقتصاد في مختلف المجالات، ولكن الحكمة أن نخطو خطوات ولو بسيطة ومتواضعة نحو الهدف الأسمى.
وأخيرا حاشا تجارنا عن (كفار قريش)، والمثال كان من باب أخذ العبرة والموعظة، والله أعلم بما تخفيه الصدور.
الدكتورة/ فاطمة بنت عبدالله.