الدكتور سعيد السريحي لـ”أثير” :”علينا ،كباحثين، أن نتعامل مع ماينشر في مواقع التواصل الاجتماعي من نتاج أدبي بحذر
مسقط- عبدالرزاق الربيعي
أكّد الدكتور سعيد السريحي “علينا أن نتعامل مع ماينشر في مواقع التواصل الاجتماعي من “فيسبوك”و”تويتر” من نتاج أدبي بحذر لما نلاحظه فيه من تزوير وتلفيق “
جاء ذلك ردّا سؤال لـ”أثير” حول امكانيّة اعتماد ما ينشر في تلك المواقع واعتبارها مصادر تمدّ الباحثين بما يحتاجون إليه في دراساتهم وبحوثهم حيث أحال في دراسته التي قدّمها بالنادي الثقافي إلى نص نشر في صفحة الشاعر زاهر الغافري وقال ” حين اعتمدت في قراءتي لزاهر على ما نشره في صفحته على صفحة الفيس بوك فإنما فعلت ذلك وفق جملة من التحفظات أولها أنني اعتمدته في إحالة واحدة فقط من بين ما يتجاوز الأربعين إحالة لشعر زاهر المطبوعة في مجموعة دواوينه الخمسة وثانيها أنني قرأت النص المنشور في إطار تجربة زاهر المنشورة ورقيا وأخيرا فإنني تعمدت أن أحادث زاهر على الفيس بوك قبل أن اعتمد قصيدته في دراستي التي كتبتها عنه وتجربته التي رأيتهامتماسكة كأنما يقلب العالم بين يديه ويكتشف ظاهره وباطنه ، خفاءه وتجليه، امتلاءه بالدلالة حد الفيض وفقره من المعنى حد العدم، كما أشرت في محاضرتي ” تغري بقراءتها جيئة وذهابا وعودا على بدء يفسر ما تقدم منها ما تأخر ويغري ما تأخر منها بإعادة قراءة ما تقدم، منجزا بذلك تجربة متفردة في سياق الشعر العربي الحديث من شأنها أن تشكل إضافة نوعية للشعرية العربية المعاصرة”
وحول واقع التجربة الشعريّة العربيّة قال السريحي الذي هو ناقد وأكاديمي من المملكة العربية السعودية،حاصل على درجة الدكتوراه في النقد الأدبي من جامعة أم القرى ، عمل في حقل التعليم عشرين سنة، وسنتين في التعليم العام وثماني عشرة سنة بجامعة أم القرى بمكة المكرّمة ، عمل ثمان وعشرين سنة في حقل الصحافة بين متعاون ومتفرغ، أشرف خلالها على القسم الثقافي، والشؤون المحلية، والشؤون الدولية، والأقسام التنفيذية في جريدة “عكاظ” كما عمل مساعداً لرئيس تحرير “عكاظ” ونائبا مكلفاً لرئيس التحرير، وكتب زاوية يومية في جريدة “عكاظ” بعنوان “ولكم الرأي” ” واقع الشعر العربي اليوم جزء من واقع الثقافة العربية العام، يختلط جيدها برديئها وحسنها بسيئها، هناك ما لا يزال يكتب القصيدة التي تحمل لنا الدهشة كما أن هناك من لا يزال يضطرنا حين نقرأ شعره أن نرفع أيدينا سائلين الله أن يلطف بنا من رداءة مما نقرأ، هناك دواوين تشكل إضافة للشعرية العربية، كما أن هناك دواوين كإبل مائة لا تكاد تجد فيها راحلة”
وحول قراءته للمشهد النقدي العربي قال “أكاد أن أكرر ما قلته عن الشعر سابقا حين أتحدث عن المشهد النقدي‘ غير أن مشكلة الدراسات النقدية أن كثيرا منها لا يستند إلى البعد الفلسفي الذي تنطلق منه المناهج التي يعتمدها بعض النقاد ولذلك تعاني هذه الدراسات من الخلط بين المفاهيم حينا كما تعاني من تحولها إلى مجرد كتابات إنشائية وعمليات ميكانيكية يتحدث أصحابها كثيرا ولا يكادون يقولون شيئا.
وحول اشتغالاته الجديدة قال السريحي الذي وحاليا يكتب مقالا شهريّا في صحيفة “أثير” الالكترونية ومن كتبه “الكتابة خارج الأقواس” و”تقليب الحطب على النار ” “شعر أبي تمام بين النقد القديم ورؤية النقد الجديد””بين يدي عملان أوشك على الفراغ منهما، أحدهما بعنوان “العشق والجنون: دولة العقل وسلطان الهوى في الثقافة العربية” وهي محاولة لإعادة قراءة شعر العذريين العرب، والأخر بعنوان”ايديولوجيا الصحراء” وهي دراسة في جذور الانغلاق واسبابه في الثقافة بالمملكة العربية السعودية، وقد انطلقت في هذه الدراسة من مناقشة أطروحتين أولاهما كتاب وحي الصحراء الصادر قبل ما ينيف على السيعين عاما والآخر كتاب ثقافة الصحراء للصديق الدكتور سعد البازعي، وقد قمت بتحليل الكتابين من خلال الخطاب الذي استندا إليه وهو خطاب يستند على خصوصية متمثلة في الصحراء تفضي إلى حالة من الإقصاء لما يمكن أن يتعارض معها أو الهيمنة على ما هو مختلف عنها”
وكان السريحي الذي قدم في الأمسية في اطار نشاط لصالون”أثير ” الثقافي محاضرة اختصر خلالها تجربة الغافري بثلاث ايقونات هي “العمى، والبئر، والمرآة” وتناول خلالها تجربة الشاعر العماني زاهر الغافري بالدرس والتحليل منطلقا من عتبات النص التي يمكن لها أن تقود إلى استيعاب التجربة الشعرية لزاهر باعتبارها أنموذجا للتجربة المستندة إلى رؤيا عميقة يعيد من خلالها الشاعر خلق العالم من حوله ورسم العلاقة التي تربطه به وتناولت ايقونات العمى والبئر والمرآة كمفاتيح لتجربة الغافري التي تشكل تجربة متماسكة على نحو يرى فيه السريحي أن الدواوين الخمسة التي صدرت للشاعر تشكل حفرا عميقا واستقصاء متواصلا لتحقق الشاعر من تجربته وتحقيقها عبر كتابة الشعر
وتلمس السريحي البعد التحليلي لمجموعات الغافري حتى في أدق التفاصيل التي تضمنتها هذه المجموعات فهو لم يكتف بالنصوص الشعرية التي تضمنتها بل حاول أن يستقرئ هذه التجربة حتى في الكلمات التي عرفت بزاهر الغافري في مجموعاته وهي عبارات موجزة مثل “ولد في عمان/ 1956، أقام في العراق المغرب فرنسا الولايات المتحدة، السويد لفترات طويلة” وقال إنه “بهذه الكلمات الموجزة يتم اختصار سيرة الشاعر زاهر الغافري في الطبعة التي ضمت دواوينه الشعرية الخمسة، وإذا ما اعتمدنا ذلك التعريف عتبة من عتبات النص التي يمكن لها أن تقودنا إلى أتون التجربة الشعرية التي ضمتها تلك الدواوين، فإن ذلك يقتضي منا قراءة ذلك التعريف من خلال علاقات الحضور والغياب التي يفرضها ما اتسم به من إيجاز يعتمد المحو أكثر من اعتماده الكتابة”. وأضاف السريحي: “فالتعريف الذي اعتنى بمكان الولادة وتاريخها واهتم بالبلدان التي أقام فيها الشاعر والتي تنازعتها دول خمس وقارات أربع أسقط من سيرة الشاعر ما عدا ذلك على نحو بدت فيه سيرة الشاعر ما عدا ذلك على نحو بدت فيه سيرة الشاعر سفرا دائما وتنقلا مستمرا يبدأ من تاريخ الولادة فلا يحده زمان ومن مكانها فلا يحتويه مكان، وهو الامر الذي يحملنا على أن نعيد النظر في كلمة (أقام) الواردة في التعريف فنشربها معنى (ترحل) وهو تلقيح لها بنقيضها ذلك أن ما يبدو لنا في أول الأمر إقامة ظاهرة إنما هو رحيل مضمر”
كل ما تنشره "أثير" يدخل ضمن حقوقها الملكية ولا يجوز الاقتباس منه أو نقله دون الإشارة إلى الموقع أو أخذ موافقة إدارة التحرير. --- Powered by: Al Sabla Digital Solutions LLC