أثير- حسين الغافري
تدخل البرازيل مستضيفة كأس العالم 2014 الحالية، موقعة ربع النهائي ضد منتخب أمريكي جنوبي جديد وهذه المرة تقارع كولومبيا بعد أن أزاحت عن طريقها منتخب تشيلي في مباراة ساخنة انتهت بفوز البرازيل بضربات الترجيح لحساب دور الستة عشر.
المنتخب البرازيلي لا يبدو ذلك الفريق الذي وجد تشكيلته المثالية حتى الآن، ويعاني من ضعف هجومي كما هو الحال في خط الدفاع، من جانبٍ آخر تدخل كولومبيا المباراة بمعنويات تناطح السحاب ولا يوجد ما يشكل ضغطا عليها، ما سيجعل المباراة مفتوحة على مصراعيها وقابلة لجميع الاحتمالات.
مشوار البرازيل في البطولة
تصدرت البرازيل مجموعتها بسهولة بعد أن انتصرت في أول مباراة ضد كرواتيا بثلاثية، ومن ثم خرجت بتعادل سلبي أمام المكسيك لتنتصر في آخر لقاءات الجولة برباعية.
في دور الستة عشر تفوقت البرازيل على جارتها في القارة الأمريكية الجنوبية “تشيلي” بضربات الترجيح بعد مباراة عان كثيراً فيها فريق السامبا مستضيف البطولة، وجمع الفريق عدد ثمانية أهداف هي محصلة الأربع مباريات الماضية، بينما استقبلت شباكه ثلاثة أهداف فقط.
البرازيل قبل اللقاء المرتقب
تُثار عدة علامات استفهام حول الحضور الكبير والمنتظر لأبطال العالم خمس مرات وعن مدى إمكانية تحقيقهم للقب سادس. هذه العلامات تضع المدير الفني “سكولاري” المسؤول عما يقدمه المنتخب في أزمة كبيرة، خصوصاً من خلال تلك الخيارات التي تدور حول التشكيل والأسماء الحاضرة في الميدان. مباراة كولومبيا والصعود إلى نصف النهائي فرصة ” سكولاري ” للرد على المنتقدين وإخراس الأفواه المشككة في قدراته، كما أنها فرصة أخرى لإثبات أنه يستطيع جلب البطولة كما فعلها سابقاً في بطولة كوريا الجنوبية واليابان عام 2002 عندما قاد البرازيل إلى النجمة الخامسة خلال فترة تدريبه الأولى للسيليساو، والانتصار سيخفف الضغوط الهائلة التي تصاحبه وتصاحب لاعبيه.
نقاط قوة في المنتخب البرازيلي
يعوّل البرازيليون كثيراً على نجمهم نيمار صاحب الأربعة أهداف في البطولة – حتى الآن – ويبدو الحلقة الأقوى في تشكيلة سكولاري، الشيء الذي يضعه مصدر خطر دائم للمنافسين. أيضاً تمتلك البرازيل قوة ضاربة في نجومها أصحاب المواهب الكبيرة والذين بإمكانهم من نصف فرصة قلب النتيجة إلى صالحهم متى ما كانوا في مستواهم الطبيعي؛ إلا أن نظرة المحللين والمتابعين تذهب للجمهور وأرضية الميدان كأقوى نقاط القوة المصاحبة للمنتخب البرازيلي في مشوار البطولة، هذه الميزة ربما تسهل الطريق ومشوار العبور إلى الأدوار النهائية عند أبناء سكولاري.
نقاط ضعف في المنتخب البرازيلي
يصف المدير الفني السابق للبرازيل كارلوس دونجا أن هذا المنتخب هو أسوء تشكيلة للسيليساو البرازيلي منذ ثلاثة عقود مضت، ولعل الحلقة الأضعف والأبرز في البرازيل هو خط الهجوم وهذا ما يوضّح وجود لاعبين كفريد وجو وهالك والأخرين في إضاعة العديد من الفرص السهلة أمام المرمى، أيضاً قد يكون هناك خلل وغياب تجانس في خط الدفاع والملاحظ أن الهجمات المعاكسة تسبب ربكة أمام منطقة الجزاء.
مشوار كولومبيا في البطولة
كولومبيا هو أحد الفرق التي حققت العلامة الكاملة في مجموعتها التي ضمت اليونان وكوت ديفوار واليابان، إذ أنهت دور المجموعات بثلاثة انتصارات، أما دور الستة عشر فقد عبرت عن طريق جارتها في القارة “الأوروغواي” بهدفين دون مقابل لنجمها وهداف البطولة – حتى الآن – جيمس رودريغز، واستطاع فريق أمريكا الجنوبية ” كولومبيا ” أن يسجل في مشوار البطولة إلى الآن 11 هدفاً واستقبلت شباكه هدفين فقط.
كولومبيا قبل اللقاء المرتقب
يتفق أغلب المحللين والنقاد أن منتخب كولومبيا يجمع عدة صفات في آنٍ واحد كالمهارة والانضباط التكيكي في الميدان، وكذلك يمتاز عناصر الفريق بالقوة البدنية الهائلة، والعقلانية الواضحة في الانتشار مع سرعة التحول من الدفاع إلى الهجوم، وهذا الشيء قد لا يتواجد في منتخبات عملاقة في البطولة كما كان متوقعاً على سبيل المثال لا الحصر العملاقين “البرازيل والأرجنتين”، يعود فضل الحضور الكبير لكولومبيا في نهائيات كأس العالم 2014 بدرجة أولى إلى المدرب الارجنتيني المحنك “بيكرمان”، الذي قاد كولومبيا إلى النهائيات الحالية بعد غياب 16 عاماً. وتلعب كولومبيا – حتى الآن – كأفضل المنتخبات مع هولندا حضوراً في البطولة وبأفضلية نسبية للكولومبيين
نقاط قوة في المنتخب الكولومبي
دخل “بيكرمان” البطولة بخط دفاعي من الممكن القول بأن الآمال لم تكن كبيرة عليهم وهنا أقصد المدافعين “ماركو يبيس وزابات” واللذين قضيا أغلب مسيرتهما الكروية في الدوري الإيطالي، خصوصاً “يبيس” الذي تقدم به العمر، لكن ومع وصولهم إلى دور الثمانية من الممكن القول إن دفاع كولومبيا يعدّ حديدياً؛ الأمر الذي يضع هذا الخط في الفريق كأحد القوى الفعّالة في المنتخب الكولومبي.
نقاط ضعف في المنتخب الكولومبي
حسب أغلب المتابعين للمنتخب الكولومبي وعلى مستويات اللاعبين، فكما ذكرنا بأن السرعة والقوة البدنية بارزة بوضوح – وهنا لا نقصد بالكرة وإنما بدون الكرة – حيث إن كولومبيا وحتى هذا الدور من الممكن القول بأنها لا تجيد السيطرة على الكرة والاستحواذ على نسق المباراة؛ أو ربما قد يكون هذا مطلب ينشده بيكرمان حتى يتراجع لاعبوه إلى الخلف ويشنوا هجماته بشكل مرتد سريع رُغم أنني لا أرى ذلك، والأمر يبدو مستبعداً كما تابعنا جميعاً من خلال إمكانيات اللاعبيين الكولومبيين
ختاماً ” المباراة ستكون رقم 58 في ترتيب مباريات كأس العالم ، وستقام بمشيئة الله يوم الجمعة 4 يوليو في تمام الساعة 12.00 منتصف الليل بتوقيت سلطنة عمان ، وسيحتضن المباراة ملعب بلاسيدو أديرالدو كاستيلو،
مباريات كرة القدم دائماً تشهد تقلبات كبيرة وقد لا تبرهن عن الأرقام والاحصاءات، وإنما تعطي من يمنحها الجد والاجتهاد ، ” متابعة طيبة لهذه المباراة تتمناها ” أثير ” لكم جميعاً.
X