..وعدتكم من خلال اطلالتي الأولى هنا، بأن تكون كتاباتي متواصلة مع أحداث هذا المونديال المثير، ولكن للأسف الشديد انقطعت لظروف طارئة والحمدلله على كل حال.
وها هي عودتي تزامنت مع وصول الأربعة الكبار (البرازيل، ألمانيا، هولندا والأرجنتين)..
– كولومبيا و كوستاريكا من وجهة نظري وحسب متابعتي للمباريات السابقة، بأن اكثر فريقين ثباتاً في المستوى والإقناع هما كولومبيا و كوستاريكا وبنسبة أعلى (قليلاً) الفريق الكوستاريكي، فقد قدما لنا وجبات دسمة كروياً سواء من حيث الأداء الجميل او الانضباط التكتيكي العالي.
وقد تابعنا كيف انهزمت كولومبيا بصعوبة امام البرازيل 1/2 ورأينا البارحة كيف عانت هولندا كي تفوز على كوستاريكا بضربات “الحظ” الترجيحية مع العلم بأن الاخيرة قد ابلت بلاءً حسنا ابان مشاركتها المونديالية الأولى في ايطاليا 1990 حين صعدت لدور ال16 وخرجت امام تشيكوسلوفاكيا حينها، يعني لا يعد مفاجأة صعودها لهذا الدور اطلاقاً في المونديال الحالي.
ولكن ما شدّني اكثر هو ثبات مستواها مقارنة بباقي الفرق اضافة الى الفريق الكولومبي الرائع ايضاً والذي قدم مستويات غاية في الروعة والجمال.. شكراً كوستاريكا وشكراً كولومبيا فلقد اضفتما للمونديال بعداً جمالياً أخـّــاذا، حقاً انه مونديال ممتع ومثير!
– جيمس رودريجيز او خيمس (بالطريقة الإسبانية)، ذلك الكولومبي الذي برز بشكل لافت في هذا المونديال ليس لأهدافه الستة (كهداف حتى هذه اللحظة) بل لصفات مكـّـنته ليكون قائداً في الملعب.
تحركاته الذكية وخلقه للمساحات بطريقة ذكية وبقدم يسرى راقية جعلاه لافتا لكل متابع، ورغم ان عمره لم يتجاوز ال22 عاما، إلا انه كان موجهاً لزملائه وقائداً ومحمساً لهم.. ورغم انه لم يكن المهاجم (كلاعب خلف المهاجمين) لكنه تمكن من احراز اهدافه الستة بشكل ينم عن ميزة كروية جعلته نجماً من نجوم هذا المونديال البرازيلي المثير، واتوقع شخصياً بأن ينتقل الى أحد الأندية العملاقة.
– وأخيراً – الأرجنتين !! منذ المونديال الإيطالي 1990 مع القائد والأسطورة مارادونا، لم تتجاوز الأرجنتين دور ال8
فرغم توالي المواهب وتعاقب المدربين، لم يتمكن راقصو التانجو من تجاوز دور الربع النهائي بل انهم في مونديال كوريا واليابان لم يتجاوزوا حتى دور المجموعات..!
ولكن في هذا المونديال تمكن رفقاء ميسي بأن يعوضوا ارخنتينا من الإخفاقات السابقة ليصبحوا قاب قوسين او ادنى من تحقيق اللقب الغائب منذ مونديال مارادونا 1986م، ولكن عليهم تجاوز الخصم العنيد (هولندا)..
عموماً، منتخب الأرجنتين قد لا يكون مقنعاً بالنسبة لكثير من متابعي كرة القدم من حيث المستوى العام (تكتيكيا)، ولكن من وجهة نظري الشخصية ارى أن هناك ارتفاعاً في النسق التكتيكي للمنتخب الأرجنتيني خصوصاً في مباراته ضد بلجيكا والتي قدم فيها نمطاً تكتيكياً مختلفاً عما كان في دور المجموعات سواء من حيث طريقة اللعب او حتى من حيث الجماعية في الأداء والتوازن الدفاعي المميز مقارنة بما سبق!
– مواجهات الأربعة الكبار صدفة غريبة وجميلة، فريقان من امريكا الجنوبية وفريقان من اوروبا يواجهان بعضهما البعض!
البرازيل ضد المانيا، يالها من مواجهة خيالية تحمل في طياتها الكثير من التاريخ وآخرها هو هزيمة الألمان في مونديال اليابان وكوريا (2002) امام الأصفر البرازيلي في النهائي بهدفي طيب الذكر الظاهرة رونالدو ولكن قد تواجه البرازيل صعوبة بغياب نيمار (المصاب) وتياجو (الموقوف) وهما من اعمدة الفريق هجومياً ودفاعياً ولكن البرازيل هي البرازيل
الأرجنتين ضد هولندا، هو ايضاً لقاء من الزمن الجميل، الأرجنتين تحمل ثأراً منذ مونديال فرنسا 1998 حيث اخرجتها هولندا من دور ربع النهائي، رغم اعترافنا بعدم وجود الثأر وما الى ذلك في عالم المستديرة ولكن فقط من قبيل ذكر آخر المواجهات وما آلت إليه النتائج كي تكون الإثارة ماثلة ونحن نتابع الحاضر..
مواجهات نارية مثيرة اتوقعها، والأسئلة التي تفرض نفسها الآن، هل ستقلب اوروبا الطاولة على ملاعب امريكا الجنوبية وتحظى بنيل اللقب المونديالي من اراضيها؟ ام يبقى الواقع كما هو عليه ويكون اللقب لاتينيا؟! و هل سنحظى بنهائي برازيلي ارجنتيني، ليصبح ختاماً اسطورياً بالفعل؟
كل ما تنشره "أثير" يدخل ضمن حقوقها الملكية ولا يجوز الاقتباس منه أو نقله دون الإشارة إلى الموقع أو أخذ موافقة إدارة التحرير. --- Powered by: Al Sabla Digital Solutions LLC