قابوس .. عُد سالماً !
اليوم .. لن أقول لك سيدي .. ولن أناديك مولاي .. ولن أصفك بصاحب الجلالة .. اليوم .. سأكون معك كما يكون الولد مع أباه .. أكتب لك والقلب به ما به من وجع وشوق وحنين ، فأنا لا أكتب لك اليوم بصفتي كاتباً ولا مدوناً ولا مستشاراً قانونيا .. بل أكتب لك بصفتي أحد أبنائك وأبناء عمان الذي أرجوا وأتمنى من المولى عز وجل أن يحسبني من ” المخلصين ” .
أبي .. الأغلب منذ الأمس ، بل الجميع ، يعيش حالة من القلق بعد أن سمعنا بخبر سفرك للخارج للقيام ببعض الفحوصات الطبية ، كيف لا وهم من تربوا على عطفك وحبك !! منذ أن تفتحت أعيننا وبدأنا نحبو على أرض الحبيبة عمان واسم ” قابوس ” يتردد بشكل دائم على مسامعنا ، بل ولشدة حبنا لك كنا نطير فرحا وسعادة ما أن نرى طائرة تمر بسماء عمان لنجري مسرعين لأسطح منازلنا ملوحين لتلك الطائرة بأيدينا قائلين ” باي باي ” على فرض أنها طائرة “قابوس ” ! أي حب هذا وما سر ذلك الحب والود ! أي نوع من جسور المشاعر هذا ؟ كم أتمنى أن تصل إليك رسالتي هذه أكثر من أي رسالة اخرى كتبتها من قبل منتقدا أو مطالبا بالإصلاح .. فرسالتي اليوم لا علاقة لها بسياسة أو إصلاح .. رسالتي لك اليوم رسالة إنسانية من الدرجة الأولى ، ففي عالم يحيط بنا سمته البارزة هذه الأيام الهرج والمرج ما أحوجنا لوجودك معنا لوجودك بيننا بكل خير وصحة وعافية ، فكم من بيوت خربت وكم من أسر تشتت بغياب ولي أمرها ، لذلك هي رسالة موجهة لك أبي الحبيب أخطها أصالة عن نفسي ونيابة عن كل مواطن عماني مخلص وكل مقيم يعشق عمان .. عد إلينا قابوس بكل خير وعافية ، عد إلينا مشافا معافا بإذن الله .. نعلم بأن هموم الوطن كبيرة ، ونعلم بأن إدارته ليست بالشيء الهين ولا اليسير ، لكننا نثق بلا حدود بأنك لها .. وأنت فقط .
أبي تأكد وكن على يقين بأن هنالك الآلاف من أبنائك الصالحين الذين تضرعوا ومازالوا يتضرعون وسيظلون متضرعين بالدعاء في هذا الشهر المبارك الكريم بأن يمنحك المولى عز وجل العفو والعافية والمعافاة الدائمة وأن يمد الله في عمرك وأن يبارك لك فيه ، وتأكد بأننا في ترقب لرجوعك لتنير أرض الحبيبة عمان من جديد ، بل وعمان كلها تفيض شوقاً إليك بناسها وجبالها وبحارها وأشجارها ، فكلنا إيمان بأن ” عمان هي قابوس ” و ” قابوس هو عمان ” .. اسمين ارتبطا ببعضهما وسيظلان بإذن الله .
ختاماً .. رسالة للجميع ، أظن بأن الاشاعات حول صحة أبونا ” قابوس ” سوف تزداد هذه الأيام ، عليه يرجى التنبه وعدم تداول غير تلك المنشورة عبر الوسائل الرسمية ، فالمترصدون كثر ، ومرضى القلوب لن يفوتوا مثل هذه الظروف لبث سمومهم ، والأجواء المحيطة بنا ليست بالمستقرة ولا بالآمنة .. عليه .. أؤكد على ضرورة التنبه لمثل هذه الاشاعات وعدم تصديق أو نشر أي أخبار عن صحة مولانا غير تلك الصادرة عن الجهات الرسمية ، كما وأن للصائم دعوة لا ترد فإني أرجوا من الجميع الاستمرار بالدعاء لقابوس في كل وقت وفي كل صلاة .
اللهم إنا نسألك العفو والمعافاة الدائمة لولي أمرنا وأن تشفيه شفاء لا يغادر سقما وأن تحفظه وتبارك له في عمره يا رب العالمين ، وأن ترجعه إلى الحبيبة عمان بكل صحة وعافية .. إنك سميع مجيب الدعاء .. اللهم آمين .
سعود الفارسي
9/7/2014م
