ألمانيا تغتال حلم الأرجنتين ” وتحقق لقب المونديال”

مسقط – أثير 

حققت ألمانيا بطولة كأس العالم 2014 بعد مباراة ماراثونية أمام المنتخب الأرجنتيني وصلت للأشواط الإضافية على استاد الماراكانا الشهير في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، أحرز هدف ألمانيا والمباراة الوحيد اللاعب البديل ماريو جوتزة في الدقيقة 113 من

عمر الشوط الإضافي الثاني، لتدخل ألمانيا تاريخ البطولات العالمية بتحقيقها أول بطولة للمنتخبات الأوروبية على أراضي أمريكا الجنوبية، ليضيف نجوم المانشافت النجمة الرابعة في مشوارهم العالمي، وليحسموا النهائي الثالث الذي جمعهم بالمنتخب الأرجنتيني، بعد أن حققت الأرجنتين نهائي 86 بقيادة ” دييجو أرماندوا مارادونا ” وفازت ألمانيا في نهائي 90.

وبالعودة إلى مجريات المباراة النهائية لبطولة كأس العالم2014، والتي شهدت إثارة وندية من الفريقين من الناحية التكتيكية، وكذلك اللمحات الفنية من عناصر المنتخبين.

ألمانيا سيطرة على مجريات المباراة من البداية، واستطاعت أن تمتلك خط الوسط بفضل التحركات الطولية والعرضية، بينما اعتمد التانجو الأرجنتيني على نفس التكتيك الذي قدمه في نصف النهائي أمام المنتخب الهولندي وهو تشكيل المرتدات السريعة والخطيرة التي قادها ليونيل ميسي من وسط الملعب الألماني، وكانت هذه الطريقة ناجحة في خلق أكثر من فرصة حقيقية، كاد أن يتقدم معها المنتخب الأرجنتيني وخصوصاً في الكرة التي انفرد بها المهاجم هيجواين أثر خطأ توني كروس في إعادة الكرة للحارس الألماني نوير، إلا أنه فشل في هز الشباك الألمانية، ليعود نفس اللاعب من جديد ويحرز هدفاً ألغاه الحكم الإيطالي بداعي التسلل،

حاول المنتخب الألماني أن يخلق فرص حقيقية ويرد على تهديدات الأرجنتين، وكانت أخطر الكرات تسديدة كروس التي أبعدها الحارس الأرجنتيني روميرو، ووضحت السيطرة الألمانية مع عدد الركنيات التي حصل عليها، وكادت أن تثمر أحدها عن هدف التقدم الألماني عندما سدد اللاعب بينيدايكت رأسية قوية اصطدمت بالقائم الأرجنتيني، لينتهي الشوط الأول بدون أهداف.

المدرب الأرجنتيني بدأ الشوط الثاني بعملية تغيير عندما أخرج المتألق لافيتزي ودفع بأجويرو لتنشيط الشق الهجومي، وتحسن الأداء الأرجنتيني قليلاً بعد أن وجد ميسي بعض المساحات، وامتلكوا الكرة في المناطق الأمامية، لكن الألمان أصحاب النفس الطويل عادوا للمباراة سريعاً بعد تنظيم الصفوف لتشهد المباراة إثارة كبيرة من الجانبين، تفوق فيها دفاع الفريقين في شل حركة المهاجمين، وشهدت المباراة بعض التدخلات العنيفة التي نجح الحكم الإيطالي في التصدي لها، 

تكتيكات المدربين كانت واضحة في عملية التبديل، فأجرى سابيلا المدير الفني للأرجنتين تبديلين للسيطرة على مجريات المباراة وإضافة الدور الهجومي، فأدخل بالاسيو مكان هيجواين المختفي تماماً، كما زج بلاعب الوسط جاجو بديلاً لبيريز للمحافظة على قوة وسط الملعب، بينما قام المدرب الألماني لوف بإخراج كلوزة الذي بذل الكثير من المجهود وأشرك جوتزة في محاولة اختراق الدفاع الأرجنتيني الصلب،

المباراة في آخر دقائق شوطها الثاني شهدت حذر من الجانبين وتخوف من إحراز هدف تنتهي معه أحلام الفريقين، لينتهي الشوط سلبيا بدون أهداف، ويحتكم المنتخبين إلى أشواط إضافية كانت في مصلحة الألمان بفضل عامل اللياقة الكبيرة والراحة في عدد الأيام من المباريات، عكس المنتخب الأرجنتيني الذي لعب أشواطا إضافية في نصف نهائي المونديال أمام هولندا، ولم يجد الكثير من الوقت للراحة، وهذا ما أعطى الماكينات الألمانية قوة في الأشواط الإضافية وسيطرة على مجرياتها، إلا أن الأرجنتين استطاعت أن تشكل خطورة حقيقية في هجماتها القليلة المرتدة، وكادت أن تنهي المباراة بهدف عندما وصلت الكرة للبديل الأرجنتيني بالاسيو في انفراد صريح بالحارس الألماني نوير إلا أنه لعبها بشكل غريب إلى خارج المرمى، 

ليأتي العقاب الألماني شديداً عند الدقيقة 113 من الشوط الإضافي الثاني عندما تقدم اللاعب شورله من الجهة اليسرى قبل أن يعرض كرة رائعة للبديل جوتزة الذي لم يجد صعوبة في استلامها وسط غياب المدافعين ويلعبها قوية في شباك الحارس الأرجنتيني روميرو ليشكل خيبة أمل كبيرة للجماهير الأرجنتينية الحاضرة ملعب المباراة، ويسبب صدمة لعناصر المنتخب المتواجدة على أرضية الميدان، الذين حاولوا العودة للمباراة في ما تبقى من وقت، إلا أن الدقائق لم تسعفهم في ذلك، ليحقق المنتخب الألماني بطولة كأس العالم 2014 في الأراضي البرازيلية، كأول بطولة تحققها منتخبات أوروبا في أمريكا الجنوبية، وليطرز الألمان النجمة الرابعة في مشوارهم العالمي.

* حصل النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي على جائزة أفضل لاعب في المونديال البرازيلي، بينما كانت جائزة القفاز الذهبي من نصيب الحارس الألماني نوير.