أبجد

ليس لي ما أضيفُ

Atheer - أثير
Atheer - أثير Atheer - أثير

ليس لي ما أضيفُ

محمد الهادي الجزيري – تونس

 

ليس لي ما أضيفُ

جففتُ تماما وحلّ بروحي الخريفُ

لكَمْ نزّ منّي حنينْ

في طوافي بشرفتها

ولكم دثّرتني الحروفُ

من البدء كان طوافي بشرفتها

ومن البدء كان النزيفُ

فيا ريح يا طير يا ناس يا حجرُ

اصعدوا بي إليها وقولوا لها:

قد هوى من حبال غسيلك هذا الشفيفُ

 

ليس لي ما أضيفُ

سوى شفتيّ إلى شفتيها

ولكنّ مريم تطربها زفراتي

وترقص خلف ستائر شرفتها

حين يحتدّ إيقاع قلبي

ويمتدّ تحتي الرصيفُ

 

ليس لي ما أضيف

سوى جسدي الخشبيّ إلى نار فتنتها

ورمادي إلى كحلها

فارفعوني إلى غيم حمّامها

حيث يبكي الرخام وتعوي النقوشُ

وتنتحب الحنفيّة محمومة

ويهيج الضباب الكفيفُ

 

ارفعوني إلى خدرها

حيث يغفو الجمال الكثيف

ويرفض نهدان أن يهجعا

ويميل اللحاف مع الجسد الخيزرانيّ حيث يميل

فيطغى الحفيفُ

 

ارفعوني إليها…ارفعونيَ قطّا إلى قدميها

ونهرا إلى فخذيها…ارفعوني لحافا إلى خصرها

ارفعوني ارفعوني صلاة إلى قبّتيْ صدرها

ارفعونيَ عقد دموع إلى نحرها

ارفعونيَ كأسا إلى شفتيها

وكحلا إلى مقلتيها ومشطا إلى شعرها

 

ارفعوني إلى ليلها قمرا وإلى صبحها أغنيةْ

ارفعوني إليها وقولوا لها:

مشجب نادر نحتته الصروفُ

له شكل طفل شريد

ولكنّه خشب، لا يؤثّر فيه الوقوفُ

ثلاثون مرّت به

وهو منتصب تحت شرفتك العاليةْ

فضعيه بقرب السرير ونامي

عليك الأمان

وعليه القميص الرهيفُ

 

ليس لي ما أضيف

القصيدة دكّان همّ ووهم

وأهلي الجياع صفوفُ

قد امتلأتْ بغيومي الجرار

وفاضت عيون السلال

وغصّت بمريم والشهداء الرفوفُ

 

ليس لي ما أضيفُ

سوى أنّ لي غيمة بالعراق

وبي طائر يتأهّب للانعتاق

فممّا العجبْ؟

عربيّ حبيبي وحولي عربْ

كالحشائش حول المياهْ

هل أمزّق جلدي لكي تبصروا من أحبُّ

وما حلّ بي من عطبْ؟

هل أكسّر بلّور روحي

لكي تعرفوا أين خبّأت عنهم عراقي؟

غريب أخبّئ فيّ غريبا

وما للغريبين إلاّ الطريق المخيفُ

أما للغريبين أهل، أما لهما صاحب أو حليفُ؟

  

ليس لي ما أضيف

سوى طعنة الانهيار الأخير

إلى جسد خربٍ هدّمته السيوفُ

فممّا العجبْ

كم تصدّع من قمر في سماء العربْ

واحتواه الخسوفُ

 

Your Page Title