—
العمانية - أثير
مع انتهاء موسم الخريف وإيذانًا برحيله مغادرًا محافظة ظفار بأجوائه الغائمة، ورذاذ مطره المنعش تستقبل المحافظة موسم ”الصرب“، الذي لا يقل جمالًا وبهاءً عن موسم الخريف.
”الصرب“ أو ”فصل الربيع“ ينتظره أهل محافظة ظفار بعد سحب الخريف الماطرة لينعموا ببهجة النزهات العائلية تحت دفء الشمس، وفي ربوع الطبيعة التي تفتحت أزهارها ودنت للقطف ثمارها، بعد أن ارتوت الأرض وفاضت الجداول والعيون من مطر الخريف.
ويقصد الكثير من الزوار خلال موسم ”الصرب“ منطقة جبجات التي تقع ضمن سلسلة جبال محافظة ظفار، التابعة لولاية طاقة، وتعد من أهم المواقع السياحية للنزهة والتمتع في دعة وسكينة بالمناظر الطبيعية الخلابة الممتدة على مد البصر.
ويمثل التخييم في جبجات التي تحمل منذ عدة سنوات لقب ”نجمة الصرب " أحد الأنشطة المفضلة للعائلات والأفراد، إذ تتوفر بها العديد من المواقع المخصصة للتخييم تحت إشراف من الجهات المعنية؛ بهدف تطبيق معايير الحفاظ على البيئة وتوفيرًا للخدمات اللازمة للسياح.
وحول هذا الموضوع قال سعادة الشيخ طارق بن خالد الهنائي والي طاقة: مع تزايد إقبال الزوار والسياح على منطقة جبجات، وبهدف حماية البيئة الطبيعية والحفاظ على التنوع البيولوجي والموارد الطبيعية في المنطقة أعلن مكتب والي طاقة خلال الفترة الماضية عن شرط أخذ التصريح المسبق من الجهات المختصة للتخييم لتنظيم عملية استخدام الأراضي ومنع التخييم العشوائي وحماية المسطحات الخضراء ،مضيفًا أن الجهات المعنية تعمل على تقديم برامج سياحية تُسهم في التشجيع على زيارة المنطقة واستكشاف جمالها؛ لأنّ منطقة جبجات أصبحت مزارًا مثاليًا لتجمع الأسر بفضل بيئتها الطبيعية الهادئة والأنشطة المتنوعة التي يمكن الاستمتاع بها خاصة خلال فترة الصرب.
وأكد سعادة والي طاقة أن منطقة جبجات حظيت كمثيلتها في سلطنة عُمان باهتمام الجهات الحكومية من خلال تحسين الطرق وتوفير الإنارة وغيرها من المرافق العامة التي تخدم أبناء المنطقة والزوار على حد سواء ، مشيرًا إلى أنه وبالتعاون مع العديد من الجهات المعنية فقد خُصصت أماكن للألعاب الترفيهية للصغار وتنظيم العديد من الأنشطة التجارية منها منافذ البيع التي توفر الاحتياجات والمستلزمات، إلى جانب مشروعات الأسر المنتجة والمحال التجارية الدائمة وأماكن بيع المنتجات التقليدية التي تشتهر بها المحافظة مما يسهم في تعزيز الاقتصاد المحلي لأهل المنطقة .
ودفع إقبال السياح والزوار المتزايد على المنطقة عددًا من أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة لافتتاح مشروعات تقدم خدماتها لمرتادي المكان، ويقول محمد بن سالم المهري صاحب مشروع مقهى في المنطقة: إن جبجات خلال موسم ”الصرب“ تشهد نشاطاً اقتصادياً ملحوظاً نتيجة التحول المناخي الذي يجعل المنطقة وجهة سياحية رئيسة بعد انتهاء موسم الخريف، مشيرًا إلى تنوع فرص المشروعات التي تلبي احتياجات الزوار خلال فترة الصرب، ما يُسهم في زيادة الطلب على الخدمات، وتعزيز الحركة الاقتصادية والتجارية في المنطقة.
من جانبه يقول عادل بن أحمد صفرار أحد الزوار: إن موسم الصرب -الذي لا يقل روعة وجمالاً عن موسم الخريف- دائمًا ما يرتبط لدى الكثير بمنطقة جبجات ذات الطابع الخاص التي تستقطب إليها الكثير من الزوار الذين يتوافدون إليها من مختلف مناطق محافظة ظفار خصوصًا في الليالي القمرية التي تشهد توافد السياح إلى المنطقة خاصة في فترة نهاية الأسبوع للاستجمام والترفيه وسط الطبيعة الخلابة.
في حين يرى معمر بن عوض العمري أن العمل المنظم هذا العام من قبل الجهات المختصة بالتعاون مع أبناء المنطقة لتحديد مناطق التخييم، وتوزيع أماكن للمقاهي والمطاعم، وخيام الأسر المنتجة، أضاف عوامل جذب إضافية لزيارة المنطقة مع توفير المزيد من الخدمات التي يحتاجها الزائر والسائح.
جبجات أو " نجمة الصرب“ كما تسمى من قبل الكثير من عشاقها وزائريها، باتت وجهة مفضلة لدى الكثير من المواطنين والمقيمين والسياح؛ للاستمتاع بأجواء الصرب الرائعة فهي تقدم نموذجًا يجمع عوامل جذب سياحية عدة تشمل المقومات الطبيعية وتوفر الخدمات الحكومية والبنية الأساسية ومبادرات ومشروعات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، إلى جانب الحفاظ على البيئة الطبيعية، وهي كذلك نموذجًا على نجاح تعدد المواسم السياحية والخيارات المتنوعة التي تقدمها سلطنة عُمان وتضعها على خريطة الوجهات السياحة العالمية طوال العام.