أثير - ريما الشيخ
يُعد فتح الفم أثناء النوم مشكلة شائعة يعاني منها العديد من الأشخاص، وقد تكون مؤشرًا على اضطرابات صحية تتطلب تدخلًا طبيًا.
وقالت الدكتورة ريم بنت سعيد العزانية رئيسة قسم الأسنان في محافظة البريمي لـ“أثير” بأن هذه الظاهرة ترتبط بعدة عوامل مثل انسداد الأنف، وانقطاع النفس الانسدادي النومي، ووضعيات النوم غير الصحيحة، مؤكدةً بأن هذه العوامل تؤدي إلى تدهور جودة النوم ويمكن أن تسبب مخاطر صحية مثل جفاف الفم، وتسوس الأسنان، والشخير، وانخفاض مستويات الأكسجين في الدم.
وأضافت: فتح الفم أثناء النوم يمكن أن يكون نتيجة لعدة عوامل صحية تتطلب تدخلًا طبيًا، مشيرةً إلى أن التنفس عبر الفم يحدث غالبًا بسبب انسداد الأنف أو الحساسية، مما يجعل التنفس الطبيعي عبر الأنف صعبًا، وهناك عوامل أخرى قد تسبب فتح الفم مثل انقطاع النفس الانسدادي النومى، الذي يُجبر الشخص على فتح فمه للتنفس، بالإضافة إلى وضعيات النوم غير المناسبة التي تؤدي إلى ارتخاء عضلات الفك.
وأكدت الدكتورة أن فتح الفم أثناء النوم قد يؤثر بصورة سلبية على جودة النوم، مشيرة إلى أن التنفس من الفم يسبب جفاف الفم والحلق، مما يؤدي إلى الاستيقاظ المتكرر والشعور بعدم الراحة، وأن هذه الحالة قد ترتبط باضطرابات أكثر خطورة مثل انقطاع النفس النومي الذي يمكن أن يؤدي إلى الشخير وتقطّع النوم، ما يؤثر على مستوى الأكسجين في الدم ويسبب الإرهاق أثناء النهار.
وأشارت الدكتورة إلى وجود ارتباط وثيق بين فتح الفم أثناء النوم والشخير، موضحة أن التنفس من الفم يجعل تدفق الهواء أقل سلاسة، مما يزيد من احتمالية اهتزاز الأنسجة في الحلق وبالتالي حدوث الشخير. كما أن وضعية اللسان والفك أثناء فتح الفم تسهم في تضييق مجرى الهواء، مما يزيد من احتمالية الشخير بصورة ملحوظة.
وعن المخاطر الصحية المرتبطة بفتح الفم أثناء النوم، أوضحت الدكتورة أن الجفاف المستمر للفم قد يزيد من احتمالية تسوس الأسنان والتهابات اللثة، كما أن فتح الفم أثناء النوم يمكن أن يساهم في بروز الأسنان وعدم انطباق الفم بشكل صحيح بسبب التأثير المستمر على وضعية الفك والأسنان، وعندما يظل الفم مفتوحًا لفترات طويلة، كما يحدث أثناء النوم، قد يتسبب ذلك في دفع الأسنان الأمامية إلى الأمام بشكل تدريجي، مما يؤدي إلى بروزها
بالإضافة إلى ذلك، عضلات الشفاه والفك لا تكون في وضعية طبيعية عندما يكون الفم مفتوحًا، مما قد يؤدي إلى عدم انطباق الشفتين والفم بشكل صحيح. مع مرور الوقت، قد يصبح هذا الوضع الطبيعي للفم، مما يؤدي إلى تغييرات في شكل الأسنان والفك.
هذا الأمر قد يتطلب تقويمًا للأسنان لتصحيح بروز الأسنان وضمان انطباق الفم بشكل صحيح، وقبل ذلك يجب معالجة الأسباب التي تؤدي إلى فتح الفم أثناء النوم، مثل مشاكل التنفس
وفيما يتعلق بالعلاجات الممكنة، أكدت الدكتورة ضرورة زيارة الطبيب لتحديد الأسباب الكامنة وراء فتح الفم، مشيرةً إلى أن العلاجات قد تشمل استخدام أجهزة لتعديل وضعية الفك أو تمارين لتقوية عضلات الفم واللسان، مشيرة إلى أن تغيير وضعية النوم، وترطيب الجو في الغرفة، واستخدام بخاخات الأنف يمكن أن تسهم في تحسين الحالة، مضيفة بأن الحالات المرتبطة بانقطاع النفس تتطلب أحيانًا استخدام أجهزة طبية مثل جهاز ضغط الهواء الإيجابي (CPAP).
وفي الختام، شددت الدكتورة على أهمية معالجة فتح الفم أثناء النوم لتفادي المضاعفات الصحية، موكدةً أن استشارة طبيب مختص هو الخطوة الأولى نحو تحسين جودة النوم والصحة العامة.