أثير – جميلة العبرية
في يوم الاحتفاء بالشجرة، الموافق 31 أكتوبر، التقت “أثير” بخالصة بنت عبدالله العدوية، وهي تقف بين خضرة حديقتها الوارفة في ولاية المصنعة، بعد أن نجحت في تحويل جزء من منزلها إلى واحة زراعية نابضة بالحياة. من شجرة “الخلاص” بدأت رحلتها، لكنها سرعان ما طمحت لتحقيق الاكتفاء الذاتي في إنتاج غذائها.
بدأت خالصة مشوارها الزراعي بزراعة نخلة “الخلاص”، مستلهمةً من تراث عُمان ومكانة النخلة في كل بيت عُماني. لكن شغفها بالزراعة لم يقف عند النخلة؛ بل توسعت حديقتها لتشمل شجرة رمان تميزت بثمارها الشهية، ومن ثم أضافت أنواعاً متعددة من الخضروات مثل الجرجير، الملفوف، الفلفل، الباذنجان، البامية، والطماطم. لم تتوقف هنا، بل جربت زراعة نباتات أخرى كالذرة، وأخيراً أدخلت إلى مجموعتها الثوم، التين، الحناء، والياس، مما زاد من فخرها بإنجازاتها المتنوعة.
واجهت خالصة تحديات عديدة في مسيرتها، أبرزها الحرارة العالية، فاعتمدت الري في الصباح الباكر والمساء للحفاظ على الرطوبة، كما واجهت مشكلة الجراد فلجأت لاستخدام مبيد حشري طارد حرصًا على حماية محاصيلها. واستعانت بساعة توقيت (تايمر) للري، مما ساعدها في إدارة المياه بفعالية خلال المواسم الجافة، واعتمدت الأسمدة العضوية لتحسين جودة التربة واستدامتها.
في بداية كل موسم، تُعدّ خالصة أرضها بعناية، فتهيئ التربة وتجهز البذور والشتلات، وتعتمد أساليب صديقة للبيئة في مكافحة الآفات، مثل استخدام المحاليل الطبيعية و”الفزّاعة” – دمية مصنوعة من القش – لإبعاد الطيور وحماية محاصيلها.
وتصف خالصة روتينها اليومي قائلة: “مباشرة بعد صلاة الفجر، أكون مع النباتات؛ أبدأ بتقليم الأطراف، وقلع الحشائش الضارة، وتسميد التربة، والري”، فالزراعة أصبحت جزءاً من حياتها اليومية، تمنحها شعوراً عميقاً بالراحة النفسية وتخلصها من ضغوط العمل والدراسة، لتصبح متنفسًا تجد فيه طاقتها الإيجابية.
وتصف خالصة روتينها اليومي قائلة: “أبدأ مع النباتات مباشرة بعد صلاة الفجر، أقوم بتقليم الأطراف، إزالة الحشائش الضارة، تسميد التربة، والري.” وتضيف أن الزراعة أصبحت جزءًا من حياتها اليومية، تمنحها شعورًا بالراحة النفسية وتخفف من ضغوط الحياة.
تحلم خالصة بتحقيق الاكتفاء الذاتي من محاصيلها، لتكون مصدر غذاء أسرتها من أرض منزلها دون الحاجة إلى الأسواق، وتتطلع لتوسيع حديقتها لتشمل مساحة أكبر يستفيد منها أهل المنطقة، سواء بالحصول على محاصيل طازجة أو كمساحة للاستمتاع بالطبيعة وتبادل الخبرات.