الأولى

بعيدًا عن الملهيات الإلكترونية: طفلة ذات 3 سنوات تجد السعادة برفقة الحيوانات

بعيدًا عن الملهيات الإلكترونية: طفلة ذات 6 سنوات تجد السعادة برفقة الحيوانات

أثير-جميلة العبرية

تتحدث التربية الحديثة عن أهمية تعزيز التواصل مع الطبيعة والحيوانات كجزء من تطور الطفل وبناء شخصيته، بعيدًا عن تأثير الأجهزة الإلكترونية والملهيات الحديثة التي باتت تسيطر على يوميات الصغار، فالأطفال الذين ينشؤون في بيئات تتيح لهم التفاعل مع الحيوانات، يتعلمون العناية بمخلوقات أخرى، ويتعرفون على مشاعرها واحتياجاتها، وهو ما يسهم في صقل حسهم بالمسؤولية والرحمة.

هذا تمامًا ما تعيشه الطفلة العمانية غرام بنت محمد بن سعيد البادية من ولاية صحم ذات الـ 3 أعوام و9 شهور، التي بدأت علاقتها الفريدة مع الحيوانات منذ نعومة أظفارها، وتحولت إلى قصة حب وتعلق جعلتها أقرب إلى هذه الكائنات الوديعة، حيث تجد في صحبتها متعةً وسكينةً خاصتين.

الطفلة غرام البادية

فمنذ أن كانت الطفلة غرام بعمر السنة، بدأت تُظهر شغفًا كبيرًا تجاه الحيوانات، إذ لم يكن شيئًا يضحكها ويثيرها مثل رؤيتها لمخلوقات صغيرة تتحرك حولها، لكن القصة لم تتوقف هنا؛ فقد كبرت غرام، وكبر معها حبها للحيوانات وتعلقها بها، حتى أصبحت هذه العلاقة جزءًا لا يتجزأ من يومياتها وملاذها.

تقول والدتها بأن غرام وُلدت خلال جائحة كورونا، ولم تجد رفقة مثل الحيوانات؛ فقد كانت بطبيعتها حذرة وغير اجتماعية، وأغلب وقتها يقضى بعيدًا عن الملهيات الإلكترونية والأصدقاء الكُثر، مما جعلها تتوجه بحبها واهتمامها نحو الحيوانات، فتعيش أجمل لحظاتها برفقتها.

غرام تحضن الأرنب

وتحكي الأم: “عندما تمسك غرام قطة، يصعب أن نفلت الحيوان منها، حيث إنها تعلمت أن الحيوانات بحاجة إلى رعاية واهتمام، وأصبحت تتعامل معها بلطف، وتحرص على عدم إيذائها. كما أنها تتأثر جدًا إذا رأت أحدًا يعامل الحيوان بعنف، وتبدي استياءها، بل أصبحنا نلاحظ اهتمامها بمشاعر من حولها أيضًا.

وتستذكر والدتها موقفا حدث عندما شعرت غرام بأن أحد الحيوانات يبدو مريضًا، وأصرت على أن هناك شيئًا غير طبيعي، تقول الأم “في البداية لم نصدقها، لكن تبين لاحقا أن الحيوان كان فعلا مريضا”، وغرام لا تكتفي بالقلق على الحيوانات، بل تهتم بمرافقتها إلى العيادة البيطرية، فتصر على أن تكون بجانبها للاطمئنان، كما فعلت مع الحيوان الذي أطلقت عليه اسم “حياتي”.

غرام تلاعب صغير الماعز

وتشجع الأم هذه العلاقة، وتحرص على قضاء ابنتها الوقت بين الحيوانات، فتتركها تطعمها بنفسها، وتأخذها إلى حديقة الحيوانات لتتعرف على مختلف أنواع المخلوقات، مما ساعدها على كسر حاجز الخوف وبناء شجاعة أكبر في التعامل مع الكائنات الأخرى.

ولدى سؤالها عن التوثيق عبر منصة “انستجرام”، أكدت الأم أن مقاطع الفيديو التي تُنشر لغرام تكون عفوية تمامًا، فهي لا تدرك أنها تُصوّر، “فقط أتركها تعيش لحظاتها ببراءة، وأدعو جميع الآباء لترك أطفالهم يعيشون طفولتهم كما هي، بدون خوف من اتساخ ملابسهم أو ابتعادهم عن الأجهزة”.

غرام مع الحصان

وتنصح الأم الأهالي بعدم تخويف أطفالهم من الحيوانات، حتى لو كانت أليفة، لأن ذلك قد يؤثر على علاقتهم بها في المستقبل، وتشدد على أهمية السماح للأطفال بتوثيق علاقتهم مع الحيوانات، بعيدًا عن الأجهزة الإلكترونية.

غرام برفقة صغير الماعز
Your Page Title