الأولى

أغرتها “الحرية” فانصدمت بـ “الحقيقة”: قصة شابة دمرتها الإبر وأصابتها بالإيدز

أغرتها “الحرية” فانصدمت بـ “الحقيقة”: قصة شابة دمرتها الإبر وأصابتها بالإيدز

أثير - ريما الشيخ

وسط أحلام كبيرة وطموحات لا حدود لها، قد تبدو الحياة في البداية مشرقة ومفعمة بالفرص، لكن قرارًا واحدًا خاطئًا يمكن أن يقلب كل شيء رأسًا على عقب.

قصتنا اليوم عن شابة عُمانية اختارت بأن تُعرف باسم “مريم”، تشارك “أثير” تجربتها التي بدأت بأحلام كبيرة، لكنها انحرفت نحو مأساة غير متوقعة بسبب قرارات متسرعة وانجراف خلف مغريات عابرة، فكشفت لنا كيف يمكن للاندفاع وراء إغراءات زائفة أن يحوّل مسارًا واعدًا إلى رحلة من الألم والندم، لتصبح عبرة بأهمية التفكير في العواقب قبل اتخاذ أي خطوة قد تغير المصير إلى الأبد.

البداية: حياة طبيعية وطموحات كبيرة

نشأت الشابة مريم في أسرة عمانية بسيطة، عُرفت بين عائلتها وأصدقائها بشخصيتها الطموحة وحبها للتميز، حيث كانت متفوقة دراسيًا ومليئة بالحيوية، تحمل أحلامًا كبيرة بأن تكون مصدر فخر لعائلتها، والدتها دائمًا ما كانت تردد: ستكونين نموذجًا يُحتذى به في العائلة، هذه الكلمات أصبحت دافعًا لها لتحقيق النجاح وإسعاد أسرتها التي بذلت الكثير لدعمها.

الانجراف خلف الإغراءات

بعد انتقالها إلى إحدى الولايات لإكمال دراستها الجامعية، وجدت “مريم” نفسها بعيدة عن رقابة الأسرة والبيئة الآمنة التي نشأت فيها، ففي البداية كانت متمسكة بأهدافها، لكن الوحدة والغربة جعلاها تبحث عن أصدقاء جدد، فتعرفت على مجموعة من الفتيات اللاتي بدأن بإدخالها إلى عالم مختلف تمامًا عما عهدته، فكانت البداية تبدو بريئة، تجمعات للسهر وتبادل الأحاديث، لكنها سرعان ما تحولت إلى دوامة من التجارب الخطيرة.

البداية مع المخدرات

في إحدى الليالي، عرضت عليها إحدى صديقاتها تجربة نوع من المخدرات على سبيل “التسلية” والتخلص من ضغوط الدراسة، ترددت “مريم” في البداية، لكنها وجدت نفسها تخضع للضغط الجماعي تحت عبارة “تجربة واحدة لن تضر” كانت تلك الليلة نقطة البداية لانحدارها، فسرعان ما أصبحت تلك “التجربة” عادة متكررة، وبمرور الوقت، لجأت إلى أنواع أكثر خطورة من المخدرات التي تُحقن عبر الإبر.

لحظة الانهيار: الإبر المشتركة

مع ازدياد تعلقها بالمخدرات، أصبحت مريم تتردد على تجمعات صغيرة لمتعاطين آخرين، ولتوفير المال والحصول على الجرعة، لجأت هي ومن معها إلى استخدام إبر مشتركة، دون الاكتراث للمخاطر الصحية التي قد تنتج عن ذلك، فكانت تلك اللحظة بداية الكارثة التي لم تكن تدرك حجمها.

الاكتشاف الصادم

مرت عدة أشهر، بدأت خلالها مريم تشعر بأعراض صحية غريبة: إنهاك مستمر، وحمى متكررة، وضعف شديد في المناعة، فقررت زيارة المستشفى لإجراء الفحوصات، معتقدة أن الأمر مجرد تعب عابر، فكانت الصدمة الكبرى عندما أخبرها الأطباء بأنها مصابة بفيروس نقص المناعة المكتسب (الإيدز)، وأن السبب يعود إلى استخدام إبر ملوثة خلال تعاطيها المخدرات.

العزلة والصراع النفسي

عادت “مريم” إلى منزلها محملة الندم، لكنها لم تجرؤ على إخبار أحد بحقيقة ما تمر به، عزلت نفسها عن أسرتها، وبدأت تتجنب اللقاءات العائلية، متحججة بالتعب والانشغال، كانت تخشى أن تنكشف حقيقتها، وتعيش في رعب دائم من نظرة المجتمع إليها إذا علم بحالتها، وتشعر أن المرض لا ينهش جسدها فقط، بل يحطم روحها أيضًا.

رسالة ندم وتحذير

تروي “مريم” قصتها اليوم عبر “أثير” برسالة مؤثرة، قائلة: ظننت أنني أعيش لحظات حرية، لكنني كنت أُدمّر حياتي بيدي، لحظة ضعف واحدة كانت كافية لتغيير مستقبلي بالكامل، واليوم، أدفع ثمن قراراتي المتهورة، لكنني أشارك قصتي لتحذير الآخرين، فلا تدعوا الفضول أو ضغط الأصدقاء يسيطر عليكم، وتمسكوا بقيمكم وأخلاقكم، فهم الحصن الوحيد الذي يحميكم من الانهيار.

Your Page Title