رصد-أثير
حصن جعلان بني بو حسن هو تحصين دفاعي أثري في بلدة المحيول وشيد في القرن التاسع الميلادي (القرن الثالث الهجري) في عهد الإمام المهنا بن جيفر، ومع توالي السنين أجريت العديد من الإضافات والترميمات والتعديلات منها في عهد السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي في القرن التاسع عشر الميلادي، وفي عهد السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ طيب الله ثراه ـ في عام 1991م.
والحصن ذو أسوار يصل ارتفاعها إلى 5م وهو مربع الشكل تقريبا ومبني بالحجارة والصاروج ومسقف بأخشاب الكندل والسلج يعلوها حصر من خوص النخيل، ومساحة الحصن 5000 م2 وله بابان كبيران، باب رئيسي في سوره الغربي وباب فرعي في سوره الشرقي، ويرتكز في ركنه الشمالي الغربي برج يطلق عليه حارس المنازل.
وبالحصن فناء واسع حيث يضم إلى جانب المنشآت القديمة منشآت جديدة منها مبنى المكاتب الإدارية ومرافقها وذلك بالقرب من جدار السور الغربي إلى يمين الداخل من المدخل الرئيسي، وقد كان يضم في ساحاته منشآت اندثرت مثل منزل القاضي ومبنى المدرسة اللذين كانا يلاصقان جدار السور الجنوبي.
أما المبنى الرئيسي فيقع في الركن الشمالي الغربي من الحصن وهو مبنى شبه دائري وبعض وحداته مستطيلة، ويتكون من طابقين الأول رواق طويل يدخل من خلاله إلى المبنى الرئيسي عبر باب خشبي كبير، والثاني وحدات سكنية متعددة الأغراض.
وهذا المبنى ترتفع جدرانه 12م ثلثه السفلي مردوم ومقام عليه وحدات تختلف أحجامها وأشكالها بحسب استعمالها وهذه الوحدات تحيط بساحة دائرية مبلطة قطرها 50م ومقسومة إلى جزأين بجدار يتوسطه مدخل الجزء الأكبر منهما يقع إلى يسار الداخل إلى المبنى وهو مخصص للجوانب الرسمية، حيث يضم برزة الوالي وحجرة النجوى وحجرة الحرس ومجلس استقبال الضيوف ومخزن التمر " النضد " والمسجد وبرج السجن المخصص للرجال وغرفة السجن للنساء وبرج دفاعي.
أما الجزء الأصغر فيقع إلى يمين الداخل إلى المبنى، وهو مخصص للجوانب العائلية، ويضم جناح سكن الوالي الرئيسي الذي يتكون من طابقين ويحتوي على أربع غرف وحمام ويقع في الجانب الشرقي من المبنى ويضم أيضا جناح سكن الوالي الفرعي الذي يتكون من غرفتين وحمام ويشغل الدور الثاني فقط ذلك لأن الدور الأول هو الصباح (المدخل) الذي يدخل من خلاله إلى المبنى الرئيسي للحصن كما يشمل هذا الجانب مخزن التغذية ومسبح وغرفة الأشلحة وبرج دفاعي.
وروعي في اختيار موقع الحصن توفر الماء والغذاء لقاطنيه، حيث توجد خلفه أراض زراعية كبيرة خصص لمنتوجاتها مخزنان أما بالنسبة للماء فقد حفرت لتأمينه ثلاث آبار اثنتان في فناء الحصن الخارجي وواحدة في الساحة المفتوحة بالمبنى الرئيسي للحصن وزودت كل من هذه الأبار بميضئات وأماكن استحمام.
نوافذ الحصن وفتحاته صممت بحيث توفر الإضاءة والتهوية ويتضح ذلك في البرزة التي يستقبل فيها الوالي الناس مرتين يوميا، وأكثر الزخارف في الحصن توجد على مداخله وأبوابه فأغلب المداخل الرئيسية ذات عقود مقببة تحفها إطارات بأشكال هندسية متنوعة أما أبوابها فلا تكاد تخلو من الرسومات النباتية كذلك في جدران المبنى الرئيسي للحصن زخارف هندسية مكوّنة من مربعات عملت بالجص المطلية منها.
المصدر: العمانية
