رصد – أثير
إعداد – جميلة العبرية
يُعرَّف الجوع بأنه شعور فطري يعكس حاجة الجسم إلى الطاقة، مما يحفز الإنسان على تناول الطعام لضمان استمرارية وظائفه الحيوية. يتسم الجوع البيولوجي بتفاعل معقد بين الإشارات العصبية والهرمونية، ويُعد أداة أساسية للحفاظ على التوازن البيولوجي. ومع ذلك، قد لا يكون الجوع دائمًا مؤشرًا على حاجة جسدية للطعام، بل قد يتحول إلى استجابة عاطفية تحركها مشاعر كالقلق أو التوتر، وهو ما يُعرف بـ “الجوع العاطفي”.
ما هو الجوع العاطفي؟
الجوع العاطفي هو تناول الطعام بدوافع نفسية أو عاطفية بدلاً من الحاجة البيولوجية للطاقة. غالبًا ما يرتبط هذا النوع من الجوع بالرغبة في تناول أطعمة مريحة مثل الحلويات أو الوجبات السريعة، حيث يتحول الطعام إلى وسيلة للهروب من المشاعر السلبية أو الحصول على الراحة النفسية، بدلاً من تلبية حاجة جسدية فعلية.
الفرق بين الجوع البيولوجي والجوع العاطفي
فيما يلي مقارنة بين الجوع البيولوجي والجوع العاطفي:
أسباب الجوع العاطفي
الجوع العاطفي يرتبط بعدة عوامل نفسية وسلوكية، أبرزها:
• التوتر والقلق: يرفع الإجهاد النفسي مستويات هرمون الكورتيزول، مما يزيد الرغبة في تناول الطعام.
• الملل أو الشعور بالفراغ: قد يدفع الملل إلى تناول الطعام كوسيلة لملء الوقت.
• البيئة الاجتماعية: التأثر بالمناسبات الاجتماعية أو الإعلانات أو المحتوى المرتبط بالطعام.
• قلة النوم: يؤثر قلة النوم على هرمونات الشهية، مما يؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام.
• الإدمان على الأطعمة المصنعة: تحتوي هذه الأطعمة على مكونات تُحفز تناولها بكثرة، مثل السكريات والدهون المشبعة.
طرق تجنب الجوع العاطفي
للتغلب على الجوع العاطفي، يمكن اتباع النصائح الآتية:
1. التعرف على طبيعة الجوع: اسأل نفسك قبل تناول الطعام إذا كنت جائعًا فعلًا أم أنك تأكل لتخفيف التوتر أو الملل.
2. إشغال الوقت بأنشطة ممتعة: مثل التمارين الرياضية، المشي، أو ممارسة الهوايات.
3. معالجة المشاعر بطريقة صحية: تحدث مع صديق، استرخِ، أو مارس تمارين التنفس بدلاً من اللجوء للطعام.
4. تنظيم النوم: النوم الكافي يساعد على ضبط هرمونات الشهية.
5. التحكم في البيئة المحيطة: تجنب مشاهدة إعلانات الطعام أو المؤثرين الذين يروجون لأطعمة غير صحية.
نصائح للحفاظ على صحة الجسم
للحفاظ على صحتك وتجنب العادات الغذائية الضارة، يمكن اتباع هذه الإرشادات:
• التوازن في الغذاء: تناول وجبات متوازنة غنية بالبروتين، الألياف، الفيتامينات، والكربوهيدرات الصحية.
• ممارسة النشاط البدني: التمارين الرياضية تُحسن المزاج وتقلل التوتر.
• الوعي أثناء تناول الطعام: تناول الطعام ببطء وركز على إشارات الجوع والشبع.
• التخطيط للوجبات: إعداد وجبات صحية مسبقًا يقلل من اللجوء للأطعمة السريعة.
• تعزيز الراحة النفسية والاجتماعية: خصص وقتًا للأنشطة التي تحسن حالتك النفسية وتخفف من الضغوط.
ختامًا: يُعد الجوع العاطفي تحديًا شائعًا، لكنه قابل للتغلب عليه من خلال الوعي بعاداتنا الغذائية والعمل على تحسين نمط حياتنا. التمييز بين الجوع الحقيقي والجوع العاطفي ليس مجرد وسيلة للتحكم في الوزن، بل هو خطوة نحو تحسين جودة حياتنا بشكل شامل.
المصادر: