تاريخ عمان

قبل 30 عامًا: تفاصيل أول رسالة ماجستير في جامعة السلطان قابوس

قبل 30 عامًا: تفاصيل أول رسالة ماجستير في جامعة السلطان قابوس

أثير- تاريخ عمان

إعداد: د. محمد بن حمد العريمي

شهدت قاعة المؤتمرات بجامعة السلطان قابوس يوم الاثنين 12 ديسمبر 1994م، أي قبل (30) عامًا من اليوم، حدثًا علميًا وأكاديميًا مهمًا سيظل خالدًا في تاريخ الجامعة، ألا وهو مناقشة أول رسالة ماجستير لأحد طلاب الجامعة تعقد بإشرافها وتناقش في محرابها العلمي.

كان عنوان الرسالة هو “عبدالله الطائي.. حياته وأدبه”، أما صاحبها فهو الدكتور والعلَم والأستاذ الجامعي البارز وصاحب الكتب والدراسات العديدة، والشخصية الحاصلة على وسام جلالة السلطان قابوس للثقافة والعلوم والفنون والآداب من الدرجة الأولى في ديسمبر 2012م الدكتور محسن بن حمود الكندي.

صورة أرشيفية للدكتور محسن وهو على منصة المناقشة

“أثير” تتوقف مع خلال هذا التقرير مع هذا الحدث الأكاديمي المهم في تاريخ النهضة العلمية العمانية الحديثة، في محاولة لتتبع تفاصيل الأحداث المرتبطة بهذا الإنجاز الفكري المهم.

عنوان الرسالة

حملت الرسالة عنوانًا يتعلّق بسيرة وإنجاز إحدى أبرز الشخصيات الفكرية والأدبية العمانية والخليجية خلال القرن العشرين، ألا وهو الأديب، والمؤرخ، والشاعر، والقاصّ، والتربوي، والسياسي عبدالله بن محمد بن صالح بن عامر الطائي الذي ينحدر من أسرة علمية وقضائية عريقة أنجبت العديد من الشخصيات الفكرية البارزة، وكان العنوان هو: “عبدالله الطائي.. حياته وأدبه”.

أطروحة الماجستير الخاصة بالدكتور محسن الكندي

أسباب اختيار عنوان الرسالة ونتائجها

يذكر الباحث الدكتور محسن الكندي في حوارٍ صحفي أجراه معه الأستاذ سعيد بن سالم النعماني نشر بملحق صحيفة عمان الثقافي العدد (7268) بتاريخ الخميس 26 أبريل 2001م أن اختياره لشخصية عبدالله الطائي كان نتاج مرحلة دراسته الجامعية الأولى حين عرف الصدى الواسع الذي يلقاه هذا الأديب في منطقة الخليج العربي، فهو رائد من روّاد الخليج العربي على المستوى الثقافي والتعليمي، ويحسب له أنه أسس جيلًا في الخليج يدين له بفضل التعليم والتكوين والتشكيل، لذا جاءت رسالة الماجستير لتنطلق من دور الطائي وتقدّم إنتاجه، مستلهمة الأهداف الآتية: توثيق حياة الطائي باعتبار ذلك ركيزة مهمة في فهم تجربته الأدبية المتنوعة، ومحاولة رصد مجال الحركة في حياته (رحلاته المتعددة) ومدى انعكاسها في أدبه، والتركيز على مظاهر الربط بين ثقافة الطائي، ومدى تأثيرها على تجربته الأدبية، والتوصل إلى مركز الجودة الفنية في أنماط أدبه المتنوّعة من خلال دراسة نقديّة لها، وتقديم فنون أدبيّة جديدة له، بعضها يكتب عنه لأول مرة كفن القصة القصيرة والرواية والمسرحية.

وقد حققت الدراسة النتائج الآتية: التوصل إلى أرشفة نتاج الطائي وتوثيقه عبر محورية المنشور والمخطوط من خلال إحصائيات تضمنتها ملاحق الدراسة، واكتشاف جوانب عديدة لحياة الطائي الخاصة، عن طريق وثائق رسمية وخاصة أكّدت مكانته في عصره. كما أن الطائي يتميز عن غيره بميزتين: أنه أوقف جُلّ أدبه للحديث عن وطنه وعن قضاياه، كما إن أدبه تنوع بين أكثر من لونٍ أدبي، فأبدع في الشعر، والقصة القصيرة، والرواية، والمسرحيّة.

لجنة المناقشة وكواليسها

ترأس لجنة المناقشة التي استمرت لمدة أربع ساعات ونصف تقريبًا، وحضرها عدد كبير من مسؤولي الجامعة وأساتذتها وطلابها، الأستاذ الدكتور سعيد دعبيس المشرف على الرسالة، وعضوية كلٌ من الأستاذ الدكتور الطاهر أحمد مكّي من جامعة القاهرة، والأستاذ الدكتور إبراهيم عبدالله غلوم من جامعة البحرين.

مع لجنة مناقشة رسالة الماجستير

وكانت المناقشة غنيّة بالمعلومات الجديدة عن حياة الأديب العماني الكبير عبدالله الطائي، ودوره الريادي في حركة الأدب العماني والخليجي والعربي، حيث تناول البحث حياة الطائي ونتاجه الأدبي في عدّة فنون مع ربطها بالواقع البيئي الذي كان يعيشه معتمدًا على المنهج الشمولي.

وقد حصل الطالب محسن بن حمود الكندي على تقدير ممتاز مع توصية بطباعة الرسالة على نفقة الجامعة.

جانب من حضور مناقشة الماجستير بقاعة المؤتمرات بالجامعة

وقد تلقى الطالب محسن بن حمود الكندي رسالة تهنئة من قِبَل وزير التعليم العالي ورئيس جامعة السلطان قابوس وقتها معالي الدكتور يحيى بن محفوظ المنذري، يشيد من خلالها بهذا الإنجاز العلمي الكبير، ويأمل أن يكون دافعًا لبذل المزيد من الجهد في الدراسات والأبحاث المستقبلية.

رسالة تهنئة من وزير التعليم العالي رئيس جامعة السلطان قابوس وقتها

تفاعل إعلامي

نظرًا لأهمية الحدث وأسبقيته، فقد تفاعل معه عدد من وسائل الإعلام والصحف المحلية التي كانت تعد وقتها وسيلة التواصل الأبرز مع المجتمع بالإضافة إلى الإذاعة والتلفزيون، وتبارى عدد من الصحف العربية والإنجليزية المحليّة لتغطية الحدث في أخبارها اليومية وملاحقها الأسبوعية، في دلالة على أهمية هذا الحدث، وتشجيعًا للباحثين القادمين من أجل مزيد من العطاء الفكري.

وسوف نعرض هنا نماذج من تلك التغطيات:

خبر مناقشة أطروحة الماجستير في صحيفة الشبيبة بتاريخ 15 ديسمبر 1994
تحقيق صحفي حول مناقشة أطروحة الماجستير في صحيفة الشبيبة بتاريخ 20 ديسمبر 1994
تحقيق صحفي عن المناقشة في صحيفة عمان بتاريخ 15 ديسمبر 1994
قبل 30 عامًا: تفاصيل أول رسالة ماجستير في جامعة السلطان قابوس
خبر المناقشة في صحيفة عمان ديلي اوبزرفر الخميس 15 ديسمبر 1994
خبر عن المناقشة في إحدى مجلات الجامعة كأول أطروحة نوقشت عام 1994

الدكتور محسن بن حمود الكندي

أستاذ جامعي وباحث، من مواليد ولاية إبراء عام 1965م، حاصل على درجة البكالوريوس من جامعة البحرين عام 1988، وعلى درجة الماجستير في الأدب العربي من جامعة السلطان قابوس في ديسمبر 1994، وعلى درجة الدكتوراه من الجامعة التونسية في يناير 2003. عمل مديرًا لمركز الدراسات العمانية بجامعة السلطان قابوس، وأستاذًا للأدب الحديث بقسم اللغة العربية بالجامعة، ومستشارًا لوزير الأوقاف والشؤون الدينية.

أطروحة الدكتوراه الخاصة بالدكتور محسن الكندي
الدكتور محسن الكندي بين أروقة كتب مكتبته

صدر للدكتور محسن عدد من الأبحاث والمؤلفات الثقافية والأدبية من بينها: الشعر العماني في القرن العشرين، والصحافة العمانية المهاجرة، وعبدالله الطائي حياة ووثائق، وعبدالله الطائي وريادة الأدب الحديث، والشيبة محمد بن عبدالله السالمي رحلة حياة ومسيرة واقع، والشيخ العلامة الدكتور إبراهيم بن أحمد الكندي حياته وآثاره، وفجر الثقافة العمانية المعاصرة، ومناخات جبل الشيبة، عدا عن عدد كبير من البحوث والمقالات المنشورة في مجموعة من الصحف والمجلات العلميّة المحكّمة.

قبل 30 عامًا: تفاصيل أول رسالة ماجستير في جامعة السلطان قابوس
الدكتور محسن في مكتبته يحمل أحد مؤلفاته

وقد نال الدكتور محسن الكندي جائزة السلطان قابوس للثقافة والأدب عام 2012، وكرّم من قِبَل وزراء الثقافة بدول مجلس التعاون لدول الخليج في أكتوبر من عام 2011م.

تكريمه بوسام السلطان قابوس للثقافة والعلوم والفنون والآداب من الدرجة الأولى في ديسمبر 2012
تكريمه من قبل السلطان هيثم في إحدى المناسبات عندما كان جلالته وزيرًا للتراث والثقافة

المراجع

  • الكندي، محسن بن حمود. السطر الأول، مكتبة الجيل الواعد، مسقط، سلطنة عمان، 2020.
  • قصاصات صحفية حول المناقشة منشورة في عدد من الصحف العمانية، ديسمبر 1994.
  • لقاء شخصي أجراه الباحث مع الدكتور محسن الكندي في منزله، الثابتي، إبراء، الأربعاء 28 أغسطس 2024.
Your Page Title