أثير - ريما الشيخ
قال الدكتور جمال بن عيد بن ناصر الخضوري، مستشار وزير الصحة لإدارة وتنظيم الرعاية الصحية وعضو اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان، إن متقاعدي القطاع الصحي يُمثلون موردًا بشريًا إستراتيجيًا قادمًا يمكن الاستفادة منه لتعزيز الصحة المجتمعية، عبر إشراكهم في برامج التثقيف الصحي وتقديم الاستشارات، لا سيما في حالات نقص الكوادر أو أثناء الأزمات.
وأكد في حديث لـ ”أثير“ أن اللجنة ناقشت إمكانية إعادة توظيف هذه الكوادر عبر عقود مؤقتة لمدة سنتين أو ثلاث، ليستفيد منها القطاع الصحي في مجالات الإدارة والمشورة، مع إعداد دراسة شاملة لهذه المبادرة.
وأشار الدكتور إلى مبادرة إنشاء قاعدة بيانات للممارسين الصحيين المتقاعدين، واصفًا هذه الخطوة بأنها إستراتيجية لتعزيز الصحة المجتمعية، تتيح الاستفادة من خبراتهم في التثقيف الصحي والاستشارات، خصوصًا في الحالات التي تعاني من نقص الكوادر أو أثناء الأزمات.
أما بشأن تحويل المرضى بين مراكز الرعاية الصحية الأولية وأقسام الطوارئ، فقد أوضح الدكتور أن هذه العملية تُعد من أهم العمليات في النظام الصحي، نظرًا لارتباطها المباشر بتوفير مختلف مستويات الرعاية.
وقال : إن التحديات تتركز في رفع كفاءة خدمات التحويل، خصوصًا في محافظة مسقط، حيث يتطلب الأمر تسريع استقبال الحالات المختلفة بالمستشفيات التخصصية لتفادي تأخر العلاج وتقليص قوائم الانتظار، وضمان التكاملية بين المؤسسات الصحية المدنية والعسكرية.
وبالحديث عن وجود آلية واضحة تنظم عملية التحويل، أكد الدكتور جمال وجود سياسة وإجراءات معتمدة يتم تحديثها بصورة دورية، بما يتواكب مع التقدم الطبي والتقني، مشيرًا إلى أن التنسيق يتم بشكل منهجي بين مختلف المؤسسات الصحية لضمان سلاسة عملية التحويل.
وانتقل بالحديث إلى خطط تحسين سرعة التحويل وجودة النقل، مشيرًا إلى أن هناك خططًا تطويرية مستمرة لتحسين خدمات التحويل وضمان جودتها، منها مشروع ربط الخدمات الصحية بين المؤسسات الحكومية والعسكرية والخاصة، إضافة إلى مشروع الملف الطبي الموحد للمريض. كما أشار إلى دور لجنة إدارة وتنظيم الرعاية الصحية في تعزيز التكاملية بين مختلف المؤسسات الصحية.
وفيما يخص تأثير الضغط على أقسام الطوارئ وجودة الخدمة، بيّن الدكتور أن ذلك ينعكس بصورة مباشرة على جودة الخدمة، إذ يؤدي إلى تأخير المعاينات وزيادة الإرهاق الوظيفي، مما قد ينتج عنه شكاوى من المرضى وارتفاع نسب الإرهاق بين الكوادر الصحية.
وتحدث أيضًا عن التقنيات الحديثة في خدمة الصحة، موضحًا أن المشروع الوطني لفحص اعتلال شبكية العين لمرضى السكري باستخدام الذكاء الاصطناعي تم تطبيقه في 25 مؤسسة صحية، مشيرًا إلى أن التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات تسهم في تسريع عملية التشخيص وتحسين جودة الخدمات من خلال التحليل الذكي للبيانات والصور الطبية.
وأوضح كذلك أن التحول الرقمي أصبح عاملًا رئيسيًا في تسريع اتخاذ القرارات العلاجية، وتقليل التكاليف والأخطاء، وتعزيز الإنصاف في الوصول إلى الخدمات الصحية، خصوصا في الحالات الطارئة، معتبرًا إياه ركيزة أساسية من ركائز جودة الأنظمة الصحية الحديثة.
وفي ختام حديثه لـ ”أثير“، ذكر الدكتور جمال أن وزارة الصحة تولي اهتمامًا كبيرًا بتأهيل الكوادر الطبية للتقنية الناشئة، مشيرًا إلى وجود مشاريع لتعزيز استخدام التقنيات الحديثة، موضحًا أن اجتماع اللجنة الأول لعام 2025 ركز على دعم البحوث والابتكار في الجامعات والمراكز الطبية، إلى جانب تشكيل فرق فنية لعرض ابتكارات طلبة الطب والممارسين بدعم مستمر من الجهات المختصة.