رصد - أثير
إعداد - ريما الشيخ
مع اقتراب ذكرى النكبة الفلسطينية، وبينما كان الاحتلال الإسرائيلي يستعد للاحتفاء بالذكرى الـ 77 لقيامه، اندلعت حرائق غابات واسعة مساء الأمس الأربعاء 30 أبريل 2025 في مناطق متفرقة من الأراضي الفلسطينية المحتلة، خاصة في الأحراج الغربية لمدينة القدس، وامتدت ألسنة اللهب بسرعة ملحوظة مدفوعة برياح جافة ودرجات حرارة مرتفعة، ما أدى إلى اشتعال آلاف الدونمات من الغطاء النباتي الطبيعي، وهددت النيران مناطق سكنية، مما أدى إلى إلغاء الفعاليات، وإخلاء مستوطنات بين القدس وتل أبيب، وانتشرت صور ومقاطع فيديو لسائقي المركبات تركوا مركباتهم وسط الطريق هاربين من النيران، الأمر الذي استدعى الاحتلال الإسرائيلي لطلب مساعدة دولية.
أسباب أولية
حتى اللحظة، لم تُعلن جهة رسمية عن السبب المؤكد وراء اندلاع هذه الحرائق، إلا أن تقارير إعلامية أشارت إلى أن الأحوال الجوية كانت ملائمة لانتشار النيران، في ظل موجة حر ورياح شرقية قوية، كما تم تداول معلومات عن فتح تحقيق في احتمالية أن تكون بعض الحرائق مفتعلة، في ظل توقيف شخص مشتبه بحيازته مواد قابلة للاشتعال في منطقة اللطرون، ولم تُنشر نتائج التحقيقات حتى الآن.
اتساع النطاق
امتدت الحرائق إلى مناطق أحراش اللطرون وبيت شيمش وغرب القدس، وأغلقت الطرق المؤدية إلى مناطق الغابات، منها الطريق السريع بين القدس وتل أبيب، كما تم تسجيل خسائر مادية في بعض المرافق من بينها مبنى تابع لمتحف الدبابات في منطقة اللطرون، كما أن سحب الدخان غطت أجزاء واسعة من سماء القدس الغربية والمناطق المجاورة، فيما فُرضت قيود على حركة السكان ضمن نطاق الخطر.
إعلان حالة الطوارئ
وُصفت الحرائق بأنها “وضع طارئ”، وفق ما أوردته جهات إعلامية في الاحتلال الإسرائيلي، التي نقلت عن جهات محلية إعلانها أعلى درجات الاستنفار، وتم استدعاء وحدات من الجيش وفرق الطوارئ للعمل على إجلاء السكان، ودعم عمليات الإطفاء في المواقع المشتعلة، وحوصرت فرق الإطفاء بسبب اشتداد الرياح.
طلب مساعدات خارجية
ذكرت وسائل إعلام عبرية، من بينها صحيفة يديعوت أحرونوت وتايمز أوف إسرائيل، أن السلطات تقدمت بطلب رسمي للحصول على مساعدات دولية للمساعدة في إخماد النيران، وتضمنت المساعدة المطلوبة طائرات إطفاء وأنظمة دعم جوي، وتم توجيه نداءات مباشرة إلى عدة دول أوروبية ودول في حوض البحر المتوسط، في ظل المخاوف من استمرار امتداد الحرائق.
استجابة دولية
أعلنت كل من إيطاليا وكرواتيا إرسال طائرات مخصصة لإطفاء الحرائق إلى المنطقة، استجابةً لطلب الاحتلال الإسرائيلي، كما عرضت كل من اليونان وقبرص وبلغاريا تقديم دعم مماثل، وشملت المساعدات طائرات وأطقم إطفاء مدربة على التعامل مع حرائق الأحراج، وفي السياق ذاته، كما تم تداول بأن السلطة الفلسطينية أبدت استعدادها لإرسال فرق إطفاء، دون وجود إعلان رسمي عن قبول ذلك حتى الآن.
الجهود الميدانية
تواصلت عمليات الإطفاء بشكل مكثف على الأرض وفي الجو، مع التركيز على تطويق بؤر النار القريبة من المناطق المأهولة، وواجهت الطواقم تحديات بسبب تضاريس المنطقة والرياح المتقلبة، وتمكنت بعض الفرق من عزل عدة خطوط حريق ومنع تمددها نحو تجمعات سكنية، كما استؤنفت الطلعات الجوية للطائرات المشاركة مع فجر اليوم التالي، بعد تحسن نسبي في سرعة الرياح.
الخسائر حتى الآن
بحسب ما أوردته هيئة الإذاعة الإسرائيلية، لم تسجل حتى الآن حالات وفاة، فيما أُصيب عدد من الأشخاص باختناقات وجروح طفيفة، وتم نقلهم لتلقي العلاج في المراكز الطبية، على الصعيد المادي، أُحرقت مساحات شاسعة من الأحراج الطبيعية، إضافة إلى أضرار طالت ممتلكات خاصة ومرافق عامة، وتشير التقديرات الأولية إلى أن الخسائر البيئية كبيرة، ومن المحتمل أن تستغرق عمليات إعادة التأهيل وقتًا طويلاً.
الوضع الحالي
حتى اليوم الخميس 1 مايو، لا تزال بعض الحرائق نشطة في مناطق متفرقة، فيما تمكنت فرق الإطفاء من السيطرة الجزئية على بعض بؤر النيران، وتجري الاستعدادات لمواجهة أي تجدد للاشتعال بفعل تغيرات الرياح، وقد وُضعت المستشفيات في حالة تأهب لاستقبال أي إصابات جديدة، فيما تم تعليق الدراسة في بعض المدارس الواقعة ضمن مناطق الدخان الكثيف.
المصادر:
- رويترز
- فرانس برس
- تايمز أوف إسرائيل
- يديعوت أحرونوت
- قناة كان العبرية
- الجزيرة نت
- سكاي نيوز عربية
